مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قلقٌ دولي من تصاعد وتيرة العنف في الشرق الأوسط

هل تشكل مواقف الادارة الجديدة تحولا فى سياستها الخارجية تجاه النزاع العربي الاسرائيلي؟ Keystone

توالت ردود الأفعال تجاه العملية الهجومية التي قام بها سائق حافلة فلسطيني في موقف للحافلات جنوب تل أبيب وأسفرت عن مقتل تسعة إسرائيليين معظمهم من الجنود.

ردة الفعل الأمريكية جاءت حذرة. ففي الوقت الذي أدان فيه الرئيس الأمريكي جورج بوش عملية اليوم الهجومية في حديث هاتفي له مع رئيسِ الوزراء الإسرائيلي المستقيل إيهود باراك، دعا بوش بقوة إلى وقفِ دائرة العنف المتبادل بين الجانبين لاسيما ما أستجد منها في هذا الأسبوع، وذلك في إشارةٍ واضحة إلى عملية الاغتيال التي نفذتها الطائرات المروحية الإسرائيلية ضد عضو من أعضاء الحرس الخاص بالرئيس الفلسطيني ياسرعرفات.

دلالة هذه الإشارة تفهم من موقف سابق للإدارة الأمريكية. فللمرة الأولي منذ فوز زعيم ائتلاف الليكود أرييل شارون للسلطة، أنتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ريتشارد بوخر يوم الثلاثاء إسرائيل عندما أعتبر كلا الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني مسؤولين عن تدهور الوضع في المنطقة، وخص بالذكر، استخدام إسرائيل لطائراتها المروحية وعمليات الاغتيال التي نفذتها. فهل يمثل هذا الموقف بداية تغير في السياسة الخارجية الأمريكية؟

يجيب الصحفي والمحلل السياسي بلال الحسن بأن الموقف الأمريكي لا يمثل بداية لتغير في السياسة الخارجية الأمريكية بقدر ما هو تغيير في أسلوبها في التعامل. فهو مؤشر على بروز عقلية جديدة في مراقبة الأحداث وفهمها ومعالجتها. فعلى حين كان كلينتون يتبنى الموقف الإسرائيلي على علاته، يلاحظ أن الإدارة الأمريكية الجديدة تتخذ موقف المتفحص للوضع. هذا ناهيك عن أن التبدل يبدو واضحا في وجهة نظرها تجاه كيفية معالجة قضية الشرق الأوسط. فعلى حين عالج الرئيس الأمريكي بيل كلينتون خلال سنوات عمله القضية من زاوية فلسطينية إسرائيلية، يسعى الرئيس بوش ووزير خارجيته كولن باول إلى تبنى معالجة شرق أوسطية تتعلق بالمنطقة ككل.

من هذا المنطلق، يضيف الصحفي والمحلل السياسي بلال الحسن، تسعى الإدارة الأمريكية الجديدة إلى ترتيب خارطة كبيرة في المنطقة العربية، وهو ما أنعكس على مواقفها تجاه إسرائيل. فهي لم تتبنى أية عملية إسرائيلية مهما كان نوعها كما أنها انتقدت من قبل القرار الإسرائيلي تجميد إرسال الأموال الفلسطينية، كما نوهت من قبل إلى رغبتها في إيجاد حل متوازن في المنطقة…

أخيرا، وعلى الصعيد الأوروبي، لم تتردد المصادر الأوروبية في استخدام لغة قوية فى إنتقاد سياسةِ التصعيد الإسرائيلية. فقد اعتبرت مصادر دبلوماسية أوروبية العملية الهجومية ليوم الأربعاء ترجمةً فورية لمخاوفها من عاقبة التصعيد الذي تشهده المنطقة. وكان الاتحاد الأوروبي قد اصدر بيانا شديد اللهجة شجب فيه بقوة أسلوب “التصفيات” وعمليات الاغتيال الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، معتبرا إياه أسلوبا غير مقبول ويتناقض مع حكم القانون.

إلهام مانع

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية