مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الأغاني السويسرية تشد اهتمام الجمهور الفرنكفوني في قطر

السفير السويسري لدى قطر مارتن أشباخير (الثاني من اليمين) بعد تسليم المؤلفات الأدبية إلى مكتبة المعهد الفرنسي في الدوحة. swissinfo.ch

"نرغب في الحياة، نرغب في أن نكون أحرارا... أحرارا في اختلافنا... اختلاف الأجساد كما اختلاف الميولات".. بهذه العبارات صدح صوت المُغنية السويسرية سيلينا رامساوررابط خارجي الواقفة على مُدرج المسرح الوطني، أكبر مسارح قطر، وسط جمهور كثيف من متذوقي الموسيقى الغربية.

كانت تلك الكلمات بعضا من أغنية “معا” التي شدت بها سيلينا أسماع الجمهور، إلى جانب أغاني أخرى لقيت استحسانا كبيرا من الحضور في السهرة التي اندرجت في إطار الأسبوع الفرنكفوني الذي احتضنته قطر من 21 إلى 27 مارس 2015.

الفرنكفونيون في قطر

يتوزع المتحدثون كليا أو جزئيا بالفرنسية في قطر على الجنسيات التالية:

فرنسا: 2000

لبنان: 35000 يتحدث 60 في المائة منهم لغة فولتير

الجزائر: 30000

تونس: 20000

المغرب: 35000

سويسرا: 200

بلجيكا: 400

“اختراق” فرنكوفوني

للعام الثاني على التوالي تقيم سفارات البلدان الفرنكفونية، وفي مقدمتها سويسرا، أسبوعا ثقافيا في قطر، بعدما حققت التجربة الأولى في السنة الماضية اختراقا غير متوقع في بلد تتبوأ فيه الإنجليزية الرتبة الأولى بلا منازع بين اللغات الأجنبية. حضر الحفلة السويسرية جمهور متنوع ضم أوروبيين وقطريين وعربا من المغرب العربي وكذلك من لبنان. وفي بداية الحفلة صعد على خشبة المسرح، إلى جانب أعضاء الفرقة الموسيقية الأربعة، براعم من طلاب ثانوية “فولتير” الفرنسية في الدوحة، أنشدوا مع سيلينا إحدى الأغاني المشهورة، قبل أن تنطلق هي بمفردها طوال أكثر من ساعة في أداء أغاني منوعة وضعت معظم كلماتها بنفسها.

المغنية السويسريةرابط خارجي تعاطت ببساطة وحميمية مع الجمهور فكانت تتوقف بين أغنية وأخرى لتروي قصصا عاشتها مع جدها، أو نصائح اجتماعية سمعتها من محيطها في كانتون فالي الأوسط Valais central الذي ولدت وكبرت فيه، أو في رحلاتها عبر العالم، والتي أثرت في حياتها ومسارها الفني. وأضفى ذلك الأسلوب المرح مناخا من الإلف والحرارة على علاقتها مع الجمهور. في الأثناء، أبدى الأكاديمي القطري ناصر المهندي إعجابه بالحفلة وقال لـ swissinfo.ch: “إن السهرة كانت اكتشافا جميلا”، رغم أنه لم يفهم كلمات الأغاني.

بالإضافة إلى حفلة سيلينا رامساور، اشتمل الأسبوع الفرنكفوني على فعاليات أخرى بينها الحفلة التي أقيمت في مقر المعهد الفرنسي بقطر وسلم خلالها سفيرا سويسرا مارتن أشباخير وكندا أندري ديبوا عشرات المؤلفات الأدبية الصادرة في البلدين باللغة الفرنسية إلى مكتبة المعهد. وقال السفير أشباخير مُعلقا على هذه الحركة: “إن الكتب الجديدة ستُعزز رصيد المكتبة التي تضم حاليا 6000 كتاب بلغة فولتير”. وأضاف أن “نجاح إقامة الأسبوع الفرنكفوني الأول في الدوحة السنة الماضية هو الذي حفّز الدول المعنية على تجديد التجربة هذه السنة”. كما أكد أنه “سعيد بالمساهمة في هذا العمل التكاملي بين السفارات لخدمة مصالح المجموعة الفرنكفونية في قطر”.

إذاعة بالفرنسية

أما شريف قسطل مدير المعهد الفرنسي بالدوحة فعبر في كلمة ألقاها خلال الحفلة عن امتنانه للسفارتين السويسرية والكندية من أجل جهودهما لتعزيز الحضور الفرنكفوني في الدوحة، مشيرا إلى أن “200 ألف شخص من المقيمين في قطر يتحدثون لغة روسو”، بحسب تقديراته. وهؤلاء هم فرنسيون وجزائريون ومغاربة وتونسيون ولبنانيون وسويسريون وكنديون وبلجيكيون.

عشرون مؤسسة

تعمل في قطر عشرون مؤسسة سويسرية كبيرة من بينها شركة ABB ومصرف “كريدي سويس” والمجموعة الفندقية “موفنبيك”.

في المقابل، يستثمر القطريون في سويسرا وخاصة في العقار والفنادق والبنوك وبشكل أخص في “كريدي سويس”، ثاني أكبر المصارف في الكنفدرالية.

ومع تزايد أعداد الفرنكفونيين في الدولة، فصلت السلطات البرنامج الفرنسي في الإذاعة القطرية عن سائر البرامج الأخرى وأنشأت له إذاعة مستقلة لا تنطق إلا بالفرنسية، يُديرها الإعلامي الجزائري مبروك زياني. وتُعتبر إذاعة “أوريكس أف أم”،رابط خارجي المقتبسة من الإسم الفرنسي للمها Oryx، ذاك الحيوان الذي تشتهر به قطر وتضعه رمزا على طائراتها، الإذاعة الفرنكفونية الوحيدة في منطقة الخليج بأكملها.

أربع ثانويات

ومن مظاهر انتشار اللغة الفرنسية في قطر، التي يتكلمها كثير من المسؤولين الرسميين مثل وزير الثقافة والنائب العام، وجود ثانويتين تُدرسان بالفرنسية هما “بونابرت” و”فولتير”، إلى جانب الثانويتين اللبنانية والتونسية اللتين تُدرّسان بعض المقررات بالفرنسية أيضا.

أكثر من ذلك انضمت قطر إلى المنظمة الدولية للفرنكفونيةرابط خارجي اعتبارا من القمة الرابعة عشرة للمنظمة في عام 2012 وأحرزت آليا على وضع “العضو المشارك” من دون المرور بمقعد “العضو المراقب”، ما أثار جدلا في الأوساط الإعلامية وتململا في الأوساط السياسية في باريس. 

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية