مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“رابطة المصريين.. حلقة وصل بين المُقيمين بزيورخ والوطن الأم”

مجموعة من الرجال والنساء في الهواء الطلق
صورة جماعية لعدد من أعضاء الجمعية خلال إحدى المناسبات التي أقامتها رابطة المصريين بزيورخ لتوثيق العلاقة بين منتسبيها والترفيه عنهم. swissinfo.ch

ولدت دينا الشرباصي بالإسكندرية، وبعد حصولها على الثانوية العامة، التحقت بكلية التجارة بجامعة المنصورة ودرست بها حتى السنة الرابعة. وفي عام 1998، تعرفت على شاب سويسري وتزوجا في عام 2000 بعدما أشهر إسلامه بالأزهر، ثم سافرا سويا وأقاما في زيورخ، وهناك قررت تأجيل استكمال الدراسة.

في الحوار الذي أجرته معها، قالت دينا لـ swissinfo.ch: “كان عليَّ أن أبحث عن فرصة عمل، لأتعلم اللغة الألمانية بالممارسة، وفي بداية 2001؛ عملت في مطعم كمضيفة، وتنقلت من مطعم إلى آخر، لمدة 8 سنوات، بحثًا عن فرصةٍ أفضل، وراتبٍ أعلى.

وتضيف: “بعدها عملت “سكرتيرة” في شركة لبيع السيارات لمدة عامين، لاحظت خلالهما أن المواطن السويسري عملي للغاية، وأن السيارة بالنسبة له وسيلة انتقال، وليست أداة للتباهي”.

وتتابع قائلة: “في عام 2012، اشتغلت لمدة عام، في مؤسسة البريد السويسرية، في قسم تصنيف الرسائل حسب الترقيم البريدي لكل منطقة، ولاحظت خلال هذا العام أن هيئة البريد محصنة تمامًا، أكثر من أي مؤسسة أخرى، وأنهم يهتمون بالرسائل البريدية، ويتعاملون معها على أنها تحمل أسرار وخصوصيات الناس”.

في آخر 2012، انتقلت دينا للعمل في شركة “دال ماير” (Dallmayr)، وهي من كبريات الشركات التي تبيع الآلات الكبيرة المُخصّصة لتصنيع القهوة، حيث “كان عملي في خدمة العملاء، كما اشتغلت في قسم صيانة ماكينات القهوة”، كما تقول.

وخلال هذه السنوات الأربعة؛ عملت دينا لفترة في نفس الشركة كسائق شاحنة، وهو “أمر معروف في سويسرا بخلاف بلادنا العربية، لأن معيار اختيار العامل في سويسرا هي الكفاءة والقدرة والخبرة، بغض النظر عن الجنس أو اللون أو الدين”.

وفي بداية عام 2017؛ عملت الشابة المصرية لعام واحد في مكتب يتعامل مع بلدية “زيورخ دوبندورف” يُعنى بتطوير الموارد البشرية “اكتسبتُ خلاله خبرة جيّدة وتعلمتُ فيه ما يحتاج إلى دراسة لعدة سنوات”.

دينا واصلت حديثها بالقول: “وفي أكتوبر 2018، عُيّنت في شركة (Vending) التي أعمل بها حاليًا، وهي شركة كبرى تعمل في توريد وصيانة ماكينات القهوة الكبرى، وهي شركة منافسة لشركة دال ماير التي عملت بها من قبل”.

بموازاة ذلك، ظلت الشابة مرتبطة بجذورها وحرصت على تمتين علاقتها مع أفراد الجالية المصرية المغتربة في عاصمة المال والأعمال السويسرية والمناطق المجاورة لها.

swissinfo.ch: ننتقل إلى الرابطة المصرية في زيورخ.. وكيف توليت رئاستها؟

دينا الشرباصي: ترشحت للإنتخابات في نوفمبر 2017، وبعد نجاحي، وعند تشكيل مجلس إدارة الرابطة، تم اختياري كرئيس للرابطة، التي تضم قرابة 400 عضو، من إجمالي المصريين المقيمين في زيورخ وضواحيها، والبالغ عددهم حوالي ألف مصري، وهي تستهدف في المقام الأول، التواصل مع المصريين المقيمين هنا.

أما عن عضوية ورئاسة الرابطة؛ فهي تطوعية، لكنها تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، وأنا أبذل قصارى جهدي، وعندما أشعر بأنني غير قادرة على أداء دوري كرئيس للرابطة، سأطالب بعقد اجتماع جمعية عمومية، وأعلن تنازلي عن رئاسة الرابطة، وأطلب منهم اختيار من يستطيع القيام بمهام المنصب. 

swissinfo.ch: وماذا تقدم الرابطة للمصريين المقيمين بزيورخ وضواحيها؟

دينا الشرباصي: تقدم الرابطة لهم العديد من الخدمات والفعاليات، أبرزها: إقامة يوم شهري، للتواصل مع الأسر، ومزيد من التعارف، وتسهيل الخدمات للمصريين المقيمين أو الزائرين للكانتون، وإنهاء إجراءات الدفن أو التسفير للمصريين المتوفين في زيورخ، حسب رغبة الأسرة، من خلال التكافل والتواصل مع السفارة المصرية في سويسرا، وإن كانت هناك مشكلة تواجهنا في تسفير المتوفين من مزدوجى الجنسية، إلي مصر، على حساب السفارة.

كما تهتم الرابطة بمتابعة ونشر الأخبار التي تهم المصريين المقيمين في سويسرا عمومًا، وزيورخ خاصة، ونشر البيانات الرسمية الصادرة من الخارجية أو السفارة، وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم، والرد على استفسارات المصريين، وتعريفهم بالأوراق الرسمية المطلوبة، والإجراءات القانوينة اللازمة، وإرشادهم لطرق استخراجها، وباختصار فإن الرابطة هي بمثابة حلقة الوصل بين المصريين في سويسرا، والوطن الأم مصر. 

swissinfo.ch: وماذا عن عضويتك في الإتحاد العام للمصريين بالخارج؟

دينا الشرباصي: الاتحاد مقره بالقاهرة، وتشرف عليه الدكتورة نبيلة مكرم عبد الشهيد، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، وهي على تواصل دائم مع أعضاء الإتحاد بالخارج، حيث يعقد الاتحاد اجتماعين كل عام، لمناقشة ما يهم المصريين بالخارج، ودراسة المصاعب التي تواجههم، ومساعدتهم في إيجاد الحلول المناسبة.

كما نسعى لإطلاعهم على ما يجب عليهم تجاه وطنهم الأم مصر، وهنا أود أن أوضح، أن عضويتي في الاتحاد، جاءت بصفتي الشخصية، وليس لكوني رئيسة لرابطة المصريين في زيورخ، فالاتحاد العام هو الذي تواصل معي، وطلب مني التقدم لعضوية الاتحاد في يوليو 2018. 

swissinfo.ch: بما أن ابنتك تدرس بالسنة الخامسة بالمرحلة الابتدائية، ما هو تقييمك للتعليم الابتدائي بسويسرا؟

دينا الشرباصي: مراحل التعليم في سويسرا، تنقسم إلى: الابتدائية: وهي تمتد حتى السنة السادسة، ثم الإعدادية، وهي متصلة بالمرحلة الثانوية، فإما أن يلتحق الطالب بالإعدادي العام، أو ينتقل للإعدادي الفني أو المهني، والذي يحدد هذا، أمران، هما: درجات التلميذ في نهاية المرحلة الابتدائية، وتقرير مدرسيه بهذه المرحلة.

امرأة تنظر إلى عدسة المصور
دينا الشرباصي، رئيس رابطة المصريين بزيورخ. swissinfo.ch

فإذا نجح التلميذ في الاختبارات، وزكاه أساتذته، يلتحق بالإعدادي العام، وإذا لم يوفق في الإختبارت، ولم يزكّه أساتذتُه، يحول مساره إلى التعليم الفني والمهني، إلا إذا كان التلميذ ووليُ أمره، راغبيْن بدايةً في إلحاقه بالتعليم الفني.

ويتميز نظام التعليم هنا، بأنه يتعامل مع الأطفال بذكاء شديد، حتى لا يشعر التلميذ بالملل، ويكره التعليم، فالواجب المدرسي مثلاً؛ لا يتعدى ربع ساعة، ومجلس الآباء يطلب من أولياء الأمور التواصل المستمر مع المدرسة، لتحديد مدى مناسبة الواجبات للتلميذ، ورصد ملاحظاتهم.

كما أنه نظامٌ عادل؛ يحترم عقل التلميذ، وينمي قدراته العقلية والحياتية، ويسعى لتكوين شخصيته؛ لتكون شخصية سوية ومتكاملة، ولهذا فإنك لا تجد في سويسرا طفلاً يكره التعليم، أو يرفض الذهاب إلى المدرسة. 

swissinfo.ch: بعد أن قضيت تسعة عشر عاما في هذا البلد، ما هي برأيك أبرز مزايا المواطن السويسري؟

دينا الشرباصي: أهم ما يتميّز به السويسريون، النظام، والنظافة، والدقة، والاحترام (احترام المواعيد، العادات والتقاليد، الحرية الشخصية، الوقت، آدمية الإنسان حيًا وميتًا)، ومثالاً على ذلك: الترام في سويسرا، فهو يبدو نظيفًا وجديدًا، رغم أنه يعمل منذ سنوات طويلة، فهذه ثقافة شعب، ولهذا فإننا في مصر (مثلاً) بحاجة إلى أن نغيّر ثقافة الشعب.

وسويسرا من أنظف البلاد في العالم، ليس ذلك لأن عمال النظافة يؤدون عملهم على أكمل وجه فقط، وإنما لأن الشعب السويسري لديه ثقافة النظافة، حتى في المهرجانات والاحتفالات الكبرى، التي تُقام في الشوارع؛ بمجرد انتهاء المهرجان تبدأ فرق النظافة عملها؛ حيث تكون البلدية على أهبة الاستعداد، لإعادة المكان إلى أجمل وأنظف مما كان عليه.

كما أن الشعب يحب عمله؛ فلا يوجد في سويسرا مواطن يحتقر وظيفته، أو ينظر إليها على أنها متدنية؛ فعامل النظافة هنا يستشعر أنه يؤدي عملاً لا يقل إطلاقًا عن العمل الذي يقوم به الطبيب أو المهندس أو الضابط أو أستاذ الجامعة، ولهذا قد تجد عامل نظافة يتزوج من مهندسة أو طبيبة، لأنه يشعر أن وظيفته لا تقل عن وظيفة الوزير.

لا يُوجد في سويسرا مواطن يحتقر وظيفته أو ينظر إليها على أنها متدنية

swissinfo.ch: وماذا عن أبرز العيوب برأيك؟

دينا الشرباصي: أبرز عيوب المواطن السويسري برأيي، حالة الانغلاق والانكفاء على الذات، لدرجة أنه لو وقعت جريمة أمامه لن يتدخل، لكنه بالطبع سيُسارع بإبلاغ الشرطة والإسعاف، فهو يرى أنه ليس من شأنه التدخل لفض الاشتباكات، ونقل الموتى، وإسعاف الجرحى، وإنما هذه أمور لها أناس متخصصون، وأن واجبه فقط إبلاغ المختصين.

كما أن المواطن السويسري يرفع في حياته شعار “أنت لست صديقي حتى تثبت العكس”، فهو دائمًا يمنح نفسه الوقت الكافي لكي يقيم علاقة بالوافد الجديد، أما في بلدنا مصر، وفي الدول العربية عمومًا، فشعار المواطن “كل الناس أصدقائي حتى يثبت العكس!”.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية