مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أربعة وعشرون قتيلا .. على الأرجح

بقايا حطام الطائرة المنكوبة وسط الغابة بعد انتهاء أعمال الاطفاء وتضاؤل الآمال في العثور على أحياء آخرين Keystone

مع حلول مساء الأحد أكدت مصادر الشرطة في كانتون زيورخ أنها أوقفت عمليات البحث عن ناجين، بعد العثور على عشر جثث وتسعة مصابين، وهو ما يعني أن المفقودين الأربعة عشر في عداد الموتى، ومن بينهم نائب عمدة مدينة تل أبيب وعالمان إسرائيليان ومغنية بوب مشهورة.

ثمان وعشرون مسافرا كانوا على متن الطائرة التابعة لشركة كروس اير من طراز “جومبولينو” من جنسيات مختلفة فإلى جانب السويسريون تواجد على متنها أيضا مسافرون من ألمانيا والنمسا وهولندا وكندا وغانا إسرائيل.

من ابرز ركاب الطائرة المفقودين نائب عمدة مدينة تل أبيب أفيشاي بيركمان وعميد الجامعة العبرية للطب ياكوف متسنر والبروفيسور أميرام إيلدور، وهما من كبار المتخصصين على مستوى العالم في أمراض الدم، كما كان الدكتور أميرام ايلدور يشغل منصب رئيس قسم أمراض الدم في مستشفى أيشيلوف في تل أبيب وذاع صيته في الأوساط العلمية بسبب أبحاثه المتميزة في هذا المجال.

من ناحية أخرى أكدت الأوساط الموسيقية في برلين بأن مغنية البوب ميلاني ثورنتون التي تحمل الجنسيتين الألمانية والأمريكية كانت على متن الطائرة وهي أيضا في عداد المفقودين.

ولم تسمح السلطات السويسرية حتى مساء الأحد بالإعلان عن أسماء جميع الضحايا بالتفصيل إلا بعد موافقة أقاربهم، طبقا للقانون السويسري و اكتفت بالاعلان عن جنسيات الضحايا وهم اثنان من هولندا وراكب من كل من كندا وغانا والنمسا والسويد واسبانيا، إضافة إلى عشرة سويسريين وثلاثة عشر راكب ألماني وثلاثة اسرائيليين.


المحققون يواصلون البحث عن أسباب وقوع الكارثة، حيث أفادت المعلومات الأولية أن الطائرة وقت سقوطها كانت تحلق على ارتفاع منخفض جدا، وتقول الفرضية الأولى لأسباب الحادث بأنه من المحتمل أن يكون أحد أطراف جناحيها اصطدم بشجرة ضخمة مما أدى إلى اختلال توازنها ومن ثم سقوطها وسط غابة.

الطائرة المنكوبة انطلقت من مطار برلين في الساعة التاسعة من مساء السبت بحمولة تصل إلى ثلث الحد الأقصى لعدد ركابها، ويشير المسؤولون عن الطيران المدني السويسري بان الاتصال مع الطائرة كان على ما يرام حتى وقوع الحادث، ومن المتوقع أن تتكشف المزيد من التفاصيل عقب فحص محتوى الصندوق الأسود للطائرة التي تم العثور عليه في حالة جيدة.

حادث في وقت حرج

ويأتي هذا الحادث في وقت تحاول فيه صناعة الطيران المدني السويسري الوقوف على قدميها مجددا بعد انهيار سويس اير وتعلقت الآمال بشركة كروس أير لتكون عصب شركة طيران وطنية جديدة، حيث تسود المخاوف من احجام المسافرين على استخدام الطائرات السويسرية والاستعانة بوسائل نقل أخرى، إذا لم يكن السفر بالطائرة ضرورة ملحة.

خبراء الطيران المدني السويسري أعلنوا بأن الطقس وقت وقوع الحادث لم يكن سيئا بحيث يحول دون رؤية جيدة، إلا أنه من المحتمل أن الطريق الجوي الجديد الذي يتحتم على الطائرات استخدامه بعد توقيع اتفاقية تحديد ساعات الطيران والحد من الضوضاء في منطقة جنوب ألمانيا، لا يتمتع بنفس مواصفات الطريق العادي الذي تسلكه الطائرات بين الساعة السادسة صباحا والعاشرة ليلا، و في أول رد فعل عملي قررت سلطات الطيران المدني السويسري اغلاق الطريق الجديد أمام الملاحة الجوية انتظارا لنتائج التحقيقات.

أحد خبراء الطيران وصف الفرق بين الطريق الجوي الجديد الذي يجب على الطائرات استخدامه طبقا للاتفاقية الألمانية السويسرية و الطريق العادي بأنه مثل الفرق بين قيادة السيارة على الطرق السريع حيث لا يتوقع السائق الكثير من المفارقات، والقيادة باستخدام طريق عادي حيث يجب على السائق أن يكون حريصا أكثر، وهو ما يعني بلغة الطيران عدم الاعتماد على النظام الآلي للطائرة بشكل كامل في حال استخدام الطريق الجديد.

الحادث قد يفتح مجددا ملف معارضة الاتفاق الالماني السويسري بعد أن استغرقت المفاوضات المتعلقة به أكثر من عشرة أعوام استخدم فيها الطرفان كافة وسائل الضغط ضد الآخر، إلى أن توصلا إلى صيغة وصفها أكثر المراقبين تشاؤما بأنها أفضل الحلول الوسط.

سويس انفو مع الوكالات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية