أول مناورات عسكرية للفصائل الفلسطينية بالذخيرة الحية في قطاع غزة
أجرت الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة الثلاثاء مناورات عسكرية بالذخيرة الحية هي الأولى من نوعها في القطاع الساحلي تزامنا مع الذكرى السنوية ال12 للحرب الإسرائيلية على غزة في نهاية 2008.
وأبرز الفصائل المشاركة في المناورات كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وقبيل بدء المناورات، أعلن المتحدث باسم سرايا القدس أبو حمزة في بيان تلاه أمام الصحافيين باسم الفصائل الفلسطينية المسلحة، “انطلاق مناورات +الركن الشديد+ التي ينفذها مقاتلونا ومجاهدونا من كافة الأجنحة العسكرية تحت قيادة الغرفة المشتركة” التي تضم 14 فصيلا.
وبدأت المناورات بإطلاق رشقة من الصواريخ المتعددة المدى باتجاه البحر من منصات تحت الأرض في منطقة طيبة التي كانت توجد عليها سابقا مستوطنة نتساريم جنوب غرب مدينة غزة قبل الانسحاب الاسرائيلي من غزة.
وشملت إطلاق صواريخ مضادة للدروع من نوع “كورنيت” وتمرينا شارك فيه نحو خمسين مقاتلا يحاكي مواجهة فرقة بحرية إسرائيلية وعملية خطف جندي مصاب أثناء اشتباك مسلح.
وقال عضو في غرفة العمليات المشتركة لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه، إن “مئات العناصر المقاتلين” شاركوا في التدريبات.
وأوضح أنه تمّ خلال المناورات التي تستمر 12 ساعة، “إطلاق عدة صواريخ تجريبية مختلفة المدى يبلغ مدى بعضها حوالي مئتي كلم”.
ومع بدء المناورات، اتخذت وزارة الداخلية التابعة لحماس جملة من الإجراءات الميدانية من بينها إغلاق البحر أمام المواطنين والصيادين، وإغلاق الشارع الرئيسي الساحلي الممتد من شمال القطاع إلى جنوبه، إلى جانب إخلاء المقرات الأمنية والشرطية في القطاع.
– “نواة جيش” –
وأكد العضو في الغرفة المشتركة أن مناوارات اليوم “واحدة من عدة مناورات عسكرية ستجرى في الأشهر المقبلة”، موضحا أنها “تمهد لتشكيل نواة لجيش فلسطيني موحد”.
وداخل موقع لكتائب القسام في رفح في جنوب القطاع، نفذ عشرات المقاتلين مناورة بالذخيرة الحية والقذائف تحاكي عملية اشتباك مع رتل دبابات إسرائيلية توغلت داخل قطاع غزة، وكذلك اقتحام موقع عسكري إسرائيلي حدودي.
وأوضح أبو حمزة أن هذه المناورات “تنفذ بالذخيرة الحية عبر سيناريوهات متعددة ومتنوعة على امتداد قطاع غزة من شماله إلى جنوبه (…) وتحاكي تهديدات العدو المتوقعة”.
وتابع أن “المناورات الدفاعية” التي “تهدف إلى رفع كفاءة وقدرة مقاتلي المقاومة للقتال في مختلف الظروف والأوقات”، هي “تأكيد على جهوزية المقاومة للدفاع عن شعبنا في كل الأحوال وتحت كافة الظروف”، مؤكدا أن “قيادة المقاومة جاهزة لخوض أية معركة للدفاع عن شعبنا وأرضنا”.
ورأى محللون في المناورة محاولة لإيصال رسالة حول تنامي قوة حماس العسكرية.
وتسيطر حماس على قطاع غزة الفقير والمحاصر من إسرائيل منذ 2007. وخاضت خلال هذه الفترة ثلاث حروب مع الدولة العبرية.
– “القطاع ما زال حيا” –
ويقول الباحث في الشؤون العسكرية إبراهيم حبيب أن “المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام، تريد تثبيت قواعد أساسية للاشتباك مع العدو: القصف بالقصف والفعل بمثله”. لكنه رأى أن نجاح المناورات يتوقف على “الدعم السياسي والجماهيري”.
ويضيف أن هذه المناورات “قد تؤدي إلى دمج بعض القوى الكبرى مع بعضها لتكون نواة جيش”.
ويؤكد أستاذ العلوم السياسية جمال الفاضي أن هدف حماس هو تأكيد أن “القطاع ما زال حيا بمقاومته ويجب أخذ هذا الأمر في الاعتبار في أي تغييرات سياسية إقليميا”.
ويشير الى أن “المقاومة أرادت أيضا تهيئة الشعب عمليا للتعامل مع أي مواجهة عسكرية أو حرب مع إسرائيل”.
وأثناء التمارين العسكرية التي جرت في مناطق مختلفة في القطاع، حلقت طائرات مسيرة صغيرة عدة طبع عليها شعار كتائب القسام، على ارتفاعات منخفضة.
وشهدت الأسابيع الماضية تصعيدا بين قاع غزة وإسرائيل عبر إطلاق صواريخ من غزة ورد إسرائيل بغارات على مواقع لحماس في القطاع.
وتأسر حماس أربعة إسرائيليين بينهم جنديان تقول إسرائيل إنهما قتلا في حرب 2014.
وتوصلت إسرائيل وحماس بوساطة قطرية في مطلع أيلول/سبتمبر إلى اتفاق لإعادة العمل باتفاق تهدئة أرسته أصلا وساطة مصرية.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش الإسرئايلي رفع درجة التأهب بين عناصره بسبب التدريبات. ولم يعلق الجيش، ردا على سؤال لفرانس برس، على الموضوع على الفور.