مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ملكٌ فرعوني ينتظرُ نصف مليون زائر!

تمثال خشبي نصفي لتوت عنخ آمون Antikenmuseum Basel und Sammlung Ludwig/Ägyptisches Museum Kairo

تُعرض في متحف الآثار ببازل ابتداء من 7 أبريل وإلى غاية 3 أكتوبر كنوزُ مقبرة الملك الفرعوني الشاب توت عنخ آمون الذي حيرت أسبابُ وفاته المُبكرة علماء الشرق والغرب.

ويُتوقع أن تستقطب هذه الكُنوز، التي تُعرض لأول مرة في أوروبا منذ 20 عاما، ما لا يقل عن 500 ألف زائر..

بعد أن عُرضت في باريس عام 1967، وفي لندن عام 1972، وفي ألمانيا عامي 1980 و1981، تعود كُنوز مقبرة الملك الفرعوني توت عنخ آمون إلى الأراضي الأوروبية لأول مرة منذ عشرين عاما. أما سعيدة الحظ فهي مدينة بازل السويسرية التي ستُؤتمنُ على هذه الروائع الفرعونية على مدى زهاء 6 أشهر.

فمن السابع أبريل إلى الثالث من أكتوبر 2004، سيعرض متحف الآثار ببازل 120 قطعة أصلية من كنوز مقابر وادي الملوك الأسطوري بمصر، من ضمنها 50 قطعة نفيسة من مقبرة توت عنخ آمون.

وكان هذا الملك الصبي قد اعتلى العرش في سن التاسعة وحَكَم مصر لمُدة 9 سنوات فقط قبل أن يُفارق الحياة شابا في الثامنة عشرة عام 1323 قبل الميلاد. ولم يتم اكتشافُ مقبرة توت عنخ آمون إلا عام 1922 عندما تمكن البريطانيان هوارد كارتر ولورد كارنارفون من شق الطريق إلى قبر الملك الشاب بعد خمس سنوات من التنقيب والبحث في وادي الملوك.

الحدث كان جللا.. فلأول مرة عُثر على مقبرة فرعونية مَلكية نجت من عمليات النهب، بما أن اللصوص لم يجدوا أبدا الطريق المؤدية إليها. وفضلا عن القناع الذهبي لتوت عنخ آمون الذي تعتبره مصر كنزا وطنيا لا يُعار خارج البلاد، زخرت المقبرة بروائع يدوية ستُعرض العشرات منها في متحف الآثار ببازل.

ساعة الزيارة مُحددة!

وقد وصلت هذه الكنوز إلى سويسرا على متن طائرتين مصريتين في نهاية الأسبوع الماضي. وتم نقلها إلى متحف بازل بعناية فائقة في عربات مُكيفة وتحت حراسة أمنية مُشددة. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه تم تأمين هذه القطع الأثرية التي تزن 4 طن بزهاء 840 مليون فرنك سويسري.

وفضلا عن الترتيبات الفنية لتجهيز المعرض، يولي المشرفون أهمية كبيرة للجوانب الإدارية والتنظيمية بحيث يُتوقع أن يستقطب الحدث نصف مليون زائر. لذلك فإن عمليات بيع التذاكر قد بدأت منذ 2 فبراير الماضي عبر شبكة الإنترنت أو الهاتف. وعلى المُشترين أن يحترموا ساعة الزيارة المُشار إليها في التذكرة.

وأوضح المُنظمون أن دخول المعرض سيخضع لمراقبة عالية حيث تم تحديد عدد أقصى لكل فوج من الزوار. ولدى الوصول إلى المعرض، تتم مرافقة الوافدين إلى قاعة تتوفر فيها معلومات عن المعرض وعن تاريخ مصر القديمة.

وبينما يبذل المسؤولون قصارى جهدهم للتحكم في تدفق الزوار، فإن الإجراءات المتخذة قد لا تكفي لتفادي طوابير الانتظار مثل تلك التي يُشتهر بها متحف اللّوفر بفرنسا. وستُُعطى الأولوية بطبيعة الحال للأشخاص الذي حجزوا تذاكرهم مُسبقا.

لماذا بازل تحديدا؟

ويقول نائب مدير شؤون الأمن والمراقبة في متحف الآثار ببازل كوني هونر إن المعارض الاعتيادية تُسجل يوميا قدوم ما بين 1700 و1800 زائر، لكنه أضاف “نحن نتوقع ضعف هذا العدد أثناء معرض توت عنخ آمون”.

ويجب على عشاق المتاحف والحضارة الفرعونية تحديدا التسلح بالصبر إن اختاروا حجز التذاكر عبر الهاتف لأنه يجب الانتظار طويلا قبل التمكن من الحديث إلى أحد المسؤولين.

أما مكتب السياحة في بازل، فيتلقى بدوره يوميا طلبات من الخارج لتنظيم جولات سياحية تشمل زيارة معرض توت عنخ آمون. وأكد آلان بورغر من مكتب السياحة أن الطلب مُرتفع جدا خاصة من مدن سويسرا الروماندية (المتحدثة بالفرنسية) ومن ألمانيا وفرنسا، وأيضا من هولندا وبلجيكا.

ولمن تساءل عن سبب حصول متحف الآثار بمدينة بازل السويسرية على شرف عرض كنوز مقابر وادي الملوك وعشرات القطع الخاصة بالملك الشاب توت عنخ آمون، فيبدو أن مصر وافقت على ذلك في خُطوة فُُسرت بأنها نوع من التعويض عن مذبحة الأقصر التي أودت بحياة 36 سائحا سويسرا عام 1997.

سويس إنفو مع الوكالات

تُعرض في متحف الآثار ببازل 120 قطعة أصلية من كنوز مقابر وادي الملوك الأسطوري
من بينها 50 قطعة من مقبرة الملك الفرعوني الشاب توت عنخ آمون الذي توفي عام 1323 قبل الميلاد
تزن القطع المعروضة 4 طن. وتم تأمينها في سويسرا بزهاء 840 مليون فرنك
تُعرض كنوز مقبرة توت عنخ آمون في أروبا للمرة الأولى منذ عشرين عاما
اكتشف رجلان بريطانيان مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك الأسطوري عام 1922، وهي من المقابر الناذرة التي نجت من النهب

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية