مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مُـصالحة الرياض.. قيْـدَ الدّرسِ والمُـلاحظة

من اليمين إلى اليسار: العاهل السعودي والرئيس السوري وأمير الكويت والرئيس المصري في مطار الرياض يوم 11 مارس 2009 Reuters

مُـصالحتان عربيتان تجرِيان في آن واحد، واحدة تمّـت في الرياض، شارك فيها قادة أربعِ دُول عربية، والأخرى فلسطينية، تسير على مهْـل في القاهرة بين الفصائل الفلسطينية.

الجامِـع بين المُـصالحتين، يتعلّـق بالخروج من نفَـق الوهْـن والتفرّق واستِـعادة قَـدر من الانسِـجام السياسي، الذي يفترض أن يعكس نفسه إيجابا على قضية درج العرب على وصفها بأنها قضيتهم الأولى، سواء في السلم أو في الحرب أو حتى في المُـمانعة أو الإعتدال.

وحتى اللّـحظة، ورغم كثْـرة استِـخدام تعبير المُـمانعة، لوصف ممارسات كلٍّ من سوريا وقطَـر وربّـما الجزائر وليبيا والسودان، لاسيما في الأشهر القليلة الأخيرة، فلا يبدو أن له مدلولا حقيقيا يُـعبِّـر عن سياسةٍ مُـتكاملةٍ بذاتها، اللّـهمّ رفض ما تقوم به أطراف عربية أخرى، وتحديدا مصر والسعودية في الملف الفلسطيني، وما يتبَـعه من ملفّ التّـسوية الشاملة.

حدود المُـمانعة العربية

ومن هنا، تُـعدّ المصالحة العربية، التي خطت خُـطواتها الأولى في الرياض، في شقٍّ منها بمثابة إعادة تقويم لهذه المُـمانعة ولتأثيراتها الكُـبرى والضارّة، التي عبّـرت عن نفسها بأقصى صورة إبّـان الحرب الإسرائيلية على غزّة في يناير الماضي، وتمثّـلت في تعطيل ما كانت تقومُ به مصر مِـن أجْـل وقفِ إطلاق النار والعودَة إلى مصالحةٍ فلسطينية، يُعتدّ بها وتقبل الاستمرار.

بدَت المُـمانعة لفترة وكأنها رفض لإستراتيجية السّـلام العربية، ممثلة في المبادرة العربية، وأنها أسلوب بديلٌ لمُـواجهة العدوان والاحتلال الإسرائيلي، ولكن تجربة العُـدوان الأخيرة على غزّة، كشفت حُـدود الممانعة تلك، وأنها تعطِّـل ولا تبني وأنها تطرح شِـعارات كبيرة في المُـحتوى، ولكنها جوْفاء على أرضِ الواقِـع، بديل أنها لم تقدِّم أي عـوْن مادّي ملمُـوس بالنِّـسبة لحماس أو للشعب الفلسطيني، لا أثناء العدوان ولا بعده.

والأكثر خطورةً، من وِجهة نظَـر مصر، أن تلك المُـمانعة قد وصلت إلى حدُود تهديدِ أمنِـها القومي، حين قامت أطراف المُـمانعة بالتّـحريض إعلاميا على أمْـن الحُـدود المصرية مع القِـطاع، وحين وصَـموا مصر بالخِـيانة القومية وإهدار المصالح العربية والأمن القومي العربي، وهلُـمّ جَـرّا.

مُـحصِّـلة سلبية للطّـرفيْـن

كان العُـدوان لحظة كاشفة للجميع، فلا ممانعة قادِرة على تغيير مُـعطيات الواقع، ولا الاعتدال – إن جاز مثل هذا التوصيف – الذي عبّـرت عنه القاهرة والرّياض وعمّـان، قادر بمُـفرده على تغيير مُـعطيات الواقِـع، إلا بنِـسبة محدودة جِـدّا وبثمَـن عالٍ أيضا.

هذه المُـحصِّـلة السّـلبية على الطرفين، دفعت إلى إعادة التّـفكير في ترميم العلاقات العربية، وتحديدا ترمِـيم الشّـرخ الكبير الذي حدث في علاقات القاهرة ودِمشق بالدّرجة الأولى.

ورغم قَـبول الرئيس مُـبارك في قمّـة الكويت الاقتصادية، التي انعقدت يوم 20 فبراير الماضي، دَعوَة الملك عبد الله للمُـصالحة العربية ومشاركته في اللقاء العابِـر الذي جرى في الكويت وجمَـع بينه وبين كلٍّ من الرئيس بشّـار والأمير حمَـد بن جاسم، فقَـد استمرّ البُـرود المصري، نِـسبيا، إزاء الطّـرفين.

كانت وِجهة النّـظر المصرية، أن المصالحة الحقيقية يجِـب أن تتمثّـل في سلوك جديد وإيجابي، يعبِّـر عن قطيعة عن ذلك الذي مارسَـته الدّوحة ودِمشق طِـوال العام الماضي تحديدا، وأن تكون هناك ضَـماناتٌ بالقِـيام بدور إيجابي، لحثِّ الأطراف الفلسطينية على الانخِـراط في الجُـهد الذي ترعَـاه مصر من أجل الانتِـهاء من المُـصالحة الفلسطينية بكلّ مُـكوِّناتها، وضمانات أخرى بأن لا يحدُث ما حدَث من تهيِـيجٍ للرأي العام العربي على السياسة المصرية، فلسطينيا خاصة، وعربيا عامة.

ملاحظة سلُـوك قناة الجزيرة مُـنذ لقاء الكويت يُـوحي بنوْع من التّـغيير في سياسة قطر وبالحِـرص على أن لا تستفِـز القاهِـرة كجُـزء من ثمَـنٍ لا مَـفرّ منه، ليس من أجل المُـصالحة العربية في حدّ ذاتها، ولكن من أجل إنجاح القمّـة العربية المُـقبلة في قطَـر، ومشاركة الرئيس مبارك فيها مع باقي القادة العرب.

شعُـور مُـزدَوج لدى دِمشق

دمشق من جانبها، تُـقدِّم تفسيرا ليس مناهضا تماما وليس موافِـقا تماما، لدواعي قبُـولها المصالحة مع القاهرة تحديدا. فهناك شعور مُـزدوج لدى سوريا، جانبه الإيجابي والمشرق يتمثّـل في أنها صمَـدت في وجْـه الضغوط الأمريكية، التي مارستها إدارة بوش غير المأسوف على رحِـيلها، وأن التّـغيير الحاصِـل في سلوك إدارة أوباما، يُـمثِّـل نوعاً من الجائِـزة، حيث الاعتراف بدَورها وبأهمِـية مواقِـفها، بالنِّـسبة للعديد من القضايا الإقليمية ذات الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة، كلبنان والتسوية وفلسطين والعراق والملفّ الإيراني، وهو ما يتمثّـل في الانفتاح الأوروبي والأمريكي عليها، وإن كان الأمر لم يتبَـلوَر في خطوات كُـبرى بعدُ.

أما جانبه السّـلبي، فهو أن الشّـعور بالاستهِـداف ما زال موجُـودا أو جزء منه على الأقل، وتبرُز هنا حالة المحكمة الخاصّـة بلبنان لمُـحاكمة قَـتَـلة رفيق الحريري، وملفّ موقع دير الزّور، الذي قصفتْـه إسرائيل في منتصف العام الماضي، والذي تدّعي الولايات المتحدة أنه كان مخصّـصا لمشروع نووي سرّي، وتُـشير تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مخلّـفات الموقِـع، احتوت على جُـزيْـئيات من اليورانيوم، لم تقدّم سوريا تفسِـيرا مُـقنعا لوصولها للموقِأع المذكور، وأن دِمشق تتماطل في التّـعاون مع الوكالة وتَـحُـول دون كشف الحقيقة كاملة، حسب تصريحات مدير الوكالة محمد البرادعي، فضلا عن دلالات توجِـيه الاتِّـهام للرئيس البشير من قِـبل المحكمة الجنائية الدولية، والذي بدوْره يُـنذر بمُـلاحقات لسوريا بصورة أو بأخرى.

هذا الشعور المُـزدوج، يعني أن الرِّهان السوري على انفتاح أمريكي كامِـل عليها، يعيد خِـبرة فترة ولايتَـيْ الرئيس بيل كلينتون السابِـقتين، بما في ذلك إطلاق يَـدها في الشأن اللّـبناني ورعاية مُـفاوضات مع إسرائيل، هو رِهان صعْـب التّـحقيق، وأنه كلّـما ظلّـت سوريا بعيدة عن اللاّعبين العرب الأساسيين، فمن غير المرجّـح أن تواجه بمُـفردها ضغوط محكمة لُـبنان الدولية، إن تطوّرت في صورة اتِّـهام لمسؤول سوري أو أكثر، كما أنها بمُـفردها ستحمل عِـبءً مُـضاعفا لعلاقاتها مع إيران، التي بدورها تبدُو غير عابِـئة في إدارة حوار جِـدّي مع واشنطن أوباما، ينتج عنه تهدِئة حقيقية في ملفها النووي.

عِـتاب وغيْـظ مكتوم

مثل هذه القِـراءة، تُـساعد على استنتاج بأن كلّ طرف من أطراف المُـصالحة، سواء من حضر قمّـة الرياض أو من تخلّـف عنها أو لم يُـدعى، كقَـطَـر، التي رشّـحت نفسها للمُـشاركة وتحفّـظت مصر على مشاركتها، لديه أسباب كُـبرى في التقدّم نحو مرحلة جديدة من العلاقات المشتركة، وبحيث تنعكِـس بدورها على التّـفاعلات الثُّـنائِـية من جهة، وعلى القضايا القومية من جهة أخرى، وعلى القُـدرة الذاتية للصُّـمود في مُـواجهة المشكلات الكُـبرى، التي تبدو في الأفُـق، من ناحية ثالثة.

هذا الاستنتاج لا ينفي أن هناك نظْـرة عِـتاب أردُنية لعَـدم مشاركة عاهِـلها في قمّـة الرياض، كما أن هناك غيْـظا مكتُـوما لدى الدّوحة وشعورُ بعدم الرِّضا، وربّـما الإقصاء من دُول كالجزائر وليبيا، لكن الجميع يُـدرك في النهاية، أن المشرِق العربي كان دائما، إما محرِّك المصالحات والتّـسويات العربية الكبرى أو أنه وَقُـود الصِّـراعات والمشاكَـسات العربية، ولذا، فالغَـضب والعتَـب مرفوعٌ، طالَـما أن الهدف الأكبر هو بِـيئة عربية يسُـودها قدْر مِـن الوِئام، الذي يسمح للجميع بالتصدّي لتحدِّيات أكبر من قُـدرة أي طرف عربي بمفرده على تحملها.

ولعلّ العزاء الأكبر للدّوحة، هو أن هذه المُـصالحات قد تجعَـل من القمّـة العربية المُـقبلة لديها، قمّـة وِفاق عربي تفصِـل بين ما قبلَ وما بعد.

د. حسن ابوطالب – القاهرة

بيروت (رويترز) – كاظمة غيظها، تصلح المملكة العربية السعودية علاقاتها مع سوريا لاستعادة مظهر التناغم العربي قبل قمّة تُـعقد هذا الشهر، وتهدئة التوترات الإقليمية ودفع دمشق نحو تهدِئة تحالفها مع طهران. وبعد جهود دبلوماسية مكثّـفة مُـسبقة، ذكرت وكالة الأنباء السعودية، أن الرئيس السوري بشار الأسد سيقوم بزيارة الرياض يوم الأربعاء 11 مارس إلى جانب الرئيس المصري حسني مبارك. وفي حين عبر الأسد عن استعداده لتحسين العلاقات العربية، لم يظهر استعدادا لقطْـع العلاقات مع إيران غير العربية والمستمرّة منذ 29 عاما. وقال مسؤول عربي يتمتّـع بعلاقات وثيقة مع السعوديين “الأولوية الأولى للسعودية، هي مواجهة إيران وجدول أعمالها في العالم العربي. السعوديون يريدون إضعاف بطاقات طهران في العالم العربي، وبالتالي، (يجيء) النهج الجديد تُـجاه سوريا”. وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، “يعلمون أنه سيكون من الصعوبة الشديدة بمكان قطع العلاقات بين سوريا وإيران، لكنهم يأملون إضعاف هذا التّحالف من خلال إظهار ما سيجنيه السوريون إذا عادوا إلى الحظيرة العربية”.

من جانبها، تحرص سوريا على التخلّص من أي بقايا للعُـزلة الدبلوماسية، التي تحمّـلتها بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، الذي كان يحمل الجنسية السعودية عام 2005. ونفت دمشق أن تكون لها أي يد في حادث الاغتيال الذي تنظره محكمة دولية بدأت عملها هذا الشهر. وشعرت سوريا بالغضب بسبب انضمام السعودية ومصر للضغوط الدولية التي أجبرتها على الخروج من لبنان عام 2005 وقوات تحالفها مع إيران وحزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية في عداء مشترك لإسرائيل والولايات المتحدة وحلفائهما المحافظين العرب. وخففت السعودية من حدّة موقفها المناهض لسوريا، بعد أن ساندت دمشق العام الماضي اتفاقا تمّ بوساطة قطرية بين الفصائل اللبنانية، وتحدثت الإدارة الأمريكية الجديدة عن الاتِّـصال مع دمشق.

وقال جمال خاشقجي، رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية “الأمر يتعلّـق بالعمل الجماعي، أي العمل العربي المشترك”. وأضاف خاشقجي أنه من شأن عودة سوريا “إلى الفريق” أن تتيح إجراء الانتخابات اللبنانية في يونيو، دون أعمال عُـنف، فضلا عن تعزيز محادثات المصالحة الفلسطينية التي ترعاها مصر وإعطاء دفعة لاحتمالات إجراء مفاوضات بين العرب وإسرائيل، وتابع أن السعودية تريد من سوريا التعاون بشأن لبنان، حيث تدعم الدولتان كُـتلا سياسية متعارضة، وأن تفكِّـر في جارتها على أنها “ند وليست تابعا”. وصرح الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط، المناهض لدور سوريا لرويترز الأسبوع الماضي، بأن تحسّن العلاقات بين السعودية وسوريا يُـمكن أن يقلِّـل من التوترات الطائفية ويُـعزِّز الاستقرار في بلاده. وتسارعت وتيرة جهود المصالحة السعودية السورية قبل قمة عربية، ينتظر عقدها في الدوحة في 30 مارس الجاري، لكن دبلوماسيا عربيا بارزا في الرياض قال إنه ليس من السّهل تضميد جِـراح شخصية إلى جانب أنها سياسية. وأضاف “زعماء دول الخليج العربية شعروا بإهانة شديدة عندما وُصِـفوا بأنهم (أنصاف رجال)”، مستحضرا إهانة وجهها الأسد بعد الحرب التي شنتها إسرائيل عام 2006 ضد حزب الله في لبنان. وأضاف الدبلوماسي أن “سوريا ستأخذ الأمور ببُـطء وحذر شديدين، لضمان أن لا تخسر إيران”، وأرجع معظم شعبية الأسد في الشارع العربي إلى خطابه المتشدّد ودعمه لحزب الله وحماس.

في الوقت نفسه، لا تستطيع سوريا تجاهُـل المفاتحات السعودية أو تلك التي بدرت من الرئيس الأمريكي باراك اوباما، الذي خفّـف من حدّة العداء الذي أظهره سلفه جورج بوش تُـجاه دمشق وطهران. وأورد مسؤولان أمريكيان قاما بزيارة سوريا، أنهما وجدا خلال محادثات جرت في العاصمة دمشق يوم السبت 7 مارس “الكثير من الأرضية المشتركة”. وقال جيفري فيلتمان، القائم بأعمال مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى “وجهة نظرنا أن سوريا تستطيع لعِـب دور مهِـم وبنّـاء في المنطقة”. وقال إن الولايات المتحدة تريد “دفعا إلى الأمام”، لمحادثات السلام بين سوريا وإسرائيل، عندما يكون الطّرفان جاهزين. وأوقفت دمشق المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل بعد أن شنّـت الأخيرة هجوما على قطاع غزّة الذي تُـسيطر عليه حركة حماس في ديسمبر الماضي، وحثت سوريا الدول العربية على سحْـب مبادرة السلام العربية لإسرائيل، والتي قابلتها بالرفض.

وتريد السعودية نزع فتيل النزاع العربي الإسرائيلي جُـزئيا، لحِـرمان إيران والمتشدّدين الإسلاميين من نِـداء يتمتع بقوّة جذب، لإثارة الاستياء ضدّ الحكومات العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة. ودعا الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي الأسبوع الماضي العرب إلى الاتفاق حول كيفية التعامل مع “التحدّي الإيراني”، فيما يتعلق بالقضية النووية وأمن الخليج و”اختراق بعض الأطراف الخارجية للشؤون العربية في العراق وفلسطين ولبنان”. وسيخدم أي تآكل في العلاقات السورية مع إيران هذا الهدف، لكن من غير المرجّح أن تهجر دمشق حليفتها دون مكاسِـب كبيرة في التفاعل المعقّـد للسياسة بالشرق الأوسط. وقال نيل باتريك، الخبير في شؤون الشرق الأوسط بالجامعة الأمريكية بالشارقة، “السعوديون يريدون إرخاء العلاقات بين سوريا وإيران، لكنني أشكّ أنهم يفترضون أن بوسعِـهم إنهاءها بأي شكل أساسي”.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 10 مارس 2009)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية