مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا تأسف لـ”ضياع فرصة إسرائيل”

السيد بيتر ماورر صرح انه لا يمكنه تصور سلام دائم في الشرق الاوسط دون احترام القانون الانساني الدولي Keystone

أعرب رئيس الدائرة السياسية في وزارة الخارجية السويسرية بيتر ماورر عن أسف بلاده لإضاعة إسرائيل فرصة حضور المؤتمر الدولي حول حماية المدنيين في الأراضي الفلسطينية. السيد ماورر الذي ترأس المؤتمر في جنيف وصف البيان الختامي بـ"المتوازن".

وفي انجاز هام للدبلوماسية السويسرية، تبنت الدول التي شاركت يوم الاربعاء في المؤتمر الدولي حول تطبيق معاهدة جنيف الرابعة في الأراضي الفلسطينية بدون تصويت بيانا يدعو أطرافَ النزاع في الشرق الأوسط إلى حماية المدنيين وإسرائيلَ إلى احترام المعاهدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية. وهذه هي اول مرة تتم فيها الدعوة الى مؤتمر يبحث تطبيق هذه المعاهدة في منطقة معينة.

دفعة قوية للقانون الانساني الدولي

في البيان الختامي الذي صادقت عليه الدول الـ114 المشاركة في المؤتمر والموقعة على معاهدة جنيف الرابعة، أعرب المشاركون عن “انشغالهم العميق حول تفاقم الأوضاع الإنسانية على الميدان” في الشرق الأوسط، وعن “أسفهم للعدد المرتفع للضحايا المدنيين وخاصة الأطفال منهم والضعفاء بسبب الاستعمال العشوائي أو المتفاوت للقوة وانعدام احترام القانون الإنساني الدولي.”

ويشدد البيان الختامي في فقرته الثالثة واستنادا للبند الأول من معاهدة جنيف الرابعة التي وقعت في الـ12 من أغسطس آب من عام 1949، على أن المعاهدة قابلة للتطبيق في الأراضي الفلسطينية المحتلة والقدس الشرقية. وذكَّر البيان إسرائيل، بصفتها القوة المُحتلة، بضرورة احترام بنود معاهدة جنيف الرابعة بالكامل. كما حثت الدول المشاركة في مؤتمر جنيف إسرائيل على الكف عن ممارسة أية انتهاكات للمعاهدة مؤكدة عدم شرعية المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة أو توسيعها ومُذكرة بضرورة الحفاظ وضمان حقوق جميع السكان في زيارة الأماكن المُقدسة.

هذا ودعا البيان الختامي إسرائيلَ إلى “الكف فورا عن ارتكاب مخالفات خطيرة مثل القتل المتعمد والتعذيب والإبعاد غير الشرعي… وممارسات تدمير واحتياز ممتلكات الغير بدون مبرر لضرورات عسكرية تُنفذ على نطاق واسع بصفة غير قانونية وعشوائية.”

ولم يفت المشاركين في مؤتمر جنيف دعوة القوة المحتلة إلى تسهيل عمليات الإغاثة وعدم عرقلة نشاطات اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمة الأممية لغوث اللاجئين الفلسطينيين “اونروا” وأي منظمة إنسانية محايدة.

ارتياح فلسطيني كبير وامتنان لسويسرا

في اول ردود الفعل الفلسطينية عن نتائج مؤتمر جنيف، وجه السفير الفلسطيني لدى مقر الامم المتحدة بجنيف السيد نبيل الرملاوي شكره لسويسرا لحرصها على تنظيم المؤتمر وتسخير الوسائل الضرورية لانجاحه. واعرب السيد الرملاوي عن سعادته لكون المؤتمر خرج بنتيجة اساسية الا وهي ان معاهدة جنيف الرابعة تنطبق على الاراضي الفلسطينية وان الشعب الفسلطيني يتمتع بحق المقاومة كما هو وارد في ميثاق الامم المتحدة. كما اشاد السفير الفسلطيني بنص البيان الختامي ونتائج المؤتمر التي وصفها بـ”اشارة سياسية من قبل المجتمع الدولي بهدف الحد من الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون. ويذكر ان الجمعية العامة للامم المتحدة هي التي دعت الى تنظيم المؤتمر حول معاهدة جنيف الدولية.

من جهتها، وفي تصريح أدلت به لتلفزيون رويترز، دعت المفوضية الأممية السامية لحقوق الإنسان ميري روبينسون التي القت كلمة امام حضور مؤتمر جنيف، الى التحرك على الفور لوقف موجة العنف في الشرق الأوسط قائلة: “انه من الملح جدا أن يحدث شيء لوقف دوامة العنف وإراقة الدماء وفزع المدنيين…إن الوضع خطير جدا وسيساعد على تهدئته تواجد مراقبين دوليين على الميدان.”

ورحبت السيدة روبينسون، وهي رئيسة ايرلندا سابقا، بانعقاد مؤتمر جنيف يوم الأربعاء خاصة في “هذا الوقت العصيب الذي يستدعي التركيز على الجانب الإنساني وقضايا حقوق الإنسان.”

وكانت إسرائيل التي تعتقد ان معاهدة جنيف الرابعة ليست قابلة للتطبيق في الاراضي الفلسطينية، قد تقدمت يوم الاثنين الماضي بطلب إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف من اجل إرجاء أو إلغاء المؤتمر حول حماية المدنيين الفلسطينيين بسبب سلسلة الهجمات الانتحارية التي استهدفت إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي.

غير أن سويسرا، بصفتها المؤتمنة على معاهدات جنيف، اعلنت ان الطلب الاسرائيلي قوبل بالرفض وأكدت انعقاد المؤتمر في موعده المقرر على الرغم من الطلب الإسرائيلي ومن تغيب إسرائيل والولايات المتحدة عنه وعلى الرغم من التهاب الأوضاع مُجددا في الشرق الأوسط.

جدير بالذكر ان معاهدة جنيف الرابعة التي تنص على حماية المدنيين في فترات الحرب تحظر على وجه الخصوص إقامة المستوطنات والاستعمال العشوائي للقوة ضد المدنيين والعقوبات الجماعية مثل محاصرة الأراضي.


سويس انفو مع الوكالات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية