مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

معارضة سياسية لتعاون علمي

رغم ان طابع التعاون الأيراني مع المركز الأوروبي للأبحاث النووية يظل علميا صرفا فإن بعض التقارير تشير إلى إمتعاض سياسي أمريكي swissinfo.ch

وقعت إيران يوم الخميس الموافق الخامس من شهر يوليو/تموز في جنيف مع مدير المركز الأوربي للأبحاث النووية CERN على وثيقة تفاهم تسمح لعلماء وطلبة إيرانيين بالمشاركة في أبحاث المركز النووي. لكن الولايات المتحدة الأمريكية ولأسباب سياسية، أبدت معارضة لمثل هذا التعاون بالرغم من عدم وجود خطر يذكر.

وقع وزير البحث العلمي والتكنولوجيا الإيراني الدكتور مصطفى معين يوم الخميس بالقرب من جنيف مع المدير العام للمركز الأوربي للأبحاث النوويةCERN السيد لوسيانو ماياني ، على وثيقة تفاهم تنص على مساهمة الجامعات الإيرانية في برنامج أبحاث المركز الأوروبي.

وسيتم بموجب هذا الاتفاق، السماح لعالم أبحاث إيراني وثلاث طلبة إيرانيين بالمشاركة في الأبحاث. وينظر لذلك على أنه تمهيد الطريق أمام مشاركة إيرانية في تجارب مستقبلية في المركز. وستساهم الشركات الإيرانية في بناء بعض القطع الضرورية لتشييد المخبر الجديد لمسرع الجزيئات الذي سيحل محل الجهاز الذي هو قيد التفكيك حاليا بالمركز. كما سيسمح هذا التعاون بمساهمة إيران في ميزانية المركز الأوربي للأبحاث النووية بحوالي 1،4 مليون فرنك سويسري .

أسباب المعارضة سياسية

لكن هذا التعاون بين إيران والمركز الأوربي للأبحاث النووية، في مجال يبدو حساسا من قبل واشنطن، لا تنظر له الولايات المتحدة الأمريكية بعين راضية حسب ما نشر في بعض الصحف.

فالولايات المتحدة الأمريكية بالرغم من كونها غير عضو في المركز الأوربي إلا أنها وقعت على مساهمة تقدر بحوالي 531 مليون دولار، وهي بذلك تملك وسيلة ضغط هامة. ولكن مع ذلك لم ترضخ إدارة المركز الأوربي للابحالث النووية، لمحاولات الضغط الأمريكية، منطلقة في ذلك من مبدأ آن الأبحاث التي تجرى في المركز هي أبحاث علمية مجردة ومفتوحة للجميع وبالأخص أمام العلماء من مختلف الجنسيات، الذين يرغبون في العمل المشترك من أجل معرفة حقيقة العالم الذي يعيشون فيه.

وحتى بعض الأوساط العلمية الأمريكية، وكما جاء في بعض المقالات مؤخرا، تدرك جيدا أن التجارب التي يجريها المركز الأوربي للأبحاث النووية سوف لن تفيد إيران في شيء في مجال تطوير الأسلحة النووية، لأن أشغال المخبر الأوربي لا تهدف إلا لدراسة الوضع الذي مر به الكون بعد نشأته.

وهذا ما يترك انطباعا من أن هذه المعارضة الأمريكية للتعاون الإيراني مع المركز الأوربي للأبحاث النووية، أن وجدت فعلا ، فإن دوافعها سياسية بالدرجة الأولى وتهدف إلى عدم فك الحصار المفروض على إيران فيما يعرف بسياسة التطويق التي مارستها الحكومات الأمريكية المتعاقبة ضد إيران منذ بداية الثورة الإسلامية.

نقطة لصالح الرئيس خاتمي

وبالنسبة لإيران يشكل اتفاق التفاهم المبرم مع المركز الأوربي للأبحاث النووية تتويجا لسياسة الانفتاح التي يسعى إليها الرئيس خاتمي منذ وصوله للحكم في إيران. لكن بغض النظر عن الفائدة السياسية، يعد تصريح المدير العام للمركز السيد لوسيانو ماياني ” بالرغبة في تعزيز التعاون العلمي مع إيران في المستقبل” وتقييم وفد المركز الذي زار المراكز العلمية الإيرانية مؤخرا وعاد بانطباع حسن عنها، بمثابة إعادة اعتبار لمكانة من كانوا، تاريخيا إلى جانب العرب، أول من طور أصول علم الرياضيات.

وليست إيران البلد الوحيد الحساس من الناحية النووية الذي يساهم في أنشطة المركز الأوربي للأبحاث النووية بل هناك الهند وباكستان وإسرائيل من ضمن ثمانين دولة تساهم في أبحاث المركز بحوالي 7000 خبير ينتمون لأكثر من 500 مؤسسة علمية.

محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية