مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

هواجس جنون البقر وجنون السِنّوريات

السلطات البيطرية الفيدرالية استبعدت تماما ظهور وباء مشابه لمرض جنون البقر في صفوف القطط السويسرية Keystone

أثار إعلان الدائرة الفيدرالية السويسرية للشؤون البيطرية عن وفاة أول سِنّور أو قطة في سويسرا، بالوباء الشبيه بالرجفة عند المواشي وبجنون البقر عند الأبقار، وبمرض كرويتسفيلد جاكوب عند البشر، مخاوف جديدة من ظهور وباء جديد في بلد تقول آخر الإحصائيات أنه يضم مليونا وثلاثمائة ألف قط وقطة..

يأخذ هذا الخبر أهمية خاصة لأنه يضيف ملفا جديدا إلى الملفات الخاصة بمشاكل جنون البقر، وبإمكانيات انتقال البريون البروتيني المسبب لهذه الأمراض الفتاكة من فصيلة إلى أخرى من فصائل الكائنات الحية.

إن تأكيد هذا الخبر، يؤكد ما تناقلته وكالات الأنباء من مختلف حدائق الحيوان في أوروبا حتى الآن، وهو أن فصيلة السِنّوريات التي تضم القطط والنمور والفهود والأسود وغيرها، هي عرضة أيضا لهذا الوباء القاتل والماثل على وجه العموم في ظاهرة تعفّن أدمغة الكائنات المصابة.

فمنذ تسجيل أولى إصابات جنون البقر في بريطانيا قبل خمسة عشر عاما تقريبا، أشارت الدوائر البيطرية في مختلف البلدان الأوروبية لمصرع ما يقرب من سبعين سِنّورا من السِنّوريات الكبرى بوباء شبيه بوباء جنون البقر.

“جنون البقر” أو وباء آخر ؟

إن الدوائر البيطرية، ومن ضمنها الدائرة الفيدرالية السويسرية، تسارع في كل مرة لطمأنة الرأي العام، خاصة أصحاب الحيوانات الأليفة كالقطط، على أن جنون السِنّوريات لا يمثل نفس الخطر على البشر كجنون البقر، خاصة وأنه نادرا جدا.

وتقول: إن البريون البروتيني المعطوب المسبب لتعفّن الدماغ، لا ينتقل من فصيلة إلى أخرى إلا بعد استهلاك بعض أجزاء الكائنات المصابة، خاصة المخ أو الدماغ والنخاع الشوكي والطحال على سبيل المثال.

إضافة إلى ذلك، تعرّفت صناعات المأكولات الحيوانية بصفة مبكرة على مخاطر “جنون البقر” وسارعت لتجنب خلط تلك الأجزاء المشبوهة في منتجاتها، ذلك قبل أن تمنع السلطات الصحية استخدام تلك الأجزاء في صناعات المأكولات البشرية.

إن موت القطة السويسرية بتعفّن الدماغ، لا يمثل، كما تقدّم، سابقة عِلمية بالنسبة لفصيلة السِنّوريات. لكن سابقة أخرى، نفاها عُلماء جامعة أوسلو النرويجية نفيا قاطعا في وقت لاحق، نشرت الخوف في أواخر مايوـ أيار الماضي بين أصحاب الكلاب، حينما مات كلب بتعفّن في الدماغ، شبيه بتعفّن جنون البقر.

ويستمر البحث…

لكن الأبحاث التي تواصلت أسابيع في كل من النرويج واسكتلندا على دماغ ذلك الكلب، لم تجد أي أثر للبريون البروتيني المسبب لجنون البقر أو لِبريون شبيه به. وفي نفس الوقت، لم تنجح تلك الأبحاث في تحديد السبب أو المسبّب للتعفّن في دماغ ذلك الكلب النرويجي.

ويُذكّر هذا اللغز العِلمي الأخير بالتالي، بلغز آخر يتعلق بإصابة دجاجة بتعفن الدماغ في فرنسا، دون العثور أيضا على أثر للبريون البَقريّ ودون معرفة المسبّب للوباء الذي فتك بالدجاجة.

نشير أخيرا إلى أن نفس الدائرة البيطرية الفيدرالية، نشرت يوم الثلاثاء حصيلة الأشهر الستة الأولى من هذا العام حول عدد الاصابات بمرض جنون البقر في سويسرا وأكدت تسجيل تراجع طفيف في عدد الاصابات على الرغم من ارتفاع الاقبال الطوعي على اجراء اختبارات صحية للأبقار في سويسرا.

جورج أنضوني

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية