مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسري فضل البقاء إلى جانب عرفات المحاصر

المؤتمر الصحفي الذي عقده العائدون من الضفة الغربية يشرحون فيه معاناة المدنيين ورحلة العودة المحفوفة بالمخاطر swissinfo.ch

عادت يوم الخميس مجموعة من نشطاء السلام السويسريين من الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد أن ساهموا في حملة حماية الشعب الفلسطيني من الغزو الإسرائيلي.

العائدون تحدثوا مطولا عن زميلهم كريستوف ديملر الذي فضل البقاء إلى جانب عرفات، وما شاهدوه هناك يعتبر توثيقا للتجاوزات التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي وهو ما ينوون شرحه للجمهور وللسلطات في سويسرا بشتى الوسائل.

ثمانية وعشرون سويسريا انطلقوا من جنيف في الثامن والعشرين مارس للمساهمة في الحملة الدولية لنشطاء السلام التي هبت لحماية الشعب الفلسطيني في مواجهة الغزو الإسرائيلي الأخير لأراضي السلطة، نجد من بينهم طلبة وعمالا وحرفين وأساتذة ونقابيين وممثلين برلمانيين.

وقد عاد يوم الخميس أربعة عشر منهم بينما بقي قسم في قطاع غزة لتعزيز مجموعة أخرى من خمسة وعشرين بلجيكيا هناك، كما يوجد السويسري كريستوف ديلمير من بين النشطاء الذين قرروا البقاء إلى جانب الرئيس الفلسطيني السيد ياسر عرفات المحاصر في مقر السلطة في رام الله.

ويوجد عشرة نشطاء سويسرين آخرين داخل مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين حيث يقوم ثمانية وخمسون من نشطاء السلام من مختلف الجنسيات بمحاولة حماية سكان المخيم الذين يتجاوز عددهم عشرين ألف لاجئ، وهذا إضافة إلى شخصين يسهران على التنسيق والاتصالات الدبلوماسية انطلاقا من القدس.

علينا آن نتحرك في غياب تحرك الحكومات

تقول فاليري بوكس “أن الزملاء الموجودين في مخيم الدهيشة يحاولون حاليا أجراء مفاوضات من أجل فتح ممرات إنسانية ولضمان تنقل سيارات الإسعاف لعلاج الجرحى ولتقديم المساعدات الإنسانية وللسماح لوسائل الإعلام بالقيام بعملها”. وقد أوضحت بأن هناك مجموعات سويسرية أخرى تستعد للالتحاق بالاراضي الفلسطينية المحتلة لمواصلة العمل.

كما سيتم القيام بنشاطات لتوعية الرأي العام على المستوى السويسري مثل تأسيس جمعيات الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني وتعزيز الاتصال بالممثلين البرلمانيين لشرح حقيقة الوضع.

وقد أورد نشطاء السلام سلسلة من الشهادات عما عاشوه وما شاهدوه في عين المكان من تحطيم المزارع والبنية التحتية في الأراضي الفلسطينية، كما عادوا بانطباع مغاير عن تلك التصورات التي تروجها بعض الجهات عن أن هذه الحملة “تهدف إلى القضاء على الارهاب”، لانهم يرون أنها تعمل على العكس على إذكائه.

كما خرج بعضهم مقتنعا بأن إسرائيل لا ترغب في السلام وأنها تدخل في حرب بمجرد الخروج من حرب.

السويسري الذي فضل البقاء إلى جانب عرفات

كريستوف ديلمر سبق أن زار المنطقة واثناء عبوره احد مراكز التفتيش استجوب سيدة فلسطينية حاملا كانت تحاول العبور ولكنها قتلت برصاصة قبل أن تعبر وهذا ما دفعه إلى نشر قصتها على موقع في الانترنيت، وقد دفع ذلك احدى الراهبات للاتصال به لطلب النجدة “لأن الأوضاع تدهورت وان حضوره قد يساعد على تفادي ما هو أعظم”.

وتقول زوجته ايلونا ديلمر أنه كان من بين الوفد الذي رافق جوزي بوفي إلى مكتب الرئيس عرفات وانه من بين الذين فضلوا البقاء هناك لحماية الرئيس الفلسطيني، وتستغرب الزوجة لكون “مجموعة من المدنيين هم الذين كانوا السبب في انقاذ حياة عرفات، وأعادوا له الأمل في آن هناك تعاطفا وتضامنا دوليين”، وفي آخر اتصال مع زوجها يوم الخميس علمت أن الأمور بدأت تتحسن بحيث تم الحصول على مواد غذائية والماء الصالح للشرب.

وتصر السيدة ايلونا ديلمر على أن النشطاء الغربيين الذي اعتصموا بمقر الرئيس عرفات يرفضون الخروج بدونه كما تناشد المجموعة الدولية بتوفير حضور دولي لتولي الاشراف على خروجهم بدل تركهم عرضة للقوات الإسرائيلية.

الاتصال بالمنظمات الإسرائيلية

مهمة النشطاء السويسريين سمحت لهم أيضا بالاتصال بالجمعيات الإسرائيلية المناهضة لسياسة الاحتلال من بينها “السيدات باللباس الأسود” اللواتي يتحدين عنف المستوطنين، أو المجموعة المعروفة باسم Refusenik أي “الجنود الإسرائيليون الرافضون بدافع الضمير لتأدية الخدمة العسكرية في الأراضي الفلسطينية”، أو منظمة “التعايش” وهي منظمة غير حكومية إسرائيلية تناهض سياسة الاحتلال، والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الذي مقره في غزة، والمركز البديل للمعلومات الذي يقوم بدراسات اجتماعية عن المجتمعين الفلسطيني والإسرائيلي.

مطالب مرفوعة إلى الحكومة السويسرية

ومن بين المطالب التي نقلها نشطاء السلام إلى الحكومة السويسرية:

-“إدانة الحرب العدوانية التي تقوم بها إسرائيل وسياسة الميز العنصري التي تمارسها والتي شاهدناها هناك”

– الانسحاب الفوري للقوات الاسرائيلية من الضفة الغربية وقطاع غزة

– دعوة الحكومة السويسرية للعمل على تحقيق حماية دولية للشعب الفلسطيني

– مطالبة سويسرا باستعمال حق التصويت الذي حصلت عليه مؤخرا بانضمامها إلى منظمة الأمم المتحدة من اجل ادانة سياسة الظلم والانتقائية في تطبيق القانون الدولي في المنطقة.

– دفع الحكومة السويسرية لمطالبة دولة اسرائيل بتعويض الأضرار التي لحقت بالمنشآت التي مولتها سويسرا مثل مقر التلفزيون في غزة التي حطمت عن آخرها والتي كانت ممولة من قبل سويسرا.

– وقف كل المبادلات التجارية في مجال الأسلحة نظرا للعلاقات القائمة بين سويسرا وإسرائيل في هذا الميدان.

– الالتزام بوقف استيراد منتوجات المستوطنات اليهودية التي تعتبر غير شرعية في الأراضي الفلسطينية.

– واحترام حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.

محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية