مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

شنغن: الحدودُ تسقط بين الشرق والغرب .. بدون سويسرا

جانب من الاحتفالات بتطبيق اتفاقية شنغن على الحدود بين النمسا والمجر (20 ديسمبر 2007) Keystone

إنه حدثٌ تاريخي: منذ الدقيقة الأولى من يوم الجمعة 21 ديسمبر 2007، ألغيت حواجز المراقبة بين شرق أوروبا وغربها، في تجسيد لسقوط الستار الحديدي بشكل نهائي.

أما التحاق سويسرا بفضاء شنغن، الذي كان يُتوقع أن يتم في غرة نوفمبر 2008، فمن المُحتمل أن يؤجل بسبب عدم مصادقة ثلاثة أعضاء في الاتحاد الأوروبي بعد على الاتفاق المُبرم بين برن وبروكسل حول حرية تنقل الأشخاص.

أطلقت كل من النمسا وسلوفاكيا يوم الخميس 20 ديسمبر الجاري الاحتفالات الخاصة بتوسيع الفضاء الأوروبي لحرية تنقل الأشخاص ليشمل 24 بلدا بدل 15.

ففي الدقيقة الأولى بالضبط بعد منتصف ليلة الخميس إلى الجمعة 21 ديسمبر، أزالت رسميا بلدان شرق أوروبا التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي يوم 1 مايو 2004، حدودها مع جيرانها في غرب القارة؛ ليتسع فضاء حرية التنقل لـ 400 مليون مواطن أوروبي.

واحتفاء بهذا الحدث، قال المستشار النمساوي ألفريد غوزنباور: “إنه حدث تاريخي، بعد عمليات التدمير الناجمة عن الحربين العالميتين وتقسيم القارة بستار حديدي”.

من جانبه، صرح رئيس الوزراء السلوفاكي روبيرت فيكو، بنبرة مُبتهجة “في منتصف هذه الليلة، سيمكنكم السفر على مدى 4000 كلم من تالّـين في إستونيا إلى لشبونة في البرتغال، بدون أي رقابة حدودية”.

خطوة “سابقة لأوانها”؟

وقد تطلّـب توسيع فضاء شنغن من 15 إلى 24 بلدا، عدة أشهر من التحضيرات الإدارية والأمنية المُكثفة، إذ توجب توحيد نظام شنغن للمعلومات المعروف اختصارا بإسم SIS حول المجرمين، وإنشاء دوريات مشتركة بين البلدان الجارة، وتأمين 9000 كلم من الحدود الجديدة ضد المُهربين والمهاجرين السريين.

لكن إلغاء الحدود الداخلية لا يتم بدون شد وجذب، إذ تعتقد بعض الأطراف، من أمثال رئيس الشرطة الألماني، بأن التحرك “سابق لأوانه”، بحيث تزودت فئةٌ من سكان المناطق الحدودية في ألمانيا بالحواجز المُشبـَّكة والأسلاك الشائكة وصفارات الإنذار خشية من تدفق المجرمين.

وفي محاولة لتبديد هذه التخوفات، أكدت إدارة الشرطة الأوروبية “يوروبول” في برلين أن “رفع التفتيشات الحدودية لن يخلق فرصا جديدة للمجرمين”.

تأخر سويسري

ومن المفترض أن تلتحق سويسرا بفضاء شنغن في 1 نوفمبر 2008، لكن سير الأمور على النسق الحالي قد يؤجل تلك الخطوة.

وفي هذا السياق، حثت كل من المفوضية الأوروبية وبرن الدول الثلاث الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي لم تصادق بعد على الاتفاقيات المبرمة مع الكنفدرالية على المُوافقة لكي تتمكن سويسرا بالالتحاق بالركب. وكان من المفترض أن تجري عملية المصادقة خلال هذا العام، لكنها مازالت في انتظار موافقة برلمانات كل من اليونان وتشيكيا وبلجيكا.

من جهته، لم يستبعد لوزيوس مادير، نائب مدير المكتب الفدرالي للعدل، تأجيل دخول سويسرا في فضاء شنغن؛ وهو ما يعني أساسا تأخير اختبار ربط سويسرا بنظام شنغن للمعومات SIS؛ ارتباط سيسمح بتوصيل هذا النظام ببنك المعطيات السويسري “RIPOL”.

على صعيد آخر، تطرح البطولة الأوروبية لكرة القدم “يورو 2008” التي ستحتضنها كل من سويسرا والنمسا مشكلة أيضا. فعلى مدى ستة أسابيع، لن يكون ممكنا إجراء أي اختبار لأن قواعد البيانات ستُستخدم لضمان الالتزامات الأمنية للشرطة خلال تلك التظاهرة الرياضية.

وقد نوه ساشا هارديغر، المتحدث باسم وزارة العدل والشرطة إلى إمكانية ظهور إشكاليات أخرى، مثل شكاوى محتملة بشأن المُزايدات الخاصة بالتعديلات التقنية الضرورية، وهي شكاوى قد تتسبب في تأخير ربط سويسرا بنظام شنغن للمعلومات حسب السيد هارديغر.

سويس انفو مع الوكالات

الانضمام إلى “شنغن/دبلن” هو جزء من حزمة الاتفاقيات الثنائية الثانية بين سويسرا والاتحاد الأوروبي.
تنص اتفاقية شنغن على التعاون بين الدول الموقعة في مجالات العدل والشرطة وخاصة محاربة الجريمة المنظمة والاتجار بالأسلحة والمخدرات.
تنص معاهدة دبلن أيضا على التعاون بين الدول الموقعة ولكن في مجال اللجوء. يتعلق الأمر تحديدا بالحيلولة دون تقديم طالبي اللجوء الذي رفضت طلباتهم في بلد من البلدان الموقعة لطلب جديد في دولة أخرى (من الدول الموقعة)

كل مواطن من إحدى البلدان الموقعة على اتفاقية شنغن، يمكن له الدخول إلى البلدان الأخرى بدون تأشيرة.

نفس هذا المبدأ يُطبق على الأجانب المتحصلين على ترخيص إقامة في أي بلد عضو في شنغن.

إلغاء الحدود داخل فضاء شنغن عـُوِّض بتعزيز الرقابة على الحدود الخارجية له.

الدول الأعضاء في فضاء شنغن هي: فرنسا وألمانيا وبلجيكا واللوكسمبورغ وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا والنمسا واليونان والدنمرك والسويد وهولندا وفنلندا، كما أن أيسلندا والنرويج شريكان في الفضاء دون أن يكونا عضويي في الاتحاد الأوروبي.

بريطانيا وايرلندا بلدان عضوان في الاتحاد، لكنهما لم ينضما بعد إلى فضاء شنغن.

يوم 5 يونيو 2005، صادق السويسريون في اقتراع شعبي على مشاركة بلادهم في فضاء شنغن.

هذا الانضمام سيكون فعليا بعد أن يصادق جميع الدول الأعضاء في فضاء شنغن على الاتفاق المبرم مع سويسرا.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية