مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

دراسة أمـمية تُـذكّـر بتعاليم الإسلام في حماية اللاجئين

نازحون داخليون جراء المعارك في منطقة سوات الباكستانية.. أحدث موجة من النازحين واللاجئين المسلمين في العالم Keystone Archive

نشرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالإشتراك مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالعربية السعودية ومنظمة المؤتمر الإسلامي دراسة تحمل عنوان "حق اللجوء بين الشريعة الإسلامية والقانون الدولي".

swissinfo.ch أجرت حديثا مع السيد فراس كيال، المسؤول عن العلاقات الخارجية بمكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الرياض، لتسليط الضوء على مضمون هذه الدراسة التي أعدها الدكتور أحمد أبو الوفا والتي تبين ممارسات الإسلام منذ 1400 عام في حماية الفارين من الإضطهاد.

وشرح السيد كيال مدى أهمية إصدار هذه الدراسة اليوم، وفي هذه الظروف بالذات التي يتعرض فيها الإسلام لكثير من التشكيك، وفي الوقت الذي يشكل فيه اللاجئون من بلدان إسلامية القسم الأكبر من حوالي 31 مليون لاجئ في العالم أجمع، وتُؤوي العديد من الدول الإسلامية حجما لا يستهان به من هؤلاء اللاجئين.

swissinfo.ch: هل بالإمكان في البداية تقديم نبذة عن هذه الدراسة؟

فراس كيال: هذه الدراسة تم إعدادها من قبل مؤلف لامع هو الدكتور أبو الوفا، رئيس قسم القانون الدولي بجامعة القاهرة، وذلك بتكليف من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تحت عنوان “حق اللجوء بين الشريعة الإسلامية والقانون الدولي”، وهي الدارسة التي بينت أن أحكام اللجوء المتضمنة في القانون الدولي المعاصر، هي أيضا متضمنة في الشريعة الإسلامية منذ 1400 سنة، إذ لدينا مفهوم الأمان والإجارة الموجود في الشريعة الإسلامية، والذي هو متطابق مع مفاهيم الحماية الدولية المتضمنة في الاتفاقيات المعاصرة كاتفاقية عام 1951 للاجئين وبروتوكول عام 1967.

ولكن ما الدافع لنشر هذه الدراسة اليوم، هل بسبب وجود عدد كبير من اللاجئين من العالم الإسلامي، أو لضرورة تذكير بعض الدول الإسلامية بأنه بالإضافة إلى متطلبات القانون الدولي هناك متطلبات دينية تحث على مساعدة اللاجئين؟

فراس كيال: نعم هناك حقيقة أن العديد من اللاجئين، بل أغلب اللاجئين في العالم، هم من دول إسلامية أو موجودون في دول إسلامية، وأن غالبية اللاجئين في العالم هم مسلمون، وهذا يدل على أن مفاهيم اللجوء المعاصرة والمتضمنة أيضا في مفاهيم الشريعة الإسلامية يجب أن تعطيهم الآمان والحماية. وإطلاق هذه الدراسة أتى لنشر الوعي في الدول الإسلامية حول مفاهيم اللجوء في الشريعة، كما هي متطابقة مع القانون، وأتى أيضا لإعطاء الإسلام ما يستحقه، ولإظهار دوره في حماية اللاجئين، إذ هناك العديد من الأحكام المتضمنة في الشريعة الإسلامية، إن كان من سور القرآن الكريم، مثل سورة التوبة وسورة الأنفال، أو إن كان من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والسنة النبوية الشريفة، تبين مدى ضرورة وتوفير الأمان للمستأمِن والذي يطلب الاستجارة.

أليس في ذلك أيضا رغبة في إشراك الدول الإسلامية في هذا المجهود الدولي لحماية ورعاية اللاجئين، وخصوصا الدول الإسلامية الغنية؟

فراس كيال: طبعا، المفوضية تبحث وتشجع دوما شراكات إستراتيجية مع الدول الإسلامية والعربية، وهو ما يشدد عليه المفوض السامي السيد أنطونيو غوتيريس. والهدف من هذا المشروع هو أن تعمل المفوضية مع هذه الدول في شراكة لتوفير الحماية والآمان للاجئين. وتأتي هذه الدراسة لتعزيز هذه الشراكة من أجل توفير الأمان والضمان للاجئين وإيجاد حلول دائمة لهم.

وهل شعرتم بأن هذا المجهود بدأ يُحدث نتائج ملموسة، وأن الدول العربية والإسلامية تُبدي التزاما أكبر في هذا المجهود لحماية اللاجئين؟

فراس كيال: بالنسبة للمملكة العربية السعودية، إطلاق سمو الأمير نايف بن عبد العزيز لهذه الدراسة مع باقي الشركاء، بمن فيهم المفوض السامي لشؤون اللاجئين، يدل على أهمية الموضوع الذي تطرحه هذه الدراسة.

والآن بعد إصدار هذه الدراسة، ما مصيرها؟ هل هناك خطط للترويج لها، سواء على مستوى العالم العربي والإسلامي لتوعية المواطن العادي بهذه الخصوصية، وكيف تعتزمون الترويج لذلك خارج العالمين العربي والإسلامي؟

فراس كيال: طبعا الدراسة أعدت باللغة العربية وصدرت باللغتين، العربية والإنجليزية. وستقوم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والشركاء الآخرون بالعمل على نشرها في الدول العربية والإسلامية وفي الدول الغربية أيضا. وسنعمل على نشر الوعي حول هذه الدراسة في جميع أنحاء العالم، وكيف تُفهم أبعاد حماية اللاجئين في الدين الإسلامي.

أشرتم إلى ان هناك عدم فهم أو سوء فهم لتعاليم الإسلام فيما يتعلق بحماية اللاجئ والفار من الاضطهاد، هل تشعرون بأن هناك تقصيرا من المسلمين أنفسهم في التعريف بذلك؟

فراس كيال: هذه الدراسة تأتي في إطار نشر الوعي حول هذا الموضوع وتبين مدى عمق وتأصيل هذه المبادئ ومدى تطابقها ما بين القانون الدولي والشريعة الإسلامية، ونأمل أن تكون معينا للباحثين في نشر الوعي حول هذا الموضوع كي نصل إلى الهدف الكبير الذي يتمثل في حماية اللاجئين وتأمين الحلول الدائمة لهم.

محمد شريف – جنيف – swissinfo.ch

تحمل الدراسة عنوان “حق اللجوء بين الشريعة الإسلامية والقانون الدولي للاجئين – دراسة مقارنة”، وهي من تأليف الدكتور أحمد أبو الوفا رئيس قسم القانون الدولي بجامعة القاهرة، وتقع في 274 صفحة وقد تم نشرها بعدُ على موقع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية كما سستاح للجمهور قريبا على موقع الإنترنت للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين والجامعات المشاركة في المشروع.

وعن هذه الدراسة، يقول المسؤول عن العلاقات العامة بمكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الرياض بالمملكة العربية السعودية الأستاذ فراس كيال:

“لقد تم تبنيها من قبل ثلاث جامعات مرموقة في العالم العربي، جامعة القاهرة وجامعة الأزهر وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالعربية السعودية. وكتب تقديم هذه الدراسة مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين السيد أنطونيو غوتيريس، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور إكمال الدين إحسان اوغلو، ورئيس جامعة الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ورئيس جامعة نايف الدكتور عبد العزيز صفر الغامدي.

وقد تم الإعلان عن نتائج هذه الدراسة في حفل تم تنظميه يوم 23 يونيو 2009 بجامعة الأمير نايف بحضور سمو الأمير نايف بن عبر العزيز والمفوض السامي لشؤون اللاجئين السيد أنطونيو غوتيريس.

وقد سبق للمفوض السامي لشؤون اللاجئين السيد أنطونيو غوتيريس أن أثار موضوع حق اللجوء والشريعة الإسلامية في عدة مناسبات، من بينها اجتماع لجامعة الدول العربية في عام 2007″.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية