مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مخاض تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة يتواصل

رغم تحالف الليكود و العمل، لاتزال الحكومة الاسرائيلية في حالة مخاض Keystone

تتسم المرحلة الحالية بالجمود السياسي لأسباب عديدة منها عدم وجود حكومة في إسرائيل، ويكاد يكون الجهد المبذول لتشكيلها الموضوع الأخباري الأساسي في الصحافة العبرية، ذلك لأن تركيبة الحكومة الإسرائيلية القادمة ستكون عامل هام في تحديد الوجه السياسي للأحداث في المنطقة للمرحلة القادمة.

حتى الآن حُسِمَ موضوع مشاركة حزب العمل إلى جانب الليكود، وبالطبع سيكون في الحكومة القادمة تمثيل للأحزاب الواقعة على يمين الليكود أيضاً، أما البرنامج السياسي، أو ما يسمى في إسرائيل “بالخطوط العريضة” لسياسة الحكومة فقد تحددت بالاتفاق بين حزبي العمل والليكود.

والخطوط العريضة لسياسة هذه الحكومة تفسر قدرة الحزبين على تشكيل تحالف فيما بينهما، و هي فعلا عريضة و فضفاضة بحيث أنها تستطيع استيعاب الحزبين معا بالرغم من تناقضهما.

فالبرنامج المشترك بينهما يؤكد على ما يلي “تحترم الحكومة الإسرائيلية الاتفاقات السياسية السابقة التي أقرها الكنيست وذلك في حال تنفيذ الطرف الثاني لها… وتتطلع الحكومة إلى تسوية سلام دائمة على أساس قراري مجلس الأمن 242 و 338 مع سوريا ومع الفلسطينيين”.

أما بالنسبة لموضوع الاستيطان فجاء ما يلي “ترى الحكومة في الإستيطان بكافة أشكاله عملاً ذو قيمة اجتماعية ووطنية وستعمل على تحسين قدرتها على الاستيطان… لن تقام مستوطنات جديدة خلال عهد هذه الحكومة (إلا بموافقة جميع أعضاء الائتلاف)، ولكن تعمل الحكومة على سد الاحتياجات العامة لتطوير المستوطنات”.

من ناحية أخرى، برر الحزبان ائتلافهما، بالرغم من اختلافهما، بالقول “ولهذا ورغم الخلاف في الآراء تقرر العمل في حكومة مشتركة تتوحد حول إجماع وطني واسع من أجل تعزيز الأمن القومي وتوفير أمن شخصي للمواطنين من خلال محاربة العنف والإرهاب.

بهذا يكون واضحاً أن عملية السلام لم تعد تحتل الأولوية لكلا الحزبين اللذين وضعا خلافاتهما جانباً، وأن موضوع “الأمن” أو الحرب هو الذي يستحوذ على الأولوية وهو الذي يجمعهما الآن.
في هذا الأثناء تتزاحم باقي الأحزاب خاصة اليمينية الصغيرة على مقاعد الكنيست ولكن بعد أن أعلنت عن دعمها للحكومة الجديدة على كل الأحوال، وبالتالي أصبحت ملامحها من حيث التشكيل أو البرنامج واضحة.

ربما يمكن تفسير هذه الوحدة، إضافة إلى أنها وحدة حرب وعدوان، بأنها وحدة بين الفاشلين سياسياً. فقد قبل الحزبان وضع برامجه الخاصة جانباً فقط بعد أن فشل تماما في تحقيق أهدافه.

فحزب العمل فشل في تحقيق هدفه في العشرين عاماً الماضية وهو دمج إسرائيل في المنطقة من خلال تسوية سلمية تاريخية.
كذلك فشل حزب الليكود تاريخياً بسبب سقوط برنامج أرض إسرائيل الكاملة والاستيطان الشامل في كل المناطق المحتلة.

لذلك تشير تشكيلة الحكومة الحالية إلى استمرار الصراع وتصعيد المواجهة وإلى تراجع احتمالات استئناف عملية السلام.
العاملان اللذان بقيا مجهولين حتى الآن في رسم صورة مستقبل المنطقة هما: تفاصيل الإستراتيجية الأمريكية، ونوع الرد العربي المحتمل على هذه المتغيرات الأساسية في إسرائيل وفي العلاقات العربية الإسرائيلية.
وهذا ما يحتمل أن تجيب عليه القمة العربية القادمة بعد ثلاثة أسابيع في العاصمة الاردنية عمان.

د. غسان الخطيب – القدس

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية