مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا تساهم أيضا في إغـاثة اليونان

تمثال النصر يقف أمام الدخان المتصاعد من حرائق في قرية أولمبيا القديمة بالقرب من مهد الألعاب الأولمبية في جنوب غرب اليونان يوم الأحد 26 أغسطس 2007 Keystone

تجاوز عدد ضحايا أسوأ حرائق في تاريخ اليونان الحديث ستين قتـيلا، بينما تواصل فرق المطافئ والإغاثة الوطنية والدولية عمليات إخماد اللهيب الذي يلتهم مناطق عديدة من جنوب وشرق البلاد لليوم الرابع على التوالي.

وقد انضمت سويسرا إلى الجهود الدولية لإسعاف اليونان،إذ أرسلت صبيحة الإثنين 27 أغسطس الجاري أربع طائرات مروحية إلى عين المكان.

أعلن رئيس المساعدات الإنسانية السويسرية طوني فريش أن إحدى الطائرات المروحية السويسرية من طراز “سوبر بوما” (Super Pumas) حطت في منتصف يوم الإثنين 27 أغسطس الجاري في العاصمة اليونانية أثينا، قادمة من إقليم كوسوفو، بينما أقلعت الطائرات المروحية الثلاث الأخرى من سويسرا باتجاه اليونان.

وقال السيد فريش “أنا سعيد لكوننا تمكنا من التحرك سريعا جدا، وبالتالي قدمت سويسرا مساهمة فعالة لمكافحة هذه الكوارث”.

الطائرات السويسرية الأربع مجهزة، كل واحدة على حدة، بخزان مياه بسعة 2500 لتر. كما نقلت أكثر من 30 شخصا من بينهم ثلاثة مختصين في المساعدات الإنسانية سينضمون إلى الخبيرين اللذين تحولا إلى اليونان يوم الأحد. وسيسهر هؤلاء الخبراء على تقييم الاحتياجات في مجال المساعدات الإنسانية الطارئة.

مساعدات دولية

وفي عين المكان، مازال أكثر من ثلاثين موطن حريق يهدد غرب وجنوب شبه جزيرة البيلوبونيس حيث تندلع نيران يستحيل حصرها لحد الأن، لا سيما بسبب الرياح التي تهب بقوة تتجاوز 70 كيلومترا في الساعة. كما امتدت النيران بشكل خطير إلى جزيرة إيفيا شمال شرقي أثينا.

وقد أرسلت فرنسا بعد أربع طائرات لمكافحة الحريق، بينما وضعت إيطاليا وصربيا وإسرائيل وسلوفينيا وإسباينا ورومانيا وألمانيا والنرويج وهولندا والنمسا طائرات وطائرات مروحية رهن إشارة اليونان. وقد طلبت أثينا أيضا مساعدة الولايات المتحدة وروسيا.

برن تتابع تطور الأوضاع

وحسب حصيلة مازالت مؤقتة، تسببت الكارثة لحد الآن في مقتل أكثر من 60 شخصا، بينما ظل عشرات في عداد المفقودين. ولا يوجد أي مواطن سويسري ضمن الضحايا، لكن برن تتابع تطور الوضع بشكل دائم.

وقد وجهت رئيسة الكنفدرالية السويسرية ووزيرة الخارجية ميشلين كالمي – ري بعد، باسم أعضاء الحكومة الفدرالية، تعازي الحكومة والشعب السويسريين للسلطات اليونانية.

إنقاد موقع أولمبيا الأثري

وقد أكد نيكولاوس ديامانتي، المتحدث باسم رجال المطافئ اليونانيين، يوم الأحد “نحن على وشك حدوث كارثة وطنية. هذا وضع لم يسبق له مثيل”.

وكانت النيران قد اقتربت بالفعل من موقع أولمبيا الأثري العريق، المُصنف ضمن التراث العالمي الإنساني من قبل منظمة التربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة يونيسكو.

وفي تصريحات لإذاعة سويسرا الروماندية (الناطقة بالفرنسية) يوم الأحد، أوضح السيد تييري تورييات، الأمين العلمي للمدرسة السويسرية لعلم الآثار في اليونان أن “لا يمكن ترميم بعض الأثريات التي تأويها المتاحف إذا ما تم إتلافها، لأن الحجر هش في مثل هذه المواقع القديمة ويمكن أن يطرأ عليه تدهور كبير”.

أعمال إرهابية؟

وقد اندلعت حرائق جديدة يوم الاحد 26 أغسطس خاصة وسط البلاد وشمال غربها، وفي جزيرة سيفالونيا في البحر الأيوني (غرب). أما الحريق الجديد الذي بدأ يلتهم صباح الإثنين قمة هيميت في ضواحي أثينا، على بعد أقل من عشرة كيلومترات من وسط المدينة، فقد تمت السيطرة عليه.

وعلى المستوى السياسي، تفجر الجدل مع اقتراب الانتخابات التشريعية في اليونان حول المصدر الإجرامي المزعوم للعديد من الحرائق الأخيرة وحول رد فعل السلطات على الكارثة.

ويذكر أن السلطات اليونانية اتهمت بعد 33 شخصا بشكل رسمي منذ شهر يونيو الماضي، 15 لإشعال النيران عن عمد، و18 للتسبب في حرائق نتيجة الإهمال.

وأعلنت وزارة النظام العام اليونانية يوم الإثنين أن المدعي العام أمر في اليوم نفسه (27 أغسطس الجاري) بفتح تحقيق لتحديد ما إذا كان يمكن اعتبار هذه الحرائق الخطرة أعمالا إرهابية.

سويس انفو مع الوكالات

أعلنت اليونان الأحد 26 أغسطس الجاري أن عدد ضحايا الحرائق التي تجتاح عدداً من الأقاليم فيها قد ارتفع إلى 61 قتيلاً بعد العثور على جثتين أخريين بمنطقة وسط شبه جزيرة البيلوبونيس في الجنوب.

وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن الحرائق، التي تعد الأسوأ في تاريخ اليونان الحديث، اقتربت في وقت مبكر صباح الأحد من قرى تبعد كيلومترات قليلة عن أولمبيا القديمة ومدينة بايغروس، بينما وجه سكان ومسؤولون محبطون نداءات استغاثة عبر محطة التلفزيون.

وقالت امرأة من قرية لامبيتي عبر شاشات التلفزيون “سنموت حرقاً هنا”، مشيرة إلى أن أهالي القرية يستعينون بخراطيم ري الحدائق في محاولة يائسة لإنقاذ بيوتهم من النيران. وفي قرية كوليري، القريبة من أولمبيا القديمة، قرعت أجراس الكنائس، فيما هرع السكان المذعورون لجمع أمتعتهم قبل الفرار من مساكنهم، بحسب رواية رجل اتصل بمحطة التلفزيون.

وكان رئيس الوزراء كوستاس كرامانيليس أعلن في وقت سابق حالة الطوارئ في عموم البلاد، متوعداً المتورطين بالقبض عليهم ومعاقبتهم، وهو ما اعتبر تلميحاً بأن تلك الحرائق تمت بفعل فاعل.

من جانبها، قالت وكالة رويترز إن آلافاً من السكان بشبه جزيرة البيلوبونيس وجزيرة إيفيا وأجزاء من أحياء أثينا الشرقية، لاذوا بالفرار، فيما التهمت النيران مئات المنازل وأتت على عشرات الآلاف من أفدنة الغابات وتسببت في إفلاس عدد من المنشآت التجارية.

وأوضح رجال الإنقاذ أنهم عثروا على جثث ملقاة على جوانب الطرق وفي المنازل والسيارات المحترقة، بما فيها جثة إمرأة وهي تحضن أطفالها. وأرسلت 11 دولة على الأقل، من بينها سويسرا، رجال إطفاء بالإضافة إلى 14 طائرة و11 مروحية للمساعدة في إخماد الحرائق. وكانت النيران قد اندلعت أول مرة يوم الجمعة الماضي جنوبي شبه جزيرة البيلوبونيس، وسرعان ما امتدت لمناطق أخرى.

(المصدر: وكالات)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية