أحداث الشرق الأوسط محور اهتمام الصحف السويسرية
استحوذ التصعيد الخطير في الهجمة العسكرية الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة على أبرز العناوين في الصحف السويسرية الصادرة يوم الثلاثاء والتي تؤشّر مجتمعة لتضييق الخناق على الضفة الغربية والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات
صحيفة "تاغيس أنتسايغير" التي تصدر في زيوريخ تشير أولا لانتشار القوات العسكرية الإسرائيلية في مختلف المدن الفلسطينية وتقول بعد ذلك: إن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بات حبيسا في مقرّه بمدينة رام الله وأن القوات الإسرائيلية ستنتشر خلال الأسابيع القليلة القادمة في جميع أراضي الحكم الذاتي لتفكيك ما تبقى من السلطة الفلسطينية.
وتضيف أن هذا التصعيد الخطير يعود لحقيقة أن ياسر عرفات والفلسطينيين على اعتقاد خاطئ بأنه لا مجال للتخلص من الاحتلال إلا بالإرهاب، وأن آرييل شارون الذي لم يتقدم حتى الآن بأية خطة تذكر لإقرار السلام لا يرى سبيلا آخر غير الحرب.
وتقول صحيفة لوتون (الزمان) التي تصدر في جنيف: إن تصفية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تصفية بَدنية ليست في جدول العمليات العسكرية الإسرائيلية، لكنها تبقى من الاحتمالات والمجازفات على الرغم من ذلك.
وتضيف أن هذا الوضع يرجع في الواقع لحقيقة أن المواجهات والاستفزازات بين شارون وعرفات تعود لعشرين عاما للوراء، وأنه لا مخرج من هذه الوضع العقيم والدامي إلا عن طريق واشنطن، الوحيدة التي تملك الوسائل للتأثير على مصير المنطقة.
وفي هذا السياق تقول تاغيس أنتسايغر: إن هذه هي اللحظة الأخيرة لتدخل واشنطن. لكن واشنطن لم تحرّك ساكنة سوى أنها ألقت كامل لوم التصعيد على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وتركت الدبابات الإسرائيلية تجوب الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويُعلل معلق تاغيس أنتسايغير هذا الموقف الأمريكي بالقول: إن تسوية المواجهة القائمة منذ مائة عام ونيّف بين اليهود والعرب تتطلب مفاوضات عسيرة وطويلة لتفهم مشاكل الجانبين، وأن الرئيس الأمريكي الحالي بوش ليس على استعداد لتوريط الذات في مثل هذه المفاوضات.
لكن الفانت كاتر إير (24 ساعة) التي تصدر في لوزان تقول: إن الأوساط الأكثر واقعية وتلك الأكثر تشاؤما لا ترى أي مخرج من الأزمة الراهنة. لكن الأوساط الأكثر تفاؤلا تعتقد بأن بعض الأمل يبقى، شريطة أن تكون الغلبة للعقل والعقلانية في النهاية.
وتضيف أنه في الظروف الطارئة الراهنة، وفي وجه الانحياز الأمريكي الواضح لصالح إسرائيل وضد الفلسطينيين، لا سبيل للخروج من الأزمة إلا بتصعيد الضغوط الدولية، كانضمام البلدان العربية لخطة السلام السعودية وانتقادات الاتحاد الأوروبي لمنطق الحرب الإسرائيلية أو إلى القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي الذي أفلت من حق الرفض أو الفيتو الأمريكي.
وتتسائل صحيفة "الفانت كاتر إير" (24 ساعة): ماذا تنتظر هذه الأطراف كي توحد الجهود والصفوف لفرض إرادتها على الموقف؟
وعلى هذا الصعيد تلاحظ صحيفة دير بوند التي تصدر في برن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون يتخذ مثل حماس أو الجهاد، نفس الموقف الرافض لاتفاقيات أوسلو وأنه يقود إسرائيل حاليا إلى مستنقع كالمستنقع اللبناني في عام اثنين وثمانين حيث كانت النتائج رغم الانتصار العسكري، مرارة سياسية لإسرائيل.
وتتوصل الصحيفة للاستنتاج أن آرييل شارون يستطيع إذلال الشعب الفلسطيني ولا يستطيع طرده، وأنه سيجد نفسه في يوم من الأيام مكرها على التعايش مع الفلسطينيين، تحت الضغط الأمريكي أو بدونه.
وبالتالي تنفرد صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ الصادرة في زيوريخ بتعقيب كامل هذه الساعة، على مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون من عروض القمة العربية الأخيرة في بيروت وتقول: إن المتطرفين الفلسطينيين الذين ترفض أغلبيتهم التسوية وحلول الوسط مع إسرائيل قد ردّوا على عروض القمة العربية في بيروت، بتصعيد الهجمات الدامية ضد إسرائيل.
لكن آرييل شارون يجب أن يرد على تلك العروض ردا بَنّاءا وأكثر إيجابية، وإلا فانه سيواجه نفس التهم التي واجهها ياسر عرفات بعد كامب ديفيد وهي أنه أضاع فرصة جديدة من فرص إحلال السلام في المنطقة.
جورج أنضوني

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.