أوربان يستقبل القادة الأوروبيين في بودابست هذا الأسبوع في أجواء متوترة
يستعدّ رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان لاستضافة عشرات القادة الأوروبيين في بودابست في فترة لاحقة هذا الأسبوع، فيما تزداد علاقاته بزعماء التكتّل الأوروبي توتّرا لكنه يزداد ثقة بفعل إعلان “صديقه العزيز” دونالد ترامب فوزه بالانتخابات الأميركية.
يواجه الزعيم القومي المعروف بإعجابه بدونالد ترامب انتقادات لاذعة لإخلاله بالقواعد المعمول بها منذ تولّي بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي. وقد زار موسكو فور تكليفه هذه المهام الممتدة ستة أشهر في تموز/يوليو. وبسبب مهاجمته سياسات المفوضية الأوروبية ونظراءه مرارا وتكرارا، بات معزولا.
وتستضيف المجر قمّة المجموعة السياسية الأوروبية الخميس يليها اجتماع غير رسمي لقادة الاتحاد الأوروبي الجمعة.
وتعقد اللقاءات في مجمّع بوشكاش في بودابست الذي يضمّ ملعب كرة قدم سمّي على اسم اللاعب المجري الاسباني الشهير فيرينس بوشكاش، ما يعكس شغف أوربان الكبير بهذه الرياضة.
ولا شكّ في أن نتيجة الانتخابات الأميركية ستطغى على نقاشات جدول الأعمل وفي أن فوز ترامب سيمنح أوربان “ميزة واضحة” خلال الاجتماعات المقبلة، على ما قال لوكاس ماتسيك المحلّل في معهد جاك دولور لوكالة فرانس برس.
– “الصديق العزيز” ترامب –
يعوّل أوربان، الزعيم الوحيد في الاتحاد الأوروبي الذي حافظ على علاقته القوية بروسيا بعد اجتياحها أوكرانيا، على “الصديق العزيز” ترامب ليخرج منتصرا.
وكتب على “فيسبوك” الأربعاء بعد إعلان فوز المرشح الجمهوري بولايتي بنسلفانيا وكارولاينا الشمالية الحاسمتين “إنها على الأرجح أعظم عودة في تاريخ السياسة في الغرب”.
وأضاف “هدّدوه بالسجن وأخذوا منه أصوله وحاولوا قتله وتجندّت الأوساط الإعلامية الأميركية كافة ضدّه ورغم كلّ ذلك، انتصر”.
وأشار لوكاس ماتسيك إلى أن أوربان جازف بدعمه المطلق لترامب، فلو فازت المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس، “لكان ذلك أضعفه حتّى على الصعيد الداخلي”.
وتعهّدت المجر الاستفادة من تولّيها الرئاسة الدورية للدفع قدما بـ”رؤيتها لأوروبا” تحت شعار “لنجعل أوروبا عظيمة مجددا” المستوحى من الرئيس الجمهوري المنتخب.
ويتوقّع أوربان الذي يعارض تقديم مساعدات عسكرية لكييف أن تجلب عودة دونالد ترامب إلى الحكم السلام لأوكرانيا، آملا أن يدفع ذلك الاتحاد الأوروبي إلى إعادة النظر في موقفه من الحرب.
وقال في تصريحات أدلى بها نهاية الأسبوع للإذاعة الرسمية “إذا انتقل الأميركيون للسلام، فعلينا أن نتأقلم” مع الوضع المستجدّ.
وتشير تكهّنات إلى احتمال أن يحاول أوربان تنظيم اتصال عبر الفيديو بترامب.
وقال دبلوماسي أوروبي لوكالة فرانس برس “أوربان معروف بمبادرات كهذه، لكن من الصعب تنظيم الأمر في إطار قمّة رسمية. وقد يتصل بترامب بشكل ثنائي”.
غير أن دبلوماسيا آخر شدّد على أن المجر “تلتزم عادة البرنامج وترتيب جدول الأعمال” عند تولّي رئاسة الاجتماعات.
– “فكرة جيّدة زائفة” –
في تموز/يوليو، أثار أوربان سخط الزعماء الأوروبيين باعتماده خطّا مخالفا للنهج الدبلوماسي السائد مع زيارة موسكو في مسعى إلى استكشاف سبيل لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأشعل غضبهم مجددا الشهر الماضي إثر سفره إلى تبيليسي للإعراب عن دعمه للحزب الحاكم في جورجيا على خلفية انتخابات برلمانية ساخنة.
وفي حين ندّد المراقبون الدوليون والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالتجاوزات التي شابت الانتخابات مطالبين بتحقيق شامل، أعلن أوربان من جهته أن عملية التصويت كانت “حرّة وديموقراطية”.
واتّهم بروكسل علنا بالسعي إلى فرض “حكومة دمى” تتحكّم بزمامها في المجر.
ورغم الأجواء المشحونة بالتوتّر، من المستبعد أن تتأثّر الاجتماعات في بودابست بالمقاطعة غير الرسمية للرئاسة المجرية بعدما دأب عدّة وزراء ومسؤولين رفيعي المستوى على عدم حضور الاجتماعات المنظمة في هذا السياق.
والأسبوع الماضي، حذّر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال من مقاطعة الاجتماع باعتبارها “فكرة جيّدة زائفة”.
غير أن المحلّل ماتسيك لفت إلى أن “الصبر بدأ ينفد” إزاء الزعيم المجري وسيتوجّب “في وقت ما على الاتحاد الأوروبي زيادة الضغوط”.
وتوقّع أن تسود “أجواء فاترة” اجتماعات بروكسل لكن “ماء الوجه سيحفظ بالحدّ الأدنى كما هي الحال دائما في مناسبات كهذه”.
وقال “سيجد كثير من المشاركين سبلا ليفهموا أوربان عدم موافقتهم”.
انب-ديل-روس/م ن/ب ق