صحيفة لوتون: “جزر المالديف المصرية” مهددة بالسياحة الجماعية

ناقشت الصحف السويسرية مقتل المصورة الفلسطينية فاطمة حسونة في غارة إسرائيلية على غزة ، في ظل تزايد عدد الضحايا من الصحفيين. وفي الوقت ذاته، ظهر تسجيل للرهينة الإسرائيلية روم براسلافسكي يناشد العالم من قلب الأسر. وفي سياق آخر، تحذيرات من خطر السياحة الجماعية على شاطئ حنكوراب، أحد أبرز المواقع البيئية الطبيعية في مصر.
مقتل المصورة فاطمة حسونة في غزة: “إذا مت، أريد موتًا مدويًا”

سلَّطت صحيفة لوتون الضوء على مقتل المصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة (25 عامًا) في غارة جوية إسرائيلية على منزل عائلتها في حي التفاح شمال غزة، معتبرة رحيلها “موتًا مدويًا” كما تمنّت في منشور سابق.
اشترك.ي في نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية
وأوضحت الصحفية ألين جاكوت أن فاطمة، التي كانت تنوي أن تتزوج خلال أيام من خطيبها معتز، قد كتبت على صفحتها في فيسبوك قبل أشهر من مقتلها:
“إذا مت، أريد موتًا مدويًا. لا أريد أن أكون مجرد خبر عابر ولا في رقم مع مجموعة. أريد موتًا يسمع به العالم، وأثرا يظل مدى الدهر، وصورا خالدة لا يدفنها الزمان ولا المكان”.
ووصفت الصحفية فاطمة بأنها “عين غزة”، إذ وثّقت عدستها مشاهد من الحياة اليومية في ظل الحرب، وانتشرت صورها في وسائل إعلام دولية بينها صحيفة الغارديان البريطانية. وكانت حسونة تحظى بمتابعة أكثر من 35 ألف شخص على إنستغرام، وتنظّم ورشات للكتابة الإبداعية للأطفال في مدرسة شمال القطاع. ورغم تصاعد المخاطر، أصرّت على البقاء في غزة لنقل الحقيقة من قلب المكان.
وفي الثالث عشر من يناير 2024، نجت فاطمة من غارة جوية أودت بحياة 12 فردًا من عائلتها، لكنها لقيت حتفها لاحقًا مع عدد من أقاربها، من بينهم شقيقتها الحامل، إثر قصف جديد.
وبحسب الصحيفة، كانت فاطمة قد تلقت قبل ساعات فقط من مقتلها خبرًا مفاده أن جمعية (ACID) للسينما المستقلة، إحدى الفئات الموازية في مهرجان كان السينمائي، ستعرض فيلمًا وثائقيًا عنها بعنوان “ضع روحك على يدك وامشِ” للمخرجة الإيرانية الأصل سيبيده فارسي.
وجاء في بيان نشره البرنامج السينمائي: “كانت ابتسامتها آسرة كعزيمتها، وتصوّر غزة وتوثقها، وتوزع الطعام رغم القصف والحزن والجوع. استمعنا إلى قصتها، فرحنا بكل ظهور لها لرؤيتها على قيد الحياة، وخشينا عليها من الغياب”.
وفي سياق الأوضاع في القطاع، أشارت الصحيفة إلى أن عدد القتلى في غزة منذ 18 مارس بلغ ما لا يقل عن 1827 شخصًا، ليرتفع العدد الإجمالي للضحايا إلى 51,201 منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة عقب الهجوم الإرهابي في السابع من أكتوبر 2023، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة.
ومن بين هؤلاء الضحايا، سُجّل مقتل أكثر من 250 صحفيًا.ة وعاملًا .ة ، مما يثير قلقًا دوليًا متزايدًا بشأن سلامة العاملين.ات في الحقل الإعلامي في مناطق النزاع، وفق الصحيفة.
(المصدر: صحيفة لوتون،رابط خارجي 21 أبريل 2025، بالفرنسية)
الرهينة الإسرائيلية روم براسلافسكي: “كل يوم هو الجحيم”

ناقشت صحيفة تاغيس أنتسايغير قضية الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، مشيرة إلى أن الجهات الخاطفة تعتمد نشر مقاطع فيديو لهم كجزء من استراتيجية تهدف إلى ممارسة ضغط نفسي على إسرائيل.
وتناولت الصحيفة مقطعًا جديدًا ظهر فيه الشاب روم براسلافسكي، وهو يناشد العالم التدخل لإنقاذه، متحدثًا عن معاناته اليومية.
ويُظهر الفيديو، الذي أفرجت عنه عائلة براسلافسكي بعد أسبوع من نشر نسخة مختصرة منه، الشاب البالغ من العمر 21 عامًا وهو يقول: “لقد كانت سنة ونصف من العذاب – كل يوم هو الجحيم؛ لا طعام، لا ماء، وأعاني المرض نصف أيامي”.
ويتابع براسلافسكي: “في المرة القادمة التي أمرض فيها، لن يأخذني أحد إلى المستشفى. ما سيحدث ببساطة هو أنني سأموت، وسيلقون جثتي في حفرة”.
وذكرت الصحيفة أن التسجيل الجديد لم يُخفِ ملامح وجه براسلافسكي، بخلاف النسخة السابقة التي نُشرت قبل أيام. وقالت عائلته، حسب ما نقلته صحيفة تايمز اوف اسرائيل، إنها قررت نشر الفيديو “حتى يُسمع صراخه”، مضيفة: “إنه لا يصرخ فقط، بل يتوسل إلينا أن ننقذه”.
وتقول الصحيفة إن روم براسلافسكي، الحامل للجنسيتين الإسرائيلية والألمانية، كان يعمل كحارس أمني في مهرجان نوفا الموسيقي، واٌختطف خلال الهجوم الإرهابي في السابع من أكتوبر 2023، موضحة أن الشاب محتجز حاليًا لدى حركة الجهاد الإسلامي، التي نشرت الفيديو على منصاتها، بينما لا تزال ظروف تصوير المقطع غير واضحة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجهات الخاطفة في قطاع غزة دأبت على نشر مقاطع مصورة لرهائن في أوضاع مؤثرة، بهدف ممارسة ضغط نفسي على إسرائيل.
وبحسب المصادر الإسرائيلية، ما يزال 24 رهينة محتجزين في قطاع غزة على قيد الحياة، إلى جانب 35 جثة لرهائن آخرين.
وكانت إسرائيل قد استأنفت هجومها المكثف في منتصف مارس، بعد فشل المفاوضات مع حركة حماس الإسلامية المسلحة بشأن تمديد الهدنة، التي استمرت لنحو شهرين. وقد وجّهت عائلات الرهائن انتقادات شديدة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متهمين إياه بتعريض حياة أحبائهم.ن للخطر من خلال مواصلة الحملة العسكرية.
(المصدر: صحيفة تاغيس انتسايغيررابط خارجي، بالألمانية)
السياحة الجماعية تطرق أبواب الفردوس: آخر محميات البحر الأحمر المصرية مهددة

حذرت صحيفة لوتون الضوء من المخاطر التي تهدد البيئات الطبيعية في جنوب مصر، محذّرة من تأثير السياحة الجماعية على شاطئ حنكوراب القريب من الحدود السودانية، والذي بات مهددًا بمشاريع عقارية رغم اعتباره محمية طبيعية.
ما حجم الإقبال المتوقع على هذا الشاطئ، الذي يُصنَّف غالبًا ضمن أجمل شواطئ العالم؟
صحيفة لوتون
ووصف سامي زعبي، مراسل الصحيفة في القاهرة، شاطئ حنكوراب بأنه “جزر المالديف المصرية”، ويُعتبر أحد آخر النظم البيئية البحرية السليمة في البلاد.
وتنقل الصحيفة عن محمود حنفي، عالم الأحياء البحرية وعضو جمعية حماية البيئة في الغردقة (هيبكا)، قوله: “بعد عشرين عامًا من التنمية السياحية المكثفة، تعرّضت مواردنا البحرية لاستغلال مفرط: بعض الشعاب المرجانية قبالة الغردقة يزورها أكثر من 200 ألف غواص وغواصة سنويًا، بينما يتراوح الحد المقبول للغوص المستدام بين 5 آلاف و18 ألف”.
وتشير الصحيفة إلى أن جمعية هيبكا، التي تراقب التنوع البيولوجي في البحر الأحمر، سجلت في حنكوراب ثراءً بيئيًا استثنائيًا، حيث رُصدت أنواع من المرجان الليّن والأسماك لم تُشاهد في أي موقع آخر في المنطقة. كما أن الشاطئ جزء من محمية وادي الجمال، التي تحتضن ما يقرب 1200 نوع من الأسماك و450 نوعًا من المرجان، 17% منها متوطنة في البحر الأحمر.
وتنقل الصحيفة عن علي السيد، مدرس محلي وعضو في جماعة أطلقت عريضة لحماية الشاطئ: “تحاول شركات التطوير العقاري إقناعنا بأن مشروعها يندرج ضمن السياحة البيئية. ولكن إذا نام الناس هنا، فأين ستُصرف المياه العادمة؟ ما حجم الإقبال المتوقع على هذا الشاطئ، الذي يُصنَّف غالبًا ضمن أجمل شواطئ العالم؟ الحل الوحيد هو العودة إلى الوضع الأصلي: رحلات يومية، مع إمكانية التخييم باستخدام معدات شخصية”.
وتختم الصحيفة بالإشارة إلى مخاوف السكان المحليين من قبيلة العبابدة، الذين يشعرون بأنهم مستبعدون من خطط التنمية، رغم معرفتهم العميقة بالمنطقة وتاريخهم الطويل فيها.
ويقول أحد شيوخ القبيلة: “يأتي المستثمرون، ويستولون على الأرض، ويأخذون كل الدخل. لا نحصل حتى على 10% منه، مع أننا من نعتني بهذه الطبيعة يوميًا بصيدنا المسؤول. بالنسبة لحنكوراب، عرضنا إدارة المكان بإقامة مخيم صغير هناك، لكن تم رفضه”.
(المصدر: صحيفة لوتونرابط خارجي، 21 أبريل 2025، بالفرنسية)
للمشاركة في النقاش الأسبوعي:
المزيد
يمكنك الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديك رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.
موعدنا الجمعة 2 مايو مع عرض صحفي جديد.
مراجعة: ريم حسونة
للاشتراك في النشرة الإخبارية:

المزيد
نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.