مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

نـداءٌ رئاسي للـربط بين الاستمرارية والتغيير

شدد السيد كوشبان في خطابه على قدرة السويسريين على التآزر والتضامن بعد فترات توتر اجتماعي أو مواجهة سياسية Keystone

دعا رئيس الكنفدرالية الجديد باسكال كوشبان في خطابه بمناسبة تولِّـيه هذا المنصب خلال عام 2008، السويسريين إلى الربط بين الاستمرارية والقدرة على التغيير، اللذين ميزا مؤسسات هذا البلد منذ قرون.

واستخلص السيد كوشبان من الأحداث التي عرفتها البلاد مؤخرا، بأن التاريخ السويسري عرف فترات اضطراب كثيرة أثبتت أن السويسريين كانوا دوما قادرين على التآزر وتجاوز الخلافات بفضل مؤسسات مستقرة.

ركز رئيس الكنفدرالية الجديد باسكال كوشبان في خطابه الموجّـه للشعب السويسري بمناسبة توليه منصب الرئاسة خلال عام 2008، على الدروس المستخلصة من الأحداث التي عرفتها سويسرا خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والتي أدّت إلى إزاحة كريستوف بلوخر، وزير العدل والشرطة من حزب الشعب (يمين متشدد) من الحكومة، وهي أحداث يعتقد الرئيس كوشبان أنها “أدت إلى إصدار ردود فعل مختلفة ستكون لها، لا محالة، عواقب على مدى الأربع سنوات القادمة وما بعدها”.

ماض لم يكن دوما مستقرا…

لكن الرئيس السويسري رغب في خطاب بداية العام التذكير بأن “التعايش الإيجابي بين طوائف تفرّقها اللغة والدّين والوضع الاجتماعي لم يتم دوما في هدوء واستقرار”. وشبه السيد كوشبان سويسرا بـ”كائن حي يبني شخصيته بكفاح مستمر لتحديد هويته وبتعاونه مع الآخرين وبالتغييرات التي يعيشها داخليا”.

وبعد أن عدد الرئيس السويسري بعض الأمثلة التي سمحت لسويسرا بأن تتجاوز الفترات الحرجة والمضطربة في تاريخها، ركّـز على القُـدرة التي استطاعت بها البلاد التكيف مع الأوضاع الجديدة وتوظيف المعارف القديمة لبناء أسُـس اقتصادية واجتماعية وسياسية مكنت سويسرا من “تطوير قطاعات صناعية جديدة سمحت بتقليص نسبة البطالة إلى إحدى أضعف النسب في البلدان المتقدمة”، كما ساهمت “قدرة سويرا على التغيير في تحقيق مستوى رفاهية كبير وتطوير سياسية تضامن اجتماعي”.

وأضاف رئيس الكنفدرالية الجديد “أن هذا البلد الذي عرف ديناميكية مستمرة، سوف لن تشكِّـل فيه أحداث الأسابيع الأخيرة استثناء من المنظور التاريخي”.

… وقدرة على التآزر

الدرس الثاني الذي يستخلِـصه الرئيس السويسري من الأحداث الأخيرة “قدرة السويسريين على التآزر والتضامن بعد فترات توتر اجتماعي أو مواجهة سياسية”. وقد استشهد باسكال كوشبان بحدث “نصف تاريخي ونصف أسطوري”، وهو ما عُـرف بـ “حساء كابل Kappel”، هذا الحساء الذي جمع في غمرة الحروب الدِّينية في عام 1529 بين أفراد القوات المتحاربة من الطرفين، حول قدر حساء، مما أجبر القادة على البحث عن حلٍّ سلمي لفائدة الجميع”.

المزيد

المزيد

رئيس الكنفدرالية

تم نشر هذا المحتوى على يُنتخب لعام واحد من بين الأعضاء السبعة في الحكومة الفدرالية، ويعتبر رئيس أو رئيسة الكنفدرالية “الأول ضمن نظرائه”. يُـسيّـر جلسات الحكومة الفدرالية ويقوم ببعض المهام ذات الطابع التمثيلي. منصب الرئاسة لا يمنح أي سلطة إضافية لمن يشغله.

طالع المزيدرئيس الكنفدرالية

الاستمرارية والتغيير

نداء الرئيس السويسري للسويسريين بمناسبة تولِّـيه الفترة الرئاسية القادمة، هو “الربط بين التمسك بالاستمرارية من جهة، والقُـدرة على التغيير من جهة أخرى”، وهذا ما قال بشأنه السيد كوشبان “إننا نعيشه فعلا في العديد من الحالات، مما يبرهن على أن مؤسساتنا ونظامنا السياسي، مفعمان بالحياة”.

ولكن الرئيس الجديد يحُـث على ضرورة مُـراعاة بعض التحدِّيات التي تتطلب مجهودا إضافيا، وقد عدّد في هذا الصدد على المستوى الداخلي: “الحِـرص على تسليم الأجيال القادمة دولة قوية وبميزانية سليمة، وقادرة على المدى البعيد على تحقيق الوعود التي قطعتها في الميدانين، التربوي والاجتماعي”.

أما على المستوى الدولي، فيرى الرئيس السويسري أن التحدي الأكبر يتمثل في “مواجهة ظاهرة التغييرات المناخية بعقلانية والبحث عن وسائل للحدّ من بُـؤر الفقر في العالم”.


وإذا كان يرى أن الأهداف معروفة ومحدّدة، فإنه قال “إن الوسائل لبلوغ تلك الأهداف، ستكون محطّ نقاش عام وأن هذا النقاش هو الذي سيقود إلى اتخاذ القرارات”.

سويس إنفو – محمد شريف

موريتس لوينبرغر: (انتُخب عام 1995)، من الحزب الاشتراكي: وزارة البيئة والنقل والطاقة والاتصال.

باسكال كوشبان: (1998) من الحزب الراديكالي: وزارة الشؤون الداخلية، ورئيس الكنفدرالية لعام 2008.

سامويل شميد: (2000) من حزب الشعب السويسري: وزارة الدفاع وحماية السكان والرياضة.

ميشلين كالمي – ري (2002) من الاحزب الاشتراكي: وزارة الخارجية.

هانس – رودولف ميرتس (2003) من الحزب الراديكالي: وزارة المالية.

دوريس لويتهارد (2006) من الحزب الديمقراطي المسيحي: وزارة الاقتصاد.

إيفلين فيدمر – شلومبف (2007) من حزب الشعب السويسري: وزارة العدل والشرطة.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية