مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

منظمات غير حكومية في سويسرا تـُطالب بـرن بمعاقبة إسرائيل

"الحرية لغزة، لا للحصار"، من بين الشعارات التي رددها المتظاهرون خلال مسيرة احتجاجية نزلت إلى شوارع جنيف يوم 29 ديسمبر 2008 Keystone

يواجه الموقف السويسري من أحداث غزة انتقادات عدد من المنظمات غير الحكومية التي طلبت من برن أن تُظهر بوضوح رفضها للهجوم الإسرائيلي من خلال "معاقبة الدولة العبرية".

وصرح دانييل فيشر، رئيس جمعية “سويسرا – فلسطين” ونائب حزب الخضر في البرلمان الفدرالي: “ينبغي على سويسرا تهديد إسرائيل بقطع علاقاتها الدبلوماسية معها، لا سيما في صورة اندلاع هجوم أرضي” على غزة.

وأضاف في تصريحاته لوكالة الأنباء السويسرية يوم الإثنين 29 ديسمبر أنه يتعين على برن، ردّا على العمليات الإسرائيلية “المخالفة للقانون الدولي”، على حد تعبيره، أن توقف على الفور تعاونها العسكري مع إسرائيل، وأن تضع حدا أيضا لعلاقاتها معها في المجال المدني.

وشدّد النائب فيشر على أن “هذا الهجوم العسكري يـُظهر عجز المجتمع الدولي. فبعزل إسرائيل، يجب أن تُجبر سويسرا هذا البلد على احترام القانون الدولي والسلام”.

اتهام برن بـ “تغطية جرائم إسرائيل”

وطالبت منظمات غير حكومية أخرى، مثل “حقوق للجميع” و”التحالف من أجل إغاثة فلسطين” و”الحملة الأوروبية ضد الحصار على غزة” و”رابطة مسلمي سويسرا”، أيضا بأن تقطع برن فورا علاقاتها العسكرية مع الدولة اليهودية. كما وجهت انتقادات حادة للموقف السويسري من التصعيد الإسرائيلي الأخير في القطاع.

وكتبت هذه المنظمات يوم الإثنين في بيان مُشترك: “إن وزارة الخارجية السويسرية تقوم فقط بتغطية الجرائم المرتكبة من قبل إسرائيل بإلقهائها المسؤولية عن هذا القتل العشوائي على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة”.

وأضاف البيان: “لكل شعب مـُحاصر الحق في مقاومة القهر، وهجمات الطيران الإسرائيلي الواسعة النطاق على السكان المدنيين هو (عمل) من قبيل جرائم الحرب”.

وكانت وزارة الخارجية السويسرية قد وصفت – في البيان الذي أصدرته يوم السبت 27 ديسمبر في برن -هجوم الطيران الإسرائيلي على قطاع غزة بـ “غير المُتناسب”. لكنها أدانت من قبل وبحزم إطلاق صواريخ حماس، مُشدّدة على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وحماية سكانها، لكن “في احترام للقانون الإنساني ومبدأ التناسب”، حسب نص البيان.

أين التناسب؟

من جهته، دعم اتحاد الجاليات اليهودية في سويسرا وجمعية “سويسرا-إسرائيل” إجراءات تساهال (الجيش الإسرائيلي) بعد أشهر من إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.

وقال هيربيرت فينتر، رئيس اتحاد الجاليات اليهودية في سويسرا: “نحن نرثي لهذا التطور غير العادي والضحايا الأبرياء من الجانبين”. وأضاف في حديث مع وكالة الأنباء السويسرية يوم الإثنين 29 ديسمبر: “بيد أنه من الصواب أن تدين وزارة الخارجية السويسرية أولا حماس بسبب هجماتها بالصواريخ على إسرائيل”.

كما أعرب عن اعتقاده بأن الانتقادات الكثيرة حول عدم تناسب الرّد الإسرائيلي غير قاطعة قائلا: “أتساءل أين يقع التناسب في مثل هذا الوضع؟”.

مظاهرات تضامنية مع غزة

وقد نزل إلى شوارع جنيف عشية الإثنين حوالي ألف شخص (حسب الشرطة) وزهاء ألفين (حسب المنظمين) للاحتجاح على التدخل العسكري الإسرائيلي في غزة. وحمل المتظاهرون، الذين قدموا من عدة كانتونات سويسرية، الأعلام الفلسطينية.

وانطلقت المظاهرة من “بلاس نوف” (Place Neuve) حيث ألقى أنور غربي، رئيس جمعية “الحق للجميع”، خطابا بالفرنسية والعربية، تخللتها صيحات “الله أكبر” من قبل حشد المتظاهرين الذين رددوا أيضا شعارات مثل: “كلنا فلسطينيون” و”إسرائيل إرهابية”.

وفي تصريح لوكالة الأنباء السويسرية، قال السيد الغربي: “(فضلا عن وقف العمليات الإٍسرائيلية) نحن نطالب سويسرا بإرسال مساعدات إنسانية طارئة إلى غزة”، موضحا أن المتظاهرين قدموا من عدة كانتونات روماندية (متحدثة بالفرنسية) وأخرى متحدثة بالألمانية على متن 15 حافلة صغيرة.

وحسب الشرطة، لم تُسجـّل أية أحداث خلال هذه المظاهرة التي انتهت أمام المكتب البريدي في “مون بلون” (Mont-Blanc).

ويُرتقب تنظيم تجمع آخر على المُستوى الوطني يوم 10 أو 17 يناير القادم في العاصمة الفدرالية برن. بينما ستشهد زيورخ يوم الأربعاء 31 ديسمبر بساحة “هيلفيتسيابلاتس” بزيورخ على الساعة 13:00 “مسيرة احتجاجية على المجزرة المرتكبة في غزة”، حسبما نُشر على الموقع الإلكتروني لرابطة مسلمي سويسرا.

سويس انفو مع الوكالات

31 ديسمبر 2008: ساحة “هيلفيتسيابلاتس” في زيورخ على الساعة 13.00 بعد الظهر.

31 ديسمبر 2008: ساحة “كلارا بلاتس” في بازل على الساعة الثالثة بعد الظهر.

2 يناير 2009: ساحة القصر الفدرالي في العاصمة برن على الساعة الثانية بعد الظهر.

10 أو 17 يناير 2009: مظاهرة محتملة على المستوى الوطني أمام ساحة القصر الفدرالي بالعاصمة برن.

على غرار اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي أعربت يوم الإثنين 29 ديسمبر عن بالغ قلقها حول الوضع في مستشفيات غزة التي “تتحمل عبئا يفوق طاقتها” على إثر تدفق أعداد كبيرة من الجرحى الفلسطينيين (منذ انطلاق الهجوم الإسرائيلي الواسع النطاق على القطاع صباح السبت الماضي)، أصدر الفرع السويسري لمنظمة “أطباء العالم” التي تنشط في الأراضي الفلسطينية منذ عام 1995، بيانا يوم الإثنين أيضا في جنيف أكد فيه “بالغ انشغاله حول التبعات الثقيلة” التي قد تتسبب فيها الهجمات الإسرائيلية على سكان المدنيين، سواء من الناحية الجسدية أو النفسية”.

ونوه الفرع إلى أن “أهل غزة قابعين في بيوتهم ويعيشون في خوف الإصابة بالغارات التي بلغت قوة لم يسبق لها مثيل”.

وبينما تمكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر من إدخال خمس سيارات إسعاف إلى غزة يوم الإثنين، وأيضا ثلاث شاحنات محملة بوحدات نقل دم وقطع غيار لمولدات الكهرباء في المستشفيات، لم تستطع منظمة “أطباء العالم” من إدخال أيّ موظف يحمل جنسية أجنبية إلى القطاع منذ 5 نوفمبر الماضي. كما لم تتمكن منذ ذلك التاريخ أيضا من تموين حوالي 15 من مصحات غزة التي كانت تتلقى مساعداتها بشكل اعتيادي.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية