مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لم تَحْصُل على كُلِّ ما طَلبت

swissinfo.ch

ملفات كثيرة مع المسؤولين المغاربيين فتحها وليام بيرنز المرشح لتولي منصب مساعد وزير الخارجية الامريكي لشؤون الشرق الاوسط خلال جولته التي شملت تونس والجزائر والمغرب.

الملفات تراوحت بين الثنائي والاقليمي، فلكل من الدول الثلاث علاقات تعتبرها متميزة مع الولايات المتحدة وتحاول من خلال هذا التميز ان تحقق مكاسب اقليمية. وكان على بيرنز خلال لقاءاته ان يستمع و ان ينقل الى محدثيه كلاما لا يخرج عن الخط الامريكي العام والمعلن، اذ ان جولته تدخل في اطار الاستعداد لتولي مهمته وليس في اطار الدخول في متاهات الجديد لعلاقات لا تعرف ارباكا او غموضا.

ثنائيا، ليس في جولة وليام بيرينز جديدا يبحث، فكل الثنائي، سياسيا وامنيا يرتبط بالاقليمي والدولي، من الارهاب، الهم الامريكي الذي تسعى واشنطن لجعله هما عالميا، الى الشرق الاوسط الذي تحتكر تسوية ازمته الى قضية الصحراء الغربية التي نجحت في ابقائها نزاعا غير متفجر ولا يخرج من الاقليم.

فمنذ الحادي عشر من سبتمبر، رفعت الادارة الامريكية (الارهاب) الى رأس قائمة اهتماماتها الداخلية والخارجية، فالعنف الذي كان يجول في القارات بعيدا عن الولايات المتحدة، وصل الى البيت الداخلي وضرب رموز قوتها، المال والجيش. ودول المغرب العربي، خاصة الجزائر، كانت قبل ذلك التاريخ، تصرخ الما من العنف الذي يعصف بها على مدى عشر سنوات، ووجدت في الثلاثاء الامريكي الاسود فرصتها للحصول على دعم، ليس فقط امريكي، كانت تحلم به، وواشنطن اعادت قراءة المذكرات التي كانت ترسل لها.

الدول المغاربية لم تؤيد كافة مساعي واشنطن

معركة واشنطن لمحاربة الارهاب لقيت تأييدا من حكومات الدول المغاربية الثلاث، ان كان في ملاحقتها الاعلامية والمالية والامنية لمنظمات وجماعات وضعتها في خانة الارهاب او في حربها في افغانستان ضد حكومة طالبان وتنظيم القاعدة. والمعلومات الامنية والتقارير تدفقت على واشنطن من تونس والجزائر والمغرب. وسياسيا كان ذلك واضحا في المغرب ان كان في الصلاة التي نظمت في كنيسة سان بيير بالرباط وحضرها كل اركان الدولة المغربية او في حفل التأبين الدعائي الذي اقامته السفارة الامريكية بالرباط اسوة بالمؤسسات والسفارات الامريكية الاخرى بمناسبة مرور ثلاث اشهر على ثلاثائها الاسود.

لكن واشنطن بحاجة لحشد دولي في الحلقة الثانية من مسلسل حربها، والمرشحون ليكونوا هدفا دولا عربية( العراق، سوريا، لبنان، ليبيا، السودان، اليمن والصومال) يختلف بين الحين والاخر ترتيبها، لكنها لا تغيب من القائمة.

دول المغرب العربي، اسوة بالدول العربية الاخرى، علنا على الاقل، لا تمنح واشنطن التأييد في هذه الحلقة، ليس فقط لارتباطاتها بهذه الدول وضعف الحجة الامريكية، بل ايضا واساسا لان وضعها الداخلي يناهض مثل هذه المعركة ويعتبرها جزءا من الحرب الامريكية ضد العرب والمسلمين و بيرينز لم يطلب تأييدا للمعركة الامريكية القادمة، واكتفى بالسؤال عن الموقف المتوقع من هذه الدول في حال اتخاذ قرار بفتح المعركة، و الاجوبة كانت ان القرار لن يلقى تأييدا لا رسميا ولا شعبيا.

وضع حماس والجهاد الاسلامي محل خلاف

الشرق الاوسط، على ضوء تطورات العدوان الاسرائيلي على الفلسطينيين، سلطة و شعبا، كان النقطة الابرز التي اثارها المسؤولون المغاربيون مع بيرينز، محملين الحكومة الاسرائيلية مسؤولية تصعيد العنف الذي تعرفه الاراضي الفلسطينية المحتلة. و بيرنز جدد ما اعلنه الرئيس جورج بوش ووزير خارجيته كولن باول، ضرورة وقف العنف من الطرفين، ضرورة بذل السلطة الفلسطينية مزيدا من الجهود لتفكيك شبكات حركتي حماس والجهاد اللتان بدأت الادارة الامريكية تتعامل معهما كحركتين ارهابيتين ( وهو ما لا تؤيده الدول الثلاث)، تطبيق توصيات ميتشيل وتفاهمات تنيت للعودة الى طاولة المفاوضات للوصول الى حل نهائي يضمن قيام دولة فلسطينية تتعايش بسلام مع اسرائيل والدول المغاربية طلبت توضيحات اكثر حول هذه الدولة.

في جولة بيرينز الاختبارية والاستطلاعية في دول المغرب العربي، فتح ملف الصحراء الغربية، واستمع في الجزائر والرباط الى وجهات نظر متناقضة، كل منهما حمل الاخر مسؤولية تعثر السلام الصحراوي، ويطلب من الادارةالامريكية تأييدا لموقفه، الجزائر تعتبر ان على واشنطن العمل على ادخال تعديلات على مشروع جيمس بيكر بمنح المناطق الصحراوية حكما ذاتيا مؤقتا حتى يكون المشروع منسجما مع قرارات مجلس الامن الدولي بحق تقرير الصحراويين لمصيرهم والرباط تطلب تأييدا لمشروع بيكر ليصبح قرارا لمجلس الامن لانه الحل الاكثر واقعية مع تعثر مسلسل السلام الصحراوي المتفق عليه منذ 1988. وواشنطن حتى الان لا تحدد موقفا ولا ترى ان ذلك ضروريا ما دام النزاع مستقر في اجوائه الاقليمية وغير متفجر.

ملفات ثلاث كانت قاسما مشتركا لمحادثات المسؤول الامريكي في العواصم المغاربية والملفات الاخرى فإن ذكرها كان من باب اثارة الاهتمام والتذكير بوجودها، ليس الا.

محمود معروف – الرباط

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية