مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أفكار وخبرات سويسرية في خدمة تحالف عالمي لمكافحة الإرهاب

كانت القارة الأوروبية في العقد الأخير هدفا لهجمات إرهابية في مدريد يوم 11 مارس 2004 (الصورة) ولندن يوم 7 يوليو 2005. Keystone

عززت سويسرا استراتيجياتها في مجال مكافحة الإرهاب من خلال انضمامها إلى 28 بلدا والاتحاد الأوروبي لإنشاء تحالف متعدد الجنسيات.

وبمناسبة إطلاق المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب مؤخرا في نيويورك، أعربت رئيسة الكنفدرالية السويسرية ووزيرة خارجيتها ميشين كالمي ري عن قناعتها بأن المنتدى سوف يثبت قريبا بأنه “عنصر لا غنى عنه في الحرب ضد الإرهاب”.

ستكون الأمم المتحدة شريكا وثيقا للمنتدى الحديث التأسيس. وينظر لهذه المجموعة الجديدة كوسيلة لتنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب لعام 2006 (انظر العمود يسار الصفحة) ولتعزيز جهود أخرى متعددة الأطراف.

أعلنت السيدة كالمي ري في الكلمة التي ألقتها بمناسبة إطلاق المنتدى في نيويورك يوم 19 سبتمبر الماضي أن سويسرا تعتزم تنظيم اجتماع للدول الأعضاء، والأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى لتشجيع تحسين العلاقات بين جميع الأطراف ولتحقيق تنسيق أفضل لجهود مكافحة الإرهاب.

وسيكون الاجتماع الذي سيعقد في سويسرا في شهر نوفمبر المقبل أول لقاء يركز على العلاقة بين أعضاء المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب وأطراف متعددة أخرى مشاركة في محاربة الإرهاب. وأكد الساهرون على المنتدى أن الاستجابة للمقترح السويسري كانت إيجابية.

وجاء في بيان للمنتدى توصلت به swissinfo.ch عبر البريد الإلكتروني أن “جميع أعضاء المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب يتفقون على الحاجة إلــى ضمان أن (تسهم) جهود المنتدى ومجموعات العمل التابعة له في تكميل وتعزيز مساعي الأمم المتحدة وغيرها من الهيئات الأخرى متعددة الأطراف ذات الصلة”.

علاقات ثنائية وطيدة

وفي الأساس، تم إنشاء المنتدى بقيادة الولايات المتحدة وتركيا، كمكان لتبادل الخبرات والتجارب والاستراتيجيات. وضمن هذا السياق، أوضحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أثنــاء إطلاق المنتدى أنه هذا الأخير يهدف إلــى “بناء شبكة دولية لمكافحة الإرهاب الدولي بنفس المهارة ونفس القدرة على التكيف اللتين (يتمتع بهما) خصومنا”، مضيفة أن هذا يتطلب “تعاونا ثنائيا قويا”.

وقد تم تحديد هدفين رئيسيين اثنين للمنتدى. الأول يتمثل في فتح مركز تدريب وأبحاث متعدد الأطراف يركز على التطرف العنيف، وهو سيكون الأول من نوعه على الإطلاق وسيتخذ من أبو ظبي مقرا له.

أما الهدف الرئيسي الثاني فهو ذو صلة مباشرة بالربيع العربي، بحيث يعتزم المنتدى دعم البلدان التي تمر بمرحلة انتقالية بعد سقوط الأنظمة الديكتاتورية التي كانت قائمة فيها.

ولتركيز الأنشطة، تم إنشاء خمس مجموعات عمل للتركيز على العدالة الجنائية، ومكافحة التطرف العنيف والأيديولوجيات الإرهابية، وبناء القدرات في منطقة الساحل في إفريقيا، والقرن الإفريقي، وجنوب شرق آسيا.

وستلتقي كل مجموعات العمل هاته في الأشهر المقبلة، وستكون مفتوحة أمام الدول غير الأعضاء. (العديد من البلدان الأكثر تضررا من الإرهاب، مثل أفغانستان ليست من بين أعضاء المنتدى الدولي لمكافحة الإرهاب).

“دور هام”

وجاء أيضا في بيان المنتدى أنه من المتوقع  أن تكون سويسرا “عضوا نشطا وبناءا”، قبل أن يضيف: “بالإضافة إلى تقديم خبرات كبيرة، في مجال سيادة القانون والقضايا المتصلة بالعدالة الجنائية، على سبيل المثال، تعتبر سويسرا نشطة جدا على جبهة بناء القدرات، وسوف تلعب بالتالي دورا هاما في مختلف مجموعات العمل الإقليمية للمنتدى التي تركز على بناء القدرات”.

وقالت كالمي ري إن المنتدى من شأنه أن يكمل آليات أخرى قائمة، ولكنها حذرت من أنه لا يمكن إحراز تقدم إلا “بطريقة شاملة ومنسقة، تقوم على سيادة القانو واحترام حقوق الإنسان”.

وقد كررت سويسرا مرة أخرى الدعوة إلــى احترام حقوق الإنسان في الاجتماع الخاص الذي عقدته لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن الدولي يوم 28 سبتمبر الماضي، بمناسبة الذكرى العاشرة لقرار مجلس الأمن رقم 1373 – وهو الإجراء المناهض للإرهاب الذي اعتُمد في أعقاب هجمات 11 سبتمبر الإرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد أشاد الممثل الدائم لسويسرا لدى الأمم المتحدة بول سيغر محاولات مجلس الأمن إدراج حماية حقوق الإنسان ضمن استراتيجية مكافحة الإرهاب، قائلا إن الأمرين “يكملان ويعززان بعضهما البعض”.

وأضاف سيغر أمام اللجنة أن الذكرى العاشرة لاعتماد قرار مجلس الأمن هي أيضا “فرصة فريدة لتقييم” الجهود التي بذلتها الأمم المتحدة حتى الآن في مجال مكافحة الإرهاب.

وأضاف سيغر أمام اللجنة أن الذكرى العاشرة لاعتماد قرار مجلس الأمن هي أيضا “فرصة فريدة لتقييم” الجهود التي بذلتها الأمم المتحدة حتى الآن في مجال مكافحة الإرهاب. ونوه سيغر مُجددا إلى مساعي سويسرا الهادفة إلى الدفع نحو التعاون والتنسيق بين مختلف جهود مكافحة الإرهاب مع منظومة الأمم المتحدة.

ويشار ضمن هذا الإطار إلى أن سويسرا شاركت في تمويل دراسة حول هذا الموضوع أنجزها مركز غير ربحي، وركزت على التعاون العالمي لمحاربة الإرهاب. كما أنها تعتزم طرح أفكار لتحسين أداء الأمم المتحدة.

الأعضاء الثلاثون المؤسسون للمنتدى (GCTF)هم:

الجزائر – استراليا – البحرين – كندا – الصين – كولومبيا – الدنمرك – مصر – الاتحاد الأوروبي – فرنسا – ألمانيا – الهند – أندونسيا – إيطاليا – اليابان – الأردن – المغرب – هولنـدا – نيوزيلاندا – نيجيريا – باكستان – قطر – روسيا – المملكة العربية السعودية – جنوب إفريقيا – إسبانيا – سويسرا – تركيا – الإمارات العربية المتحدة – الولايات المتحدة الأمريكية.

.

“إن مكافحة آفة الإرهاب أمر يهم كل الأمم، وقد ظلت المسألة على جدول الأعمال الدولي لعدة عقود. ودخلت مرحلة تاريخية في عام 2006 عندما وافقت جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لأول مرة على استراتيجية عالمية لتنسيق جهودها لمكافحة الإرهاب.

وتتضمن الاستراتيجية توصيات عملية في أربعة مجالات رئيسية:

– معالجة الظروف المؤدية إلى إنتشار الإرهاب

– منع الإرهاب ومكافحته

– بناء قدرات الدول على منع الإرهاب ومكافحته وتعزيز دور منظومة الأمم المتحدة في هذا الصدد

– ضمان إحترام حقوق الإنسان للجميع وسيادة القانون أثناء مكافحة الإرهاب

وتضطلع لجنة مكافحة الإرهاب بدور مهم في هذه الإستراتيجية، من خلال مساعدة البلدان على تنفيذ التدابير الرامية إلى تعزيز قدرتها القانونية والمؤسسية على مكافحة الأنشطة الإرهابية.”

(المصدر: الأمم المتحدة)

تنسق وزارة الخارجية السويسرية أنشطة مكافحة الإرهاب السويسرية.

صادقت سويسرا على 16 من الاتفاقيات والبروتوكالات الأممية العالمية لمكافحة أشكال محددة من الإرهاب. كما أبرمت اتفاقات ثنائية محددة مع دول منفردة وتشارك أيضا في جهود الشرطة الأوروبية “يوروبول” ونظام “شنغن”.

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة استراتيجية مكافحة الإرهاب في عام 2006، وكمساهمة منها في هذه الاستراتجية، أطلقت سويسرا في عام 2007 عملية دولية لتحقيق تعاون عالمي في مجال مكافحة الإرهاب، بالتعاون مع أربعة بلدان أخرى. وكانت العملية تهدف إلى مراجعة مساهمات الأمم المتحدة في مكافحة الإهاب وإيجاد السبل الكفيلة بجعل مؤسساتها أكثر ملائمة مع استراتيجيات مكافحة الإرهاب الوطنية.

قدمت سويسرا نتائج هذه العملية للأمم المتحدة في عام 2008 مرفقة بـ 19 اقتراحا، من بينهم إنشاء منصة أممية جديدة لتسهيل المحادثات منسقي مكافحة الإرهاب في الدول الأعضاء.

(المصدر: وزارة الخارجية السويسرية)

(ترجمته من الإنجليزية وعالجته إصلاح بخات)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية