مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مصر وحماس.. عام من الإحراج المتبادل

أفراد من شرطة الحدود المصرية على الجانب المصري من معبر رفح والدخان يتصاعد في أعقاب قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية لأهداف في قطاع غزة يوم 28 ديسمبر 2008 Keystone

قبل أن يغلق 2008 أبوابه، فتحت مصر معبر رفح. جاء الفتح هذه المرّة على وقع القنابل الإسرائيلية وهجمات الطائرات، التي حصدت أرواح ما يفوق 350 فلسطينيا، وجرحت وأصابت أكثر من 1200 آخرين.

وبينما العملية الإسرائيلية يدور رحاها، وربما تتّـخذ أبعادا أقسى وأشرس، خرج بعض الجرحى الفلسطينيون ليحصلوا على علاج في مشافي مصرية وعربية، ودخلت شاحنات من المساعدات الإنسانية، هي الأكثف والأكبر، منذ عامين تقريبا.

وفيما تُـصر مصر على أن جهودها مستمرة وتعمل على وقف إطلاق النار والبحث في تهدئة جديدة، يقول متحدّث باسم حماس، إنهم يريدون فتح المعبَـر مرّة واحدة وإلى الأبد، يريدونه لخروج ودخول الناس، وليس فقط للجرحى، بل للأحياء.

قصّـة معبَـر رفح تلخِّـص كثيرا رُؤيتين متباعدتين بين مصر وحماس، سواء إزاء التّـهدئة، التي انهارت وجرى بعدها ما جرى من عدوان ودماء أو إزاء تهدِئة جديدة، غير معروف بعدُ على أي شروط ستُـقام، وأيضا إزاء مُـصالحة فلسطينية، تعتبرها مصر أساسا لابد منه، في حين تعتبرها حماس مدخلا للاستِـسلام والانهِـزام، لن تسمح به.

وهكذا أبى عام 2008 أن ينتهي، إلا والعلاقات بين مصر وحركة حماس في أدنى درجاتها. وهناك أسباب عديدة لذلك، منها ما يتعلق بخلافات إيديولوجية وسياسية معروفة، ومنها ما أضافه العام من أسباب أخرى، أدّت بدورها إلى زيادة درجة التّـباعد.

البداية.. اقتحام الحدود

لم تكن العلاقات حسَـنة من قبْـل، ولكنها كانت موجودة. فمصر تصرّفت مع حماس كقوّة فلسطينية مؤثرة، لا تقِـل عن قوة فتح. وحتى بعد أن هدأ غُـبار الانقلاب على سلطة الرئيس عباس في غزة في يونيو 2006، تعاملت مصر مع حماس كقوّة أمر واقع في القطاع الملاصق للحدود المصرية بكل ما له من أهمية مباشرة بالأمن القومي المصري، وليس كبديل عن السلطة، ولذا، حافظت على شعرة معاوية ووجدت بعض الأصوات العاقلة التي مدّت يدا بيد.

لكن مع نهاية العام، بدا الأمر مقلوبا، فالأصوات الداعمة لعلاقة، ولو وظيفية مع مصر، اختفت وباتت الكلمة العُـليا لكل ما هو ناقد وكل ما هو لَـوم، فضلا عن الإعلان بأن دور مصر لم يعد مطلوبا، لا في تهدئة ولا في غيرها، بل المطلوب وسيط مُـحايِـد آخر، عمليا يصعُـب الوصول إليه، بما يعني أن حماس تعمل على قطيعة وتتجاوز مع حقائق الجغرافيا السياسية.

حين بدأ العام باقتحام الفلسطينيين، المتأثّـرين بدعاية حركة حماس، الحدود من جهة رفح، مَثّل ذلك أزمة من نوع خاص جدا. فالفلسطينيون المدفوعون بالحصار وقلّة الحيلة، لم يجدوا سوى دخول الأراضي المصرية بصورة جماعية، من أجل الحصول على بعض من الغِـذاء والوقود، وهو ما سمحت به السلطات المصرية لأيام قليلة، ثم أعادت مَـن تبقّـى من العابرين إلى القطاع وأغلقت المعبر وشدّدت الإجراءات وأعطت الرسائل الحازمة، بأن ما حدث لن يتكرّر مرّة أخرى، مهما كانت الظروف.

ففتح المعابِـر تحكُـمه اتفاقيات بين السلطة وقوّة الاحتلال والاتحاد الأوروبي، ومصر ليست طرفا في هذا الاتفاق، وهكذا، فمِـن حقِّـها أن تُـعامل حركة المرور، ذهابا وإيابا في معبر رفح، وفقا لمقتضيات الأمن المصري ورؤيتها لحلّ القضية الفلسطينية، وليس وِفقا لمستجدّات أو ضغوط سياسية أو معنوية.

نحو تهدئة ومصالحة

بعد أشهر قليلة، بدا أن القاهرة أكثر مَـيلا للقيام بدور سياسي على مستوييْـن، الأول، بين حماس وإسرائيل للسّـيطرة على حالة العُـنف المتبادل وإطلاق الصواريخ والاقتحامات الإسرائيلية المتكرّرة للقطاع، وهنا جاء الحديث عن التهدئة وإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.

وأما المستوى الثاني، فكان يخُـصّ الفرقاء الفلسطينيين ويعيد الاعتبار مرّة أخرى للقضية الفلسطينية، وينهي حالة الانقسام السياسي، التي تطوّرت إلى انقسام جغرافي، من شأن استمراره أن يطيح بفكرة الدّولة الفلسطينية المستقلة ويضعف المفاوض الفلسطيني أمام قوّة الاحتلال.

وهنا، بدأت الاتِّـصالات مع جميع الفصائل الفلسطينية، من أجل بلوَرة رؤية للمصالحة، الأمر الذي تحفّـظت عليه حماس باعتبار أن المصالحة من وجهة نظرها، هي بيَـد كل من فتح وحماس وأنه لا ضرورة لمشاركة الفصائل الأخرى في أي جُـهد، إلا بعد أن يتِـم بين الفصيلين الرئيسيين.

غير أن مصر، التي سعت إلى تأمين مصالحة شاملة عبر إشراك الجميع في خطواتها وفي تفاهماتها، أصرّت على رؤيتها، وكان من حماس أن أبدت تجاوبا اضطراريا.

نحو بيئة سياسية داعمة لفلسطين

في عُـرف القاهرة، فإن المستويين يكمّـلان بعضهما، إذ يمهِّـدان معا لبلورة بيئة سياسية أكثر هدوءا ويساعدان في تقوية المفاوض الفلسطيني في مواجهة نظيره الإسرائيلي، ويمهِّـدان إلى اتِّـفاق تكون السلطة جُـزءً رئيسيا منه، لإعادة فتح معابر القطاع بصورة أكثر انتظاما.

غير أن حسابات القاهرة اصطدمت بحسابات مغايرة تماما، سواء من حماس أو من إسرائيل أو حتى السلطة الفلسطينية، التي تبدو أكثر قربا للقاهرة من حماس، ولكن أيضا لها حساباتها الخاصة، التي تدفعها أحيانا إلى تجاوب نسبي، أقل ممّـا ترغبه القاهرة.

وبالرغم من أن القاهرة نجحت في بلورة تهدئة قبلتها الأطراف جميعا في يونيو وحتى نهاية العام، لكنها لم تحقّـق كافة أهدافها. صحيح أن معدّلات إطلاق الصواريخ الفلسطينية بات أقل وفي إطار ردّ الفعل، وصحيح أن معدّلات الاقتحامات الإسرائيلية انخفض عمّـا كان قبل التّـهدئة، لكن الحصار ظلّ على حاله، بل شدّدته إسرائيل أكثر من ذي قبل.

ولم تؤدِّ التّـهدئة إلى أي تقدّم في موضوع تبادُل الأسرى، وبات الأمر مؤهّـلا إلى العودة إلى دائرة العُـنف المتبادل، وهو ما جرى الإعلان عنه صراحة ليلة 19 ديسمبر، إذ أنهت حماس التّـهدئة وطالبت بقواعِـد لُـعبة جديدة، وأيّـدتها في ذلك فصائل أخرى، رأت أن الطرف الآخر لا يعرف سِـوى لُـغة المقاومة والسِّـلاح. وكان من إٍسرائيل أن هدّدت بعمليات نوعية وعملية عسكرية كبيرة للقضاء على قوّة حماس العسكرية.

إحراج متعمّـد وهواجس مصرية

كان الإحراج الذي سبّـبته حماس لمصر، حين رفضت قبل يوم واحد حضور لقاء المصالحة الفلسطينية، الذي أعدّته القاهرة بعد حوارات ومباحثات مع كافة الأطراف الفلسطينية في التاسع من شهر نوفمبر الماضي، بمثابة بداية لمرحلة قطيعة وتكثيف للهواجس المتبادلة.

فالقاهرة من جانبها، ترى حماس مجرّد منظّـمة فلسطينية، وليست حكومة تمثِّـل الشعب الفلسطيني، وأنها بَـعد انقلاب يونيو 2006، قد اقتربت كثيرا من فِـكرة الاستقلال بغزّة عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلّـة، وأنها تسعى إلى إيجاد إمارة إسلامية، ومن ثمّ فهي غير متحمِّـسة للمصالحة مع الرئيس محمود عباس، الذي يمثِّـل في رؤية القاهرة، الرئيس الشرعي للسلطة الفلسطينية.

وتستمرّ هواجس القاهرة، فحماس بالنسبة لها، امتداد بصورة أو بأخرى لحركة الإخوان المسلمين، والتي بدورها تُعدّ قوة غير شرعية في الداخل، وكل من يتّـصل بها أو يُـمثل فكرها، فهو مصدّر لقلق مشروع، لاسيما إن كانت له روابط مع إيران، تلك القوة الإقليمية التي تثير المشاكل للقاهرة وللدّول العربية السُـنية الأخرى، وهنا، تتعجّـب بعض الدوائر المصرية من أن تكون روابط حماس السُـنية بمثل هذه القوّة مع إيران الشيعية.

وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قد المَـح إلى أن أحد أسباب امتناع حماس عن المشاركة في لقاء المصالحة الفلسطينية، انصياعها لضغط إيراني، بهدف إخراج مصر من دائرة التأثير في القضية الفلسطينية.

وإذا كانت حماس تعتبِـر غزّة أرضا محرّرة تقودها حكومة إسماعيل هنية ولها الحق في رفع الحِـصار الإسرائيلي وفتح المعابر التي تربطها مع العالم الخارجي، لاسيما معبَـر رفح على الحدود مع مصر، فإن مصر تُـناقض هذه الرؤية جُـملة وتفصيلا.

وقد بدا الأمر مُـحيِّـرا للمصريين، حين فتحت مصر معبَـر رفح لمدّة أربعة أيام، في حين رفضت حماس مُـرور الحجيج الفلسطينيين من أهالي القطاع، الذين حصلوا على تصريح بالحجّ من السلطات السعودية، بحجّـة أنهم حصلوا عليها عبْـر سلطة رام الله. وكان الاستنتاج المصري، أن حماس تريد أن تعامَـل كحكومة مستقلة، وهو غير مقبول جُـملة وتفصيلا.

رؤية مصر القانونية

وفي بيان الخارجية المصرية، الصادر في 20 ديسمبر، ردّا على الحملات والمظاهرات التي شهدتها غزّة وطهران ودمشق، والتي استهدفت مصر واعتبرتها المسؤولة الأولى عن حالة المُـعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة وشريكة في الحصار الجائر على القطاع، حدّد البيان المصري رُؤية قِـوامها نفي المسؤولية عن مصر. فالقطاع بالنسبة لها، هو أرض محتلة، وأن إسرائيل ما زالت تتحمّـل كافة المسؤوليات القانونية والإنسانية تُـجاه أهالي القطاع، وأن مصر ليست مستعدّة لتحمّـل مسؤولية غزّة، كما أن حماس، لا تمثل حكومة فلسطينية مُـعترف بها، وهي ليست أكثر من قوّة أمر واقِـع تُـدير شؤون القطاع وحسب.

ولذلك، وحسب الاستنتاج المصري، فإن فتح معبَـر رفح في ظل حالة الانقسام هذه، معناه تكريس القطيعة بين غزّة والضفة، والضّـرب بعرض الحائط وِحدة القضية الفلسطينية. أما إنسانيا، فمصر على استعداد دائم لتقديم المساعدات، وفتح معبَـر رفح أمام الفلسطينيين المَـرضى لتلقّـي علاجهم في داخل مصر.

وهكذا، انتهى العام ومشكلة القطاع وحماس بالنسبة لمصر وللسلطة الفلسطينية، أكثر تعقيدا ممّـا كان عليه مطلع العام. فقد راحت جهود المصالحة أدراج الرياح والانقسام الفلسطيني بات عصيا على المعالجة، وانتهت التّهدئة وانطلقت دورة جديدة من العنف والاقتتال، وبات الوضع الإنساني في غزّة كارثيا وأكثر تدهوُرا، وهي كلها بمثابة قنابل موقوتة قابلة للانفجار.

وبينما تقوم مصر بحماية مصالحها العليا في أمن الحدود وتأمينها والتمسّـك برؤيتها السياسية والقانونية، لا تبدو مستعدّة لبذل جُـهد آخر بين حماس وإسرائيل أو بين حماس والسلطة الفلسطينية، إلا إذا توافرت ضمانات قوية من كل الأطراف، بأن تلك الجُـهود مطلوبة من أجل التوصّـل إلى ترتيبات وتفاهُـمات واتفاقات قابلة للتنفيذ، وِفق جدول زمني محدّد، وليست لمجرّد إضاعة الوقت أو للإعداد لجولة جديدة من القِـتال أو لإحراج القاهرة لغرض في نفس يعقوب.

د. حسن أبوطالب – القاهرة

القاهرة (رويترز) – زادت الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 350 فلسطينيا، من صعوبة موقف مصر باستمرار الحصار المفروض على القطاع، رغم المعارضة الشديدة من قبل الشعب المصري. والقطاع الذي يعيش به نحو 1.5 مليون فلسطيني تحت الحصار، يعد مصدر الازعاج الاكبر على صعيد السياسة الخارجية الذي تواجهه الحكومة المصرية، على الاقل منذ غزت الولايات المتحدة العراق عام 2003. ومعظم المعلقين المصريين، بخلاف الذين يعملون لحساب وسائل إعلام حكومية، يجدون تعاون مصر مع الاسرائيليين في سياسة ينظر اليها على نطاق واسع في مصر، على أنها تهدف الى تقويض حركة المقاومة الاسلامية (حماس) عبر معاقبة المواطنين الفلسطينيين العاديين مسألة محرجة.

وصرح اسماعيل هنية، القيادي بحركة حماس بأن أبسط رد على “المجزرة” التي جرت امس السبت 27 ديسمبر، هو اعادة فتح معبر رفح الان والى الابد، وأضاف أنه يقول للعرب ان أبسط رد على “المجزرة” هو انهاء الحصار. ونادرا ما تتطرق وسائل الإعلام الحكومية الى دور مصر في فرض قيود على تدفق الاشخاص والسلع من والى غزة. وتركز بدلا من هذا على المساعدات التي ترسلها مصر الى غزة وقراراتها بفتح المعابر الحدودية من وقت لاخر امام الحالات الانسانية. لكن المصريين المهتمين بالشؤون الاقليمية يستطيعون بسهولة الحصول على معلومات عن المعاناة في غزة ودور حكومتهم هناك من خلال الانترنت والقنوات الفضائية والصحف المحلية المستقلة. فلماذا تواصل مصر فرض قيود على الدخول الى غزة؟

عبء غزة – تعتقد القاهرة أنها اذا تركت الحدود بين مصر وغزة مفتوحة على مصراعيها، ستنفض اسرائيل يدها من المسؤولية عن ضمان حصول سكان القطاع على ما يكفي ليبقيهم على قيد الحياة من طعام ومياه وامدادات طبية وكهرباء وضروريات أخرى. ويقول دبلوماسيون مصريون، ان اسرائيل ستغلق الحدود مع غزة من جانبها لتحول كل التجارة والنقل ليكونا من خلال مصر. ومن شأن هذا العبء، استنزاف موارد مصرية وقد تجد السلطات أن من الصعوبة بمكان منع تدفق الفلسطينيين من غزة الذين يسعون الى الحصول على وظائف او سكن. وفي واحد من سيناريوهات أسوأ الاوضاع، قد تحمل اسرائيل مصر مسؤولية اي هجوم يشن عليها من غزة، مما يجبر مصر على التصرف وكأنها شرطي غزة، وهو الدور المحفوف بالمخاطر. وعلى الرغم من القيود التي تفرضها مصر على الحدود، يستخدم الفلسطينيون شبكة من الانفاق للتهريب بين مصر وغزة.

عامل الاسلاميين – ان الانقسام بين حماس وحركة فتح المنافسة يعكس الانقسام الايديولوجي بين حركة الاخوان المسلمين المعارضة في مصر وحكومة القاهرة. وتاريخيا، حركة حماس منبثقة عن فكر الاخوان. على الجانب الاخر، فان السلطة الفلسطينية التي تهيمن عليها حركة فتح، لها مؤسسات أقيمت على غرار مؤسسات للحكومة المصرية. ومن بين الشروط اللازمة لاعادة فتح الحدود، تطالب الحكومة المصرية حماس بالاعتراف بشرعية وسلطة السلطة الفلسطينية. وتخشى مصر ايضا أن تتعاون حركة حماس مع الاخوان المسلمين من وراء ظهرها، مما يزيد من التهديدات لامنها الداخلي والتي هي مثار القلق الرئيسي للقاهرة. على الرغم من أن القاهرة تقول انها تتخذ موقفا محايدا بين حماس وفتح، بدر عن مسؤولين تصريحات تشير الى أنها أقرب الى أسلوب فتح في التفكير.

التحالف مع الولايات المتحدة – الولايات المتحدة ودون معارضة كبيرة من الاتحاد الاوروبي، ضغطت على مصر للابقاء على الحصار معتقدة أن هذا سيضعف حماس ويجبرها على الرضوخ. مصر، وعلى الرغم من التحفظات بشأن جوانب عديدة للسياسة الخارجية الامريكية، ما زالت تحصل على معونات أمريكية حجمها نحو 1.4 مليار دولار سنويا، كما أن بينها وبين واشنطن تحالفا استراتيجيا. وتتمتع الحكومة المصرية بالدعم الضمني للحكام العرب المحافظين، ولا تعير انتباها يذكر للدول الاكثر ميلا للمواجهة في المنطقة مثل سوريا وايران.

اذن ماذا تريد مصر أن يحدث في غزة؟ تود أن تشهد مصالحة بين حماس وفتح، حيث تلعب حماس دور الشريك الاصغر. واقترحت أن يشكل الفلسطينيون حكومة وحدة وطنية غير حزبية تكون مسؤولة امام الرئيس الفلسطيني محمود عباس مباشرة. حينذاك، تفرض الحكومة الفلسطينية ارادتها في أنحاء اراضيها، حيث تغلق الجماعات المسلحة غير الرسمية وتتوصل الى هدنة بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وتقول الحكومة المصرية، ان اسرائيل تستطيع المساعدة في تحقيق التهدئة عبر تخفيف القيود على غزة من جانبها وعدم شن هجمات غير متكافئة على غزة. حينذاك ستكون السلطة الفلسطينية في موقف أقوى لاستئناف المفاوضات مع الحكومة الاسرائيلية بشأن اتفاق نهائي للسلام، تقام بموجبه دولة فلسطينية تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل.

ما الذي تفعله مصر لتحقيق هذا؟ كان للحكومة المصرية تأثير في التوصل لتهدئة بين اسرائيل وحماس استمرت ستة اشهر وانتهت في 19 ديسمبر، كما اقتربت من اشراك الجماعات الفلسطينية في مؤتمر للمصالحة الوطنية، وانتهت التهدئة الان ومن غير المرجح عقد المؤتمر في اي وقت قريب. ويقول مسؤولون مصريون، انه ليس أمامهم خيار سوى مواصلة السعي في هذه المسارات.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 28 ديسمبر 2008)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية