مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

صدام في قبضة الامريكان

ترى بعض الدوائر أن بث صورة الرئيس العراقي المخلوع بعد إلقاء القبض عليه (إلى اليمين) تأكيد للخبر Keystone

توالت ردود الفعل الدولية عقب الإعلان عن اعتقال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، وكانت كلها مرحبة بالنبأ وان اختلف أسلوب التعبير في العالم العربي عنه في الدول الغربية.

وكانت القوات الأمريكية قد اعتقلته مساء السبت 13ديسمبر في قبو يقع في مزرعة بقرية الدوارة القريبة من تكريت.

شهدت شوارع بغداد وعدد من المدن العراقية مظاهر ابتهاج بعد إذاعة نبأ القوات الامريكية الرئيس المخلوع صدام حسين، وأطلق العديد من المواطنين الاعيرة النارية في الهواء تعبيرا عن سعادتهم بإلقاء القبض على الرئيس الأسبق، وخرجوا إلى الشوارع ابتهاجا بأنباء اعتقال الرئيس العراقي المخلوع، بينما قرع عراقيون أبواق سياراتهم وهم يشيرون بعلامة النصر بأصابعهم.

وقال عبد العزيز الحكيم رئيس مجلس الحكم العراقي في مؤتمر صحفي مع وزيرة الخارجية الأسبانية آنا بالاثيو في مدريد تعليقا على نبأ الاعتقال أنه يسعده أن يعلن نيابة عن الشعب العراقي أن صدام حسين اعتقل، مشيرا إلى أن اختبارات الحمض النووي جرت بالفعل.

ردود الفعل العربية

وتوالت الردود الفعل العربية والدولية على النبأ حيث صرح الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي بأن عملية الاعتقال “خطوة هامة في إطار تطوير العراق” ولم يندهش للخبر لا سيما وان القوات الأمريكية اعتقلت في الآونة الأخيرة قيادات من النظام العراقي السابق، إلا أنه وصف اعتقال صدام حسين بأنه “وضع الآن نهاية كاملة للنظام السابق في العراق” وأنه من المهم أن يحاكم العراقيون صدام.

كما أعرب وزير الخارجية المصري أحمد ماهر عن أمله في عودة سريعة لسيادة العراقيين على بلادهم، وانسحاب القوات الاجنبية منها.

وفي الكويت لوحظت مشاعر الفرحة في الشارع، وسمعت العديد من الطلقات النارية في الهواء

سويسرا تعرب عن ارتياحها

أعربت وزارة الخارجية السويسرية عن ارتياحها لنبأ اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وقالت بأنه أسس نظاما ديكتاتوريا دمويا تميز بخروقات جسيمة لحقوق الإنسان، وتسبب في العديد من الحروب المدمرة، وأضافت الخارجية السويسرية في بيانها، بأن اعتقال صدام يتيح الفرصة لعودة سريعة إلى سيادة للعراق، معربة عن أملها في أن تساعد تلك الخطوة على نقل السلطة إلى العراقيين بشكل سريع واستتباب الأمن، في دولة ديموقراطية تحترم القانون الدولي.

وردود فعل غربية

وفي بريطانيا صرح رئيس الوزراء طوني بلير بأنه من الضروري أن يمثل صدام حسين أمام القضاء لمحاكمته على الجرائم التي اقترفها في حق الشعب العراقي، كما أضاف بأن العراقيين عرفوا الآن بأنهم أصحاب الحق في تقرير مصيرهم.

وفي بروكسل صرح خافيير سولانا مسوؤل العلاقات الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، بأن هذا اليوم هام جدا للعراقيين وقال بأن اعتقال صدام حسين من شأنه أن يساعد على استقرار الأوضاع هناك، وتعجيل إعادة الإعمار في البلاد وعودة الديموقراطية إليها.

وقال الرئيس الفرنسي جاك شيراك “هذا حدث مهم يجب ان يساهم بقوة في ارساء الديمقراطية والاستقرار في العراق ويسمح للعراقيين بان يصبحوا مرة اخرى سادة قرارهم في دولة عراقية ذات سيادة.”

كماهنأ المستشار الالماني جيرهارد شرودر الرئيس الامريكي جورج بوش في برقية حث فيها مرة اخرى على بذل جهود دولية لاعادة بناء العراق. وكتب شرودر في برقيته يقول “لقد تسبب صدام حسين في معاناة مروعة لشعبه والمنطقة وارجو ان يعزز اعتقاله جهود المجتمع الدولي لاعادة بناء العراق وتحقيق الاستقرار فيه.”

من ناحيته رحب رئيس الوزراء الإسباني خوزيه ماريا أثنار بالحدث قائلا بأن هذا اليوم جيد للجميع.

أما في اليابان فقد صرح رئيس حكومتها بأن هذا اليوم يشكل نصرا كبيرا للمجتمع الدولي، الذي سعى لتحرير العراق وإعادة إعماره.

وفي روما قال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني بأن “إلقاء القبض على الديكتاتور ضربة قوية وحاسمة ضد المتمردين” واصفاعملية الاعتقال بأنها نهاية رمز “الارهاب العراقي”.

وفي السويد رحبت الحكومة بالنبأ وقالت وزيرة الخارجية ليلى فرايفالدس بأن عدم الإمساك بصدام كان أحد أسباب عرقلة إعادة إعمار العراق، وأضافت بأن محاكمته لابد وأن تخضع للقانون الدولي، في الوقت نفسه رأت بأن بث لقطات من عملية إلقاء القبض كانت مهمة لتأكيد صحة الخبر.

وفي استراليا أعرب رئيس حكومتها عن بالغ سعادته لتلك الأنباء، ووصفها بأنها تعني نهاية عبء كبير عن العراقيين، وسيعطي دفعة قوية للحرية والديموقراطية في البلاد.

المؤتمر الصحفي

وكان الحاكم المدني الامريكي للعراق بول بريمير قد عقد بعد ظهر الأحد 14/12/2003 مؤتمرا صحفيا وضع حدا للشائعات التي تم تناقلها منذ صباح ذات اليوم وأكد رسميا إعتقال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، في أحد اقبية مدينة تكريت مسقط رأسه.

وقد هنأ عدنان الباجه جي عضو مجلس الحكم الانتقالي والذي شارك في المؤتمر الصحفي الشعب العراقي على هذا النبأ واصفا اليوم بـ”التاريخي”، الذي ذهبت معه دولة الخوف والمخابرات، داعيا الشعب العراقي إلى النظر بتفائل إلى المستقبل والتمسك بالمصالحة الوطنية وتوحيد كافة القوى لبناء العراق الجديد، مرتكزا على قواعد الحرية، ودعا إلى اعتبار هذا اليوم عيدا قوميا.

وقد شرح قائد القوات الامريكية ريكاردو سانشيز في المؤتمر الصحفي تفاصيل عملية “الفجر الأحمر”، التي بدأت في مساء السبت 13/12/2003، وشاركت فيها 600 من عناصر من الفرقة الرابعة والوحدات الخاصة، حيث تم التوصل إل مكان اختباء صدام حسين في أحد الأقبية، الذي استسلم دون مقاومة هو وبعض انصاره، كما صادرت القوات الأمريكية مبلغا كبيرا من الدولارت، وسيارة أجرة برتقالية اللون، دون أن يتم اطلاق رصاصة واحدة، حسب قوله.

وفي رده على أسئلة الصحافيين، قال الجنرال سانشيز بأنه لم يتم الاتفاق بعد على كيفية تسليم الرئيس العراقي غلى مجلس الحكم الانتقالي، إلا أن السيد عدنان الباجه جي، عضو المجلس والذي شارك في المؤتمر الصحفي، أكد على أن الرئيس المخلوع سيمثل أمام القانون.

سويس انفو مع الوكالات

ولد الرئيس المخلوع صدام حسين في 28/04/1937، في مدينة تكريت لأسرة متواضعة رقيقة الحال.
انتقل للعيش مع خاله في بغداد عام 1947 ثم اندمج صدام فيما بعد في النشاط السياسي، حيث التحق بحزب البعث المعارض آنذاك.
سطع نجم صدام بسرعة في الحزب، وفي عام 1959 ساعد في تدبير محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم الرئيس العسكري للعراق، ثم هرب صدام إلى القاهرة بعد إصابته.
أكمل دراسته في مدرسة قصر النيل الثانوية بحي الدقي 1959 وعاش حياة النفي السياسي، منشغلا بالأحداث السياسية التي تدور في بلده.
التحق صدام بكلية الحقوق لدراسة القانون، ولكن انشغالاته السياسية دفعته لعدم استكمال دراسته.
احتفل صدام عام 1962 بزواجه من السيدة ساجدة ابنة خاله وكثف نشاطه في مكتب حزب البعث بالقاهرة، وسرعان ما انتخبه النشطاء السياسيون من زملائه -وأغلبهم من الطلبة- عضوا في اللجنة القيادية لهذا الفرع.
وبعد انقلاب 1968، بدا صدام حسين عضو الحزب البعثي ذو الثلاثين عاما يظهر بقوة على الساحة السياسية.
ونُصب صدام رئيسا رسميا لحزب البعث الحاكم، وهو ما تمكن معه في نهاية عام 1970 من أن يحتكر السلطة فعليا في العراق.. تمهيدا للاستيلاء عليها نهائيا في يوليو 1979
ودخل صدام حسين أثناء حكمه 3 حروب أولها مع إيران (1980 -1988)،
ثم قام بغزو الكويت في عام 1990 ثم أجبر على الانسحاب منها،
قادت الولايات المتحدة تحالفا مع بريطانيا وشنت حربا لإسقاط صدام في 20 /03/2003 ودخلت بغداد في 9 /04/ 2003 .
سقط في الأسر في مساء السبت 13/12/2003 في عملية “الفجر الأحمر”.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية