مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا تتضرر ايضا من هجرة ادمغتها

قد يكون رولف زينكرلاغر الذي تحصل في عام ستة وتسعين على جائزة نوبل للطب، استثناء للظاهرة Keystone

تبذل في سويسرا منذ بضعة سنوات، جهود حثيثة لتقليص ظاهرة هجرة العلماء والبحاثة الى الولايات المتحدة والبلدان الغربية عموما، وهي جهود بدأت حسب ما يبدو في اتيان اكلها.

الشبكة السويسرية للابتكار، فكرة اطلقت من اجل تحسين انتقال المعارف العلمية من المؤسسات الاكاديمية والجامعية الى عالم الشغل. وبهدف تجنب اقدام المزيد من العقول السويسرية على اتخاذ قرار بالتوجه الى الخارج.

تقول الارقام، ان عدد المهندسين والعلماء السويسريين العاملين حاليا في الولايات المتحدة، يتراوح ما بين ثمانية وتسعة الاف شخص. ولا يدخل في هذه الاحصائية مئات العقول التي تنطلق فور تخرجها من الجامعة، في البحث عن ظروف عمل افضل في العديد من بلدان العالم.

هذا الوضع يبدو شاذا، بل ومثيرا للاستغراب، نظرا لما تبذله سويسرا من جهود خاصة في مجال التكوين. ويلخص السيد كلود بادو، المدير السابق للمعهد التقني الفدرالي العالي بلوزان، هذا الوضع بنكتة مفادها، ان سويسرا اهدت عشرة من المليارات الى الولايات المتحدة الامريكية لوحدها! أي اننا قدمنا مساعدة للبلدان المتقدمة جدا!

السيد بادو، يشرف حاليا على الشبكة السويسرية للابتكار، التي انشئت في عام تسعة وتسعين بمبادرة من كاتب الدولة للعلوم والبحث العلمي، شارل كليبير، بهدف وضع حد لظاهرة هجرة العقول السويسرية، التي تكلف ميزانية البلاد، مبالغ طائلة.ويوضح السيد جان كلود بادو، اسباب المفارقة القائمة حاليا. فمن جهة، يمكن اعتبار سويسرا افضل بلد في العالم من الناحية العلمية، فهي تتوفر على اكبر عدد من المتحصلين على جوائز نوبل بالنسبة لملايين السكان، ولديها اضخم عدد من المنشورات والمساهمات العلمية نسبيا، لكنها متأخرة جدا في المقابل في كل ما يتعلق بنقل معارفها العلمية باتجاه المجال الاقتصادي وانشاء مواطن عمل في الاختصاصات التكنولوجية العالية.

من هنا، يتلخص هدف شبكة الابتكار السويسرية في تسريع عملية نقل المعارف المتراكمة من الجامعات ومراكز الابحاث المتعددة الى عالم الشغل بشكل يساعد على بروز مؤسسات جديدة تتخصص في التقنيات الرفيعة وتجلب تبعا لذلك، الخريجين السويسريين الشبان.

ومن اجل بلوغ هذه الاهداف، توفر الشبكة التي يوجد مقرها في جامعة برن، مساعدات اولية لفائدة مشاريع ذات اهمية خاصة او تقوم بتنظيم الندوات وتقديم الخدمات الاستشارية بما يسمح بمساعدة المبتكرين واقناع الجامعات والمعاهد التقنية العليا بجدية قضية نقل التكنولوجيا من الفصول والمختبرات الى المؤسسات الصغرى والمتوسطة.

قد تبدو هذه الشبكة حلا منقوصا لقضية هجرة الادمغة من بلد متقدم مثل سويسرا، لكن المشرف عليها يؤكد ان الاوساط الجامعية فهمت بعد ان مهمتها لم تعد تقتصر على تخريج طلبة متميزين، بل تجاوزتها الى ضرورة تلازم التكوين مع توفير ظروف جيدة لانشاء مواطن عمل لفائدة خريجيها في بلادهم.

ولعل بروز ظاهرة اقامة شركات صغيرة ومتوسطة وكبرى في معظم انحاء سويسرا، من طرف علماء وخبراء شبان قرروا البقاء في بلادهم للعمل في مجالات التكنولوجيا المتطورة، تقيم الدليل على ان مشروع الشبكة السويسرية للابتكار بدأ يعطي ثماره، على الرغم من ان عمره لا يتجاوز العامين.


سويس اينفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية