مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا تنضم لتخليد ذكرى النصر على النازية

أكثر من 7000 جندي و2500 من قدماء المحاربين الروس خلدوا في الساحة الحمراء وسط موسكو الذكرى الستين للانتصار على ألمانيا النازية Keystone

حضر رئيس الكنفدرالية سامويل شميد صبيحة الإثنين العروض العسكرية في الساحة الحمراء وسط موسكو احتفالا بالذكرى الـ60 على دحر ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.

وكان السيد شميد قد صرح عشية احتفالات موسكو التي استضافت أبرز زعماء العالم أنه من واجب سويسرا أيضا استرجاع ذكريات تلك الحرب، كما دعا إلى معارضة النزعات المتطرفة ومعاداة السامية.

“يجب أن نظل أوفياء لذكرى آباءنا أمام تهديدات الإرهاب”. وردت هذه الجملة في الخطاب الذي ألقاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صبيحة الإثنين 9 مايو الجاري في موسكو بمناسبة انطلاق العروض العسكرية تخليدا للذكرى الستين لانتصار الحلفاء على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.

وحضر مراسيم الاحتفالات زهاء 60 من رؤساء الدول والحكومات، من أبرزهم الرئيس الأمريكي جورج بوش والرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الألماني غرهارد شرودر. ومثل الكنفدرالية في العاصمة الروسية رئيس الكنفدرالية سامويل شميد.

وكان السيد شميد قد شدد بدوره عشية الاحتفالات على أهمية الوفاء للذكرى، إذ أكد في خطاب بثته الإذاعات والتلفزيونات السويسرية يوم الأحد أنه من واجب سويسرا استرجاع ذكريات الحرب العالمية الثانية.

ودعا رئيس الكنفدرالية السويسريين إلى “معارضة أي ميول جديدة نحول التطرف والشمولية وأي شكل من معاداة السامية أو العنصرية كي لا تتكرر أبدا تلك الأجزاء المأساوية (من التاريخ)”.

ولدى الحديث عن “نهاية إحدى أكبر الكوارث التي ضربت الإنسانية”، وجه كلمات تكريم وتقدير لـ”كافة من ضحوا بحياتهم” من أجل الحرية، ومن أجل الحيلولة دون وقوع العالم تحت وطأة “ديكتاتورية عنصرية”.

وعند استرجاعه لمعاناة ضحايا المحرقة النازية الذين “قتلوا بشناعة” في معسكرات التعذيب، ذكر رئيس الكنفدرالية بـ”الثمن الغالي” الذي دفعته الدول “المعتدى عليها من قبل النازية”، دون نسيان شعوب البلدان التي أشعل زعماءها فتيل الحرب.

دور سويسرا: نور وظلمات..

وتضمن خطاب السيد شميد أيضا تكريما لقدماء المحاربين الذين ناضلوا من أجل التحرير من داخل سويسرا التي لم تكن طرفا في الحرب. وأوضح رئيس الكنفدرالية أن بلاده يمكن أن تنظر إلى سنوات الحرب بـ”فخر لأن النظام الديمقراطي فرض نفسه”.

ووجه السيد شميد كلمات شكر للمحاربين القدامى على تعبئتهم وعلى “استعدادهم لدى الحاجة لخوض الحرب بالسلاح”، كما شكر كافة نساء ورجال ذلك الجيل الذي “واجه سنوات من الحرب التي طغت عليها كافة أشكال الحرمان”.

ولم يغفل رئيس الكنفدرالية الإشارة إلى أخطاء الماضي مثل إغلاق الحدود السويسرية في وجه آلاف اللاجئين عام 1942. في المقابل، ذكر السيد شميد أن مئات آلاف اللاجئين وجدوا ملاذا آمنا في سويسرا التي ظلت “وفية لتقاليدها الإنسانية” على حد قوله.

وأعرب السيد شميد في هذا السياق عن اعتقاده أن الواجب اليوم لا يتمثل في إدانة زعماء “واجهوا وضعا صعبا في تلك الفترة، بل استرجاع ذكرى تلك الفترة”. وأوضح رئيس الكنفدرالية أن الذكرى تشمل حب الحقيقة وتفهم أوضاع زمن آخر ومشاكله، والبحث عن أسباب ومعنى الأشياء.

وأخيرا، قال السيد شميد: “مهما كان الاستنتاج الذي سنتوصل إليه” يظل شيء واحد: “شعور بالعرفان والاحترام لتحركات الجيل الذي عاش تلك الحقبة المظلمة”.

سويس انفو مع الوكالات

تعد الحرب العالمية الثانية من أعنف النزاعات واكثرها دموية في تاريخ البشرية.
خلفت قرابة 60 مليون قتيل من بينهم 20 مليون مدنيا.
اندلعت في أوروبا إثر الغزو الألماني لبولونيا في فاتح سبتمبر 1939 وفي المحيط الهادي عقب الهجوم الياباني على قاعدة بيرل هاربور الأمريكية في 7 ديسمبر 1941.
انتهت الحرب في أوروبا يوم 8 مايو 1945 بعد استسلام ألمانيا النازية وفي آسيا إثر انهزام اليابان في 14 اغسطس 1945.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية