مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا متهمة بالتحيّز

موقف سويسرا من تطورات الشرق الاوسط يثير ردود فعل متباينة بين الاسرائيليين والفلسطينيين swissinfo.ch

تجاه تردي الاوضاع في الشرق الاوسط واحتداد المواجهات الاسرائيلية الفلسطينية، صعدت الحكومة الفدرالية السويسرية لهجتها تجاه اسرائيل، مما اثار ردود فعل متفاوتة من جانب الفلسطينيين والاسرائيليين وكذلك من المنظمات اليهودية السويسرية.

التصريح الذي ادلت به يوم الاربعاء متحدثة بلسان وزارة الخارجية السويسرية من ان هنالك مشاورات بين وزارة الخارجية ووزارة الدفاع ووزارة الشؤون الاقتصادية السويسرية بخصوص جوانب عديدة من علاقة الكنفدرالية مع اسرائيل، يعتبر مؤشرا سياسيا حقيقيا، ذلك انه يعني ان سويسرا، وعلى ضوء الاحداث المتواصلة في المناطق الفلسطينية، هي بصدد اعادة تقييم علاقاتها مع اسرائيل في العديد من المجالات بما في ذلك المجالات الاقتصادية والعسكرية.

وقد ذهبت الكنفدرالية ابعد من ذلك عندما طالبت برن القوات الاسرائيلية، بالانسحاب الفوري من المناطق والمدن الفلسطينية التي اعادت اسرائيل احتلالها وبتمكين الرئيس الفلسطيني من التحرك بكل حرية. وقد اعلنت سويسرا في هذا المجال تقديم منحة مالية اضافية، قيمتها مليون فرنك لمساعدة الشعب الفلسطيني.

وكانت وزارة الخارجية السويسرية ادانت “الاستخدام غير المميز للعنف”، كوسيلة لممارسة العمل السياسي ووجهت تعازيها لاسر الضحايا الاسرائيليين الذين سقطوا نتيجة العمليات الانتحارية الفلسطينية الاخيرة.

مواقف متباينة

رسالة واضحة تماما تصدر عن الدبلوماسية السويسرية وتثير ارتياحا كبيرا في الاوساط الفلسطينية. فقد صرح المسؤول عن ملف القدس في السلطة الفلسطينية والاكاديمي الفلسطيني المعروف، الدكتور سري نسيبة، لسويس انفو ان هذا الموقف الواضح يعرب عن “تضامن” سويسرا الكامل مع الشعب الفلسطيني في هذه الاوقات العصيبة.

اما لدى الطرف المقابل، فان وزارة الخارجية الاسرائيلية، وان لم تعقب بشكل مباشر على تصريحات الخارجية السويسرية، قد اظهرت بعض الحرج. ويبدو ان هنالك توجها نحو تخفيف هذا التوتر المفاجئ في العلاقات بين البلدين.

وصرح احد مستشاري شمعون بيريز رفض الاعلان عن هويته، ان الاستياء السويسري قد يكون ظرفيا وان اسرائيل في كل الحالات، تستبعد الدخول في جدل مع سويسرا حول تطبيق القانون الانساني الدولي على ضوء العمليات العسكرية الاسرائيلية في الضفة الغربية والمناطق الفلسطينية.

من جهته اعتبر رئيس الغرفة التجارية السويسرية الاسرائيلية، ايتان ليراز، ان الموقف السويسري يشير الى تعاطف واضح مع الفلسطينيين مضيفا ان هذا الموقف لا مبرر له اطلاقا وان سويسرا، البلد المحايد لم يعد محايدا اليوم. واعتبر ليراز انه لن تكون هنالك مضاعفات اقتصادية للموقف السويسري، ذلك ان مجموعة نيستلي ستظل تحتفظ باكبر حصة في الصناعات الغذائية الاسرائيلية كما ان الشركات الصيدلية ستواصل تطوير استثماراتها في الدولة العبرية.

موقف من جانب واحد

تعتبر منظمات الجاليات اليهودية السويسرية ان موقف
الكنفدرالية احادي الجانب ومتسرع، حيث قال سيغي فايغل، الرئيس الشرفي للجالية اليهودية في زيوريخ، ان هذا الموقف من شانه ان يصعد النزاع، ذلك ان دولة اسرائيل ستشعر بالظلم، في حين ان الفلسطينيين سيشعرون بالارتياح.

من جانبه، انتقد الاتحاد السويسري للمنظمات اليهودية موقف برن معتبرا انه احادي الجانب. وقال طوماس ليسي، نائب رئيس الاتحاد، “كان يجدر بسويسرا ان تشير الى انه لا يزال هناك ضحايا اسرائيليون نتيجة استمرار الاعمال الارهابية”.

واشار السيد سيغي فايغل، الذي لا يتردد في توجيه الانتقاد الى الحكومة الاسرائيلية، الى ان الانتقادات السويسرية كان لها ما يبررها لو انها موجهة الى الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني ولم تقتصر على ادانة اسرائيل. ويذكر ان السيد فايغل وجه مؤخرا رسالة مفتوحة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون يدعوه فيها الى تقديم المبررات للسياسات التي تنتهجها حكومته.

سويس انفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية