مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

نداءٌ من سويسرا للحفاظ على الأصناف الحيوانية

Keystone Archive

تنظم سويسرا بالإشتراك مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة أول مؤتمر تقني عالمي للحفاظ على التنوع الجيني الحيواني المستخدم في مجال تربية الماشية.

المنظمة الأممية التي تبذل منذ عام 1995 مساعي للحفاظ على هذا التنوع، استنتجت من خلال أول دراسة شاملة للوضع الحيواني في العالم، أن هناك خطرا على النظام الغذائي بسبب ظاهرة انقراض أعداد من الأصناف المستخدمة في مجال تربية الماشية.

لمعرفة حجم الكارثة التي يتحدث عنها مؤتمر انتلرلاكن بسويسرا المنعقد ما بين 3 و7 سبتمبر الجاري، بالإشتراك مع منظمة الزراعة والأغذية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، يجب العودة الى النتائج التي توصلت إليها أول دراسة تـُنجز في العالم حول وضع المخزون الجيني الحيواني والتي شملت 169 دولة.

هذه الدراسة توصلت إلى خاتمة مفادها أن صنفا من الأصناف الحيوانية ينقرض شهريا منذ سبع سنوات. وهذا يعني أن أكثر من 20% من أصناف حيوانات التربية، من قطعان ماشية ودواجن وخنازير وخيول، معرضة لخطر الانقراض. والمقصود بالانقراض هو اختفاء مخزونها الجيني وفقدانه نهائيا في عالم سيعرف عدد سكانه خلال الأربعين عاما القادمة زيادة من 6،2 مليار إلى 9 مليار نسمة، بكل ما يترتب عن ذلك من زيادة في الطلب على اللحوم والآلبان وما إلى ذلك.

تحرك منشود منذ عـام 1995

الملموُن بهذه الحقيقة يشعرون بالخطر منذ مدة، ويحاولون قرع جرس الإنذار لتحسيس الجهات المعنية. وهذا ما حاولت القيام به منظمة الأغذية والزراعة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة منذ عام 1995، إذ قال نائب المدير العام بمنظمة “الفاو” والمسؤول عن قسم الموارد الطبيعية الكساندر موللر اثناء افتتاح مؤتمر انترلاكن أن “هذا المؤتمر يعد نتيجة جهود شرعت فيها منظمة الأغذية والزراعة منذ عام 1995 لتحضير إطار دولي متفق عليه للإدارة الرشيدة للموارد الجينية الحيوانية”.

وفي هذه الجملة تلخيص لما تصبو إليه ندوة إنترلاكن بحيث سيحاول المؤتمرون الاتفاق حول ما أسماه السيد الكساندر موللر “خطة عمل عامة في مجال الموارد الجينية الحيوانية وآليات تطبيقها”. وهو المشروع المطروح أمام المشاركين في هذه الندوة والذي تمت صياغته بناءا على المعطيات التي توصلت إليها أول دراسة دولية حول الموارد الجينية الحيوانية في العالم.

تحديات وتهديدات

أظهرت الدراسة التي تطرقت لها ندوة انترلاكن أن الثروة الحيوانية هي الأخرى مهددة بسب عدة عوامل، وفي مقدمها تأثيرات التغييرات المناخية، إذ يقول كريستيان موللر أن “التغيرات المناخية تعتبر عاملا مؤثرا في التهديد الذي تتعرض له أصناف ماشية التربية والذي يضاف الى الاعتماد بشكل كبير على أصناف محددة ذات مردود عالي، وتفشي امراض الحيوانات، والفقر، والاضطرابات الإجتماعية، والصراعات المسلحة في بعض المناطق الأكثر غنى بالثروة الحيوانية وبالمخزون الجيني لتلك لحيوانات”.

ويرى السيد موللر بأن “خطة العمل المقترحة تنص أيضا على ضرورة اتخاذ تدابير سياسية وتكنولوجية على وجه السرعة لتحسين التنوع الحيواني”، مضيفا أن “خطة العمل تراهن على الاستخدام المستديم والتحسين الجيني من أجل الحفاظ على الموارد الجينية الحيوانية”.

جهود سويسرية

وإذا كانت العديد من الدول غير قادرة على مواجهة هذه التحديات إما لأسباب مادية أو تكنولوجية أو أمنية، فإن سويسرا شرعت بالفعل في اتخاذ تدابير لحماية تنوعها الحيواني. إذ قالت وزيرة الاقتصاد السويسرية دوريس لويتهارد في مستهل أشغال مؤتمر انترلاكن “إن سويسرا قامت بمجهود من أجل حماية حوالي 90 صنفا من حيوانات التربية فيها من أبقار وماعز وأغنام وخيول وخنازير، وهي تدرك جيدا أن العديد من الدول لا تملك الوسائل للقيام بعملية الحماية هذه”.

وقد تعهدت الوزيرة بمواصلة سويسرا التعاون مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ومع باقي المؤسسات الدولية الأخرى، مشيرة إلى أن مؤتمر أنترلاكن يشكل “فرصة تاريخية أمام المجموعة الدولية من أجل اتخاذ قرارات إستراتيجية لحماية مستقبل الموارد الجينية الحيوانية”.

وإذا كان الجميع في انترلاكن قد أجمع على أن “مؤتمر انترلاكن ما هو إلا خطوة أولى في المسيرة”، فإن النتيجة التي سيسفر عنها هي التي ستحدد مصداقية الخطوات القادمة، ومدى جدية المجموعة الدولية في القيام بخطوة مشتركة بعيدا عن الحسابات المنفعية لإنقاذ المخزون الجيني الحيواني من الضياع والانقراض ولخدمة الأجيال القادمة.

سويس إنفو – محمد شريف – جنيف

ينعقد مؤتمر انترلاكن حول الموارد الجينية الحيوانية في مدينة إنترلاكن بسويسرا ما بين 3 و7 سبتمبر ‏2007‏‏، بمشاركة وزيرة الاقتصاد السويسرية دوريس لويتهارد.

تشرف عليه منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة التي تتخذ من روما مقرا لها، وذلك باشتراك مع الحكومة السويسرية والوكالة السويسرية للتنمية والتعاون التابعة لوزارة الخارجية السويسرية.

يشارك فيه أكثر من 300 خبير من أصحاب القرار والعلماء والبحاثة والمشرفين على تنقية الأصناف الحيوانية وعلى تربيتها بما في ذلك الرعاة.

ينتظر أن يتمخض المؤتمر عن إتفاق حول خطة عمل لتطبيق ما توصلت إليه أول دراسة تـنجز على المستوى العالمي حول الموارد الجينية الحيوانية.

أظهرت هذه الدراسة بأن صنفا من أصناف ماشية التربية ينقرض شهريا منذ سبع سنوات.

وهناك احتمال انقراض 20% من أصناف حيوانات التربية الموجودة حاليا إذا لم يتم اتخاذ تدابير عاجلة لتدارك الوضع.

تهديد انقراض أصناف من ماشية التربية يأتي في وقت سيعرف فيه العالم زيادة في عدد سكانه من 6،2 مليار نسمة الى 9 مليار في غضون الأربعين عاما القادمة.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية