مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا تحذر من تسييس العمل الإنساني

تطبيق مبادئ القانون الانساني في مراكز الصراعات و مراعاة حقوق المدنيين واجب يتحتم على المجتمع الدولي القيام به مهما كانت الظروف، في الصورة السيد فالتر فوست مدير إدارة التنمية و التعاون السويسرية Keystone

تتميز الإستراتيجية التي تنوي سويسرا اتباعها في مجال المساعدة الإنسانية حتى العام 2005 في تفعيل انضمام سويسرا إلى منظمة الأمم المتحدة لدعم مبادئ التضامن الإنساني بعيدا عن التسييس وعن الجري وراء أضواء وسائل الإعلام.

هذا ما أكده مدير إدارة التنمية والتعاون السيد فالتر فوست في الاحتفال بيوم للمساعدة الإنسانية المنعقد في مدينة مونترو، ففي الاحتفال السنوي المخصص للمساعدة الإنسانية، نظمت الإدارة التابعة لوزارة الخارجية السويسرية، ملتقى يوم الجمعة في مدينة مونترو جمع أكثر من 800 مدعو بحضور وزير الخارجية السويسري السيد جوزيف دايس في أول تظاهرة عمومية منذ انضمام سويسرا إلى منظمة الأمم المتحدة.

الملتقى الذي انعقد تحت شعار “أوجه المساعدة الإنسانية” كان فرصة لمدير إدارة التعاون والتنمية السيد فالتر فوست لتوضيح الإستراتيجية التي تم تحديدها للتعاون والمساعدة الإنسانية من هنا حتى العام 2005. كما كان فرصة لعرض لأول مرة فيلم “معايشة التضامن” الذي يجسد من خلال أمثلة ميدانية تمت في كوصوفو او السودان أو أفغانستان وتركيا ورواندا، كيف تعاش عملية التضامن سواء في مجال المساعدة الطارئة او إعادة البناء او الوقاية او الدفاع عن حقوق الضحايا.

وقد شاركت في هذا الاحتفال مختلف قطاعات إدارة التنمية والتعاون لتوضيح نشاطات هذه المنظمة التي تنفق سنويا أكثر من 250 مليون فرنك في إنجاز أكثر من 800 مشروع تنموي في 17 بلدا. ونشير إلى أن إدارة التعاون والتنمية تشغل أكثر من 500 موظف ولها ميزانية سنوية تقدر بحوالي مليار ونصف مليار فرنك.

وقد ساهم إلى جانب إدارة التنمية في إحياء هذا اليوم فريق المساعدة الإنسانية السويسري الذي قام في العام 2001 بأكثر من 430 مهمة إنقاذ في 56 بلدا، اغلبها بعد حدوث زلازل وأعاصير وانهيارات ترابية وثلجية.

التحذير من” تسييس” العمل الإنساني

في ندوته الصحفية بالمناسبة وفي خطابه أمام المشاركين حذر مدير إدارة التعاون والتنمية السيد فالتر فوست من الانحرافات التي بدأت تتعاظم في الآونة الأخيرة في مجال المساعدة الإنسانية “كاختيار المستفيدين من المساعدة الإنسانية على أسس متباينة او بدوافع سياسية او عندما تقدم المساعدة الإنسانية بطرق غير محايدة او عندما يتم التهرب من التطبيق الفعلي لمبادئ المساعدة الإنسانية لأسباب سياسية معلنة او خفية”.

كما أدان مدير إدارة التعاون والتنمية ” لجوء الأطراف المشاركة في الصراعات إلى الاستيلاء على قسم من المساعدات الإنسانية لصالح أفرادها ا لتحويلها إلى وجهات غير التي كانت موجهة لها أساسا”

وقد ذكر السيد فالتر فوست، في رد على سؤال لسويس انفو”بحرص سويسرا على عدم السقوط في فخ ما يسمى بظاهرة سي إن إن”، أي تركيز المساعدة الإنسانية فقط على المناطق الواقعة تحت أضواء وسائل الإعلام، وإهمال الأزمات المنسية. وفي هذا الإطار ذكر السيد فالتر فوست بما قامت به سويسرا في كوصوفو أثناء القصف عندما شرعت في إيصال المساعدات الإنسانية في وقت لم يكن فيه أحد يجرؤ على ذلك، وشرعت في تجهيز وسائل الاتصال بالإقليم مما سمح لوسائل الإعلام بالوصول فيما بعد.

كما ذكر مدير فريق المساعدة الإنسانية السويسري السيد طوني فريش “بما تقوم به سويسرا في جنوب السودان بالرغم من عدم اهتمام وسائل الإعلام بهذه المنطقة”.

الانضمام سوف لن ينقص من أهمية المساعدة الإنسانية

وزير الخارجية السويسري السيد جوزيف دايس في أول تظاهرة عمومية منذ تصويت الشعب السويسري لصالح انضمام سويسرا إلى منظمة الأمم المتحدة، استغل هذه الفرصة لطمأنة المتخوفين من يؤثر ذلك على العمل الإنساني. فقد أكد “أن المساعدات الإنسانية سوف لن تتعرض لأية عراقيل بسبب الانضمام إلى الأمم المتحدة”. بل يرى وزير الخارجية السويسري أن عملية الانضمام ستسمح بحسن استعمال المحافل الدولية لخدمة العمل الإنساني.

وقد ذكر وزير الخارجية بأن ثلثي مساهمة سويسرا المالية في ميزانية الأمم المتحدة تصرف في مجالي التعاون والتنمية والمساعدة الإنسانية، لذلك ترغب سويسرا في أن يكون لها رأي في كيفية تحديد السياسات المنتهجة والعمل على أن يكون هناك مزيد من التنسيق بين هيئات الأمم المتحدة المعنية بالتنمية والمساعدة الإنسانية وبين البنك الدولي.

وعن الانتقائية في تطبيق القانون الإنساني الدولي او في تقديم المساعدات الإنسانية ذكر السيد جوزيف دايس “بحرص سويسرا على التطبيق الصارم للمبادئ الإنسانية، حتى لا تقدم المساعدة فقط للضحايا الذين نعتقد، لأسباب سياسية، أنهم أولى بها، بل يجب آن يتمتع بهذه المساعدة الإنسانية كل الضحايا بما في ذلك سكان العراق او أفراد حركة طالبان”.


محمد شريف – مونترو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية