مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

شهود عيان على الانتهاكات

على الرغم من طرد نشطاء السلام السويسريين والدوليين، إلا أن إسرائيل لم تنجح تماما في التعتيم على ألآنتهاكات الخطيرة الجارية ضد المدنيين والمقدسات (في الصورة حريق اندلع في كنيسة القيامة في بيت لحم صبيحة الإثنين 8 أفريل) في الأراضي الفلسطينية Keystone

السويسريون العائدون من الضفة الغربية في نهاية الاسبوع الماضي يعتبرون شهود عيان على الممارسات التي قام بها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين العزل في الضفة الغربية، أدلوا بما شاهدوه في مؤتمر صحفي عقب عودتهم إلى سويسرا.

استريد استولفي من مجموعة “سويسرا بدون جيش” ترى أن مهمة النشطاء من أجل السلام تمثلت في دعم الشعب الفلسطيني لخرق الحصار المفروض عليه، وذلك بتحدي المرور عبر نقاط التفتيش وبتقديم الأدوية والمعدات المدرسية التي يحتاج لها الفلسطينيون.

ولكن المهمة الرئيسية ، كما قالت “أن نكون شهود عيان عن الانتهاكات التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني”، ومن بين هذه الانتهاكات ذكرت السيدة استولفي “نثر مواد كيماوية لحرق المحاصيل الزراعية للبدو في صحراء النقب، بهدف إجبارهم على الاستيطان”.

كما شارك النشطاء السويسريون في عدة مظاهرات ومسيرات بمختلف المناطق نذكر منها مسيرة نظمت أمام مقر بيت الشرق حيث فرقتهم قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية بعنف لم يسبق له مثيل، والمسيرة التي تناقلتها وسائل الإعلام في معبر قلاندية حيث شارك حوالي 4000 متظاهر وأطلقت قوات الجيش الغازات المسيلة للدموع علىالجموع التي كانت تحاول نقل مواد غذائية وأدوية.

ومن المهام التي حددتها مجموعة النشطاء لنفسها ” أن يكونوا بمثابة شهود عيان على تصرفات الإهانة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني يوميا”، إذ ذكرت السيدة أسطولفي “طوابير الانتظار عند نقاط العبور في غزة التي قد تصل إلى خمسة أيام”.

أما رضا بن بوبكر السويسري من أصل عربي فتطرق لتعسف الجيش الإسرائيلي في مواجهة جموع المصلين يوم الجمعة الماضي في المسجد الأقصى، إذ يرى أنه ” بالرغم من التزام إمام المسجد بالدعوة إلى السلم والتهدئة، بدل الدعوة إلى الجهاد والثورة، قابلت قوات الجيش جموع المصلين عند خروجهم بإطلاق القنابل الغازية مما أدى إلى أحداث الكثير من الإصابات “، ويرى أن اكبر إهانة بالنسبة لمسلم هي رؤِية هؤلاء الجنود يدنسون حارة المسجد، ويشرح رضا بن بوبكر كيف يقدم الإسرائيليين على تدمير آبار المياه في قطاع غزة، كما يستشهد بأقوال مؤرخ إسرائيلي يرى أن لب المشكلة يكمن في “وجود المستوطنات” ويأسف ” للصمت العربي”.

بييريت إيزلان عضو النقابة السويسرية للقطاع العمومي ومعلمة ، اهتمت بتأثيرات الوضع الحالي على نفسية الأطفال في الأراضي المحتلة. وتطرقت للوضع الصحي في منطقة رام الله وأشادت بشجاعة الناشطة الإيطالية لويزا موغانتيني التي حالت دون مهاجمة الجيش الإسرائيلي لمستشفى رام الله مباشرة.

“إسرائيل لا ترغب في سلام”

فرانسوا إيزلان المهندس والأستاذ بالمعهد التقني يرى أن ما يقال عن حملة محاربة الإرهاب” سوف لن تعمل على العكس إلا على إذكائه ، نتيجة لفقدان الشعب الفلسطيني لكل الآمال”، ويضيف بأن “كل هذه الدعاية المروجة حول محاربة الإرهاب لا تعكس الواقع على الإطلاق”.

والنقطة الثانية التي يستنتجها من خلال هذه الزيارة للاراضي الفلسطينية “هي أن تلك الدعاية القائلة بأن بعد هذه الحرب التي تدور رحاها منذ ستة أيام ستتم العودة إلى سلام ممكن” موضحا “بأن ذلك غير صحيح لأن إسرائيل بلد حربي يمر من حرب هجومية إلى حرب احتلال وقضم للتراب الفلسطيني”. ويقول أن نفس المعدات تستعمل في العمليات الحربية وفي عمليات تدمير البنية التحتية ” مثل الدبابات التي حطمت مزرعة زيتون يفوق عمرها الأربعين عاما ، وتحطيم محاصيل زراعية أخرى”.

كارول شيللر تركز على ” الأهمية التي يوليها السكان الفلسطينيون لهذا الحضور الأجنبي إلى جانبهم”. وقد حاولت جلب الانتباه إلى وضع صيادي السمك الذين يفوق عددهم 3500 صياد والذين حرموا من مصدر عيشهم بسبب ” أعلان اسرائيل للمناطق الساحلية مناطق عسكرية”. وترى أنه ” قد يتم القضاء عليهم اذا لم يتم التحرك لنجدتهم”.
وتنتقد السيدة كارول شيللر ” اعتقاد البعض بأنه لا يمكن القيام باي شيء في مواجهة القوة الإسرائيلية”، وتجيب بأن ” القليل الذي تم القيام به يتم استحسانه من قبل السكان الفلسطينين”. وتحث على مواصلة مهام ” نشطاء السلام” التي كانت بمبادرة فرنسية والتي شاركت فيها سويسرا لأول مرة.

مورييل غازي الشابة التي شاركت في هذه المهمة بدافع شخصي تناشد ” الشباب السويسري للمشاركة في حملات قادمة للتعرف على الواقع في عين المكان، ولتجنب التصرف السلبي الذي سمح في وقت سابق بتطور معسكرات الإبادة النازية “. وتنتقد مورييل عدم مصداقية وسائل الإعلام المرئية التي تنقل” باسم الحياد والموضوعية ، صورا بعيدة عن الواقع المعاش في عين المكان”.

“غزة سجن دائم لكن لا يثير اهتمام الإعلاميين”

بيارفانيك يرى أن هذه الشهادة هامة بعد قضاء أربعة أيام في قطاع غزة وبالأخص عند الحديث عن حجم التحطيم الذي تعرضت له البنية التحتية في الأراضي الفلسطينية. المدارس التي حطمت عن آخرها لأنها كانت بالقرب من مراكز أمنية فلسطينية تعرضت لقصف شديد. ويجلب بيار فانيك الانتباه إلى عدم اهتمام وسائل الإعلام في الظروف الحالية لما يجري في غزة معتبرا ” أن غزة عبارة عن سجن مفتوح يعاني فيه السكان من احتلال منذ عشرات السنين ويخضع لنظام تمييز عنصري “. ويشبه العبور إلى غزة ” بعبور حائط برلين في عز الحرب الباردة” وهذا ما ينادي إلى ” تحطيمه بكل الوسائل”.

طوبيا شنيبلي يشرح أسباب اهتمام مناهضي العولمة بقضية الشعب الفلسطيني بقوله ” أن صراع الشرق الأوسط هو أحسن مثال على هذا النظام العالمي الذي نرفضه، والذي تحاول فيه دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية الإبقاء على الفوارق باستعمال القوة العسكرية او بذريعة محاربة الارهاب”. ويرى بعض النشطاء في هذا الصدد أن تجند مناهضي العولمة إلى جانب الشعب الفلسطيني ” هو تحول من النظري إلى العملي”.

محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية