مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أولُ مؤتمر فرنكوفوني في سويسرا

picswiss.ch

تستضيف سويسرا لأول مرة يومي 12 و13 ديسمبر المؤتمر الوزاري للفرنكوفونية بمشاركة أكثر من 300 شخصية من بينها 30 وزيرا يمثلون الدول والحكومات الأعضاء في المنظمة الدولية الفرنكوفونية.

وسيودع المُؤتمر بالمناسبة الأمين العام للمنظمة بطرس بطرس غالي الذي سيحل محله الرئيس السنغالي السابق عبدو ضيوف.

افتتُحت يوم الخميس 12 ديسمبر في مدينة لوزان السويسرية أعمالُ المؤتمر الوزاري الثامن عشر للفرنكوفونية، برئاسة وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة ومشاركة وزراء خارجية أو وزراء الفرانكوفونية في الدول والحكومات الـ56 الأعضاء في المنظمة الدولية للفرنكوفونية.

وهذه هي المرة الأولى التي يُعقد فيها هذا المؤتمر في سويسرا مع أنها التحقت بالمنظمة قبل 13 عاما. كما أن المؤتمر سيعرف للمرة الأولى أيضا مُشاركة ممثلين عن ثلاث منظمات دولية وقعت اتفاقات تعاون مع المنظمة الدولية للفرنكوفونية، وهي مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية والمفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ولجنة الاتحاد الإفريقي.

مُتابعة قمة بيروت

وقد استقبل وزيرُ الخارجية السويسري جوزيف دايس نُظراءه الفرنكوفونيين صباح الخميس في “قصر بوليو” (Palais de Beaulieu) حيث افتتح الحفل بكلمة دعا فيها الدول الأعضاء إلى تعزيز فعالية المنظمة في مجال إدارة الأزمات والوقاية من النزاعات، مشددا على ضرورة “التوفر على وسائل ملموسة لترسيخ الديمقراطية وحقوق الإنسان في الفضاء الفرنكوفوني”.

وأعرب وزيرُ الخارجية السويسري عن إشادة بلاده بإثراء المُنظمة الفرنكوفونية خلال قمة باماكو (مالي، 2000) لطابعها الثقافي بـ”بُعد سياسي هام”. ويعتقد السيد دايس أن “القمة العالمية لمُجتمع الإعلام”، التي ستُعقد في مرحلة أولى في جنيف عام 2003 وفي تونس العاصمة عام 2005، ستُمثل مرحلة رئيسية في تطور المنظمة الدولية للفرنكوفونية.

ويهدفُ المؤتمر الوزاري في لوزان إلى مُتابعة وتنفيذ التعهدات والقرارات المنبثقة عن قمة الفرنكوفونية التاسعة التي انعقدت في بيروت في أكتوبر الماضي واتسمت بطابع سياسي محض. كما يعتزم وزراء الفرنكوفونية الدفاع عن فكرة إبرام معاهدة دولية حول التنوع الثقافي.

وقد أشاد رئيس المنظمة الفرنكوفونية ووزير الثقافة اللبناني غسان سلامة بنجاح القمة التاسعة للفرنكوفونية في بيروت التي “أبرزت أهمية التشاور على المُستوى الدولي وعرفت مشاركة قياسية للدول الأعضاء”.

وداعا بطرس بطرس غالي

على صعيد آخر، سيكون مؤتمر لوزان آخر محطة في مشوار السيد بطرس بطرس غالي على رأس الأمانة العامة لمنظمة الفرنكوفونية منذ عام 1997. فبعد نهاية ولايته، سيحل محله الرئيس السينغالي السابق عبدو ضيوف الذي انتخب لشغل هذا المنصب خلال قمة بيروت.

وقد أعرب السيد غالي عن امتنانه للسلطات الفدرالية السويسرية التي نظمت بالاشتراك مع كانتون جنيف ومدينة لوزان المؤتمر الوزاري الثامن عشر للفرنكوفونية قائلا: “إن الفرنكوفونية تشعر وكأنها في بيتها في هذا البلد الذي يمزج جيدا بين التعدد اللغوي والثقافي والديمقراطية.”

دفاع عن التنوع الثقافي السويسري

ويعدُّ التعدد الثقافي من بين أبرز محاور النقاش على جدول أعمال مؤتمر لوزان حيث يسعى المشاركون، كما سبق الذكر، إلى الدفاع عن فكرة إبرام معاهدة دولية حول التنوع الثقافي. ويقول السفير السويسري ايفين هوفر المُشارك في المؤتمر في هذا السياق: “لا توجد لحد الآن أية أداة، على مستوى العلاقات الدولية، توضح مضمون ومبادئ التنوع الثقافي”.

غير أن المنظمةَ الدّولية للفرنكوفونية لا تمتلكُ سُلطة إطلاق مثل هذه المعاهدة. في المُقابل، بوسع المنظمة إعطاء دفعة “قوية ولا لبس فيها” قد تسمح لاحقا بالتفاوض حول نص المعاهدة داخل مُنظمة التربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة “يونيسكو”.

مؤتمر لوزان هو أيضا مناسبة للسويسريين للدفاع عن التعدد الثقافي واللغوي الذي يميز بلادهم ولإبراز هذه القيم التي طالما دافعوا عنها. ويؤكد السفير هوفر ذلك بالقول: “لدينا تجربة ممتدة على قرون في هذا المجال. كما أن التنوع الثقافي مُدون بوضوح في دستورنا.”

ولئن كان السفير السويسري يعترف أن بلاده لا تستطيع “تصدير” هذه القيم جاهزة إلى الخارج، فانه على ثقة “أن السويسريين قادرون على الإفادة بتجربتهم لاثراء النقاش الدولي وتحقيق مشروع ملموس”. ويعتقد السفير السويسري انه إذا ما تحقق إطلاق المعاهدة الدولية حول التنوع الثقافي، فسيسمح ذلك بتفادي سيطرة ثقافة واحدة وبالاعتراف أن “الثراء يكمن في التنوع.”

إصلاح بخات – سويس انفو

تضم المنظمة الدولية للفرنكوفونية 56 دولة وحكومة.
التحقت سويسرا بالمنظمة عام 1989.
تساهم الكنفدرالية سنويا بـ6 مليون فرنك لتمويل النشاطات الفرنكوفونية لتحتل بذلك المرتبة الرابعة على لائحة الدول المانحة بعد فرنسا وبلجيكا وامارة كيبيك الكندية.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية