مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إيران والغرب.. من مشكلة كُـبرى إلى فرصة مُـحتملة

Keystone

"إنها فُـرصة وليست مُـشكلة"، هكذا وصف الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بلاده، بالنسبة للولايات المتحدة، فى حين اعتبر الرئيس أوباما أن "إيران ليست شفافة كما ينبغى، وإن استمر نهجها المراوِغ، فسوف تجِـد حزمة كبيرة من العقوبات، فضلا عن أن الخِـيار العسكرى لم يترك الطاولة بعدُ".

الكلمات على هذا النحو متباعِـدة، تحمِـل ترغيبا وتهدِئة من الجانب الإيراني، وتحمِـل تحذيرا وتصعيدا من الجانب الأمريكي.

الاختراق المُـهمّ

هكذا كان الوضْـع قبل غرّة أكتوبر، اليوم الذي شهد في جنيف اجتماع الدول الخمس، دائمة العضوية في مجلس الأمن، وألمانيا من جانب، وإيران من جانب آخر. أما في نهاية اليوم، فقد بدا أن الاجتماع حقّـق اختراقا مُهمّـا، عبّـر عنه خافيير سولانا، مفوِّض السياسة الخارجية الأوروبية بأنه يفتح الباب لحلّ مشكلة إيران النووية.

فمنشأة قُـم النووية، التي كانت سرية حتى يوم 21 سبتمبر الماضي والتي لم يكتمِـل بناءُها بعدُ، سُتفتح أمام المفتِّـشين الدوليين، والأهَـم، أن اتِّـفاقا لتخصيب اليورانيوم مُـنخفض التّـخصيب بنسبة 5% أو أقل، سيتم تخصيبه إلى 20% في بلد ثالث، غالبا روسيا، ثم يذهب جزء منه إلى فرنسا، ليتحوّل إلى وَقود نووي وجزء أخر يعودُ إلى إيران، ليُستخدَم في مفاعِـل نووي للأبحاث، يعمل في ظل رقابة الوكالة الدولية من أجل إنتاج نظير نووي للاستخدامات الطبية.

الاتفاق على هذا النحو، يعني أن إيران سوف تتعاون مع الغرب من أجل استِـكمال دورة الوَقود النووي لتشغيل محطّـتها النووية في بوشهر من جانب، وتشغيل منشآتها النووية الأخرى المخصّـصة لاستخدامات سِـلمية من جانب آخر.

وفي كل الأحوال، سيكون هناك ترابط مصلحي ووظيفي بين قُـدرات إيران السِّـلمية، الواقعة تحت الرقابة الدولية، وبين قُـدرات الغرب الأكثر تقدّما في المجال النووي، وهو ترابُـط يؤدّي، حسب تصريحاتٍ للبرادعي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى إزالة الشكوك حول النوايا الإيرانية، وهل تتّـجه إلى إنتاج سلاح نووي أم تكتفي فقط بالاستخدامات السِّـلمية.

اتِّـفاق قيْـد التفصيل

الاتفاق أيضا لم تُحسم تفاصيله بعدٌ، ولذا، فهناك جولة مُـباحثات أخرى في الوكالة الدولية قبل نهاية شهر أكتوبر الجاري، لوضع الاتِّـفاق في صورة كلية، قابِـلة للتنفيذ ومحدّدة الالتزامات والضوابِـط.

ورغم أن مسؤولين إيرانيين شكّـكوا في صيغة الاتِّـفاق وحجم كِـمية اليورانيوم الإيرانية، التى سيتِـم تخصيبها في البلد الثالث، فالواضح أن هناك اتِّـفاقا تمّ التوصّـل إليه في صِـيغ مبدئية، بدليل اعتبار الرئيس أوباما ووزيرة خارجيته، أن نتائج اجتماع جنيف حقّـقت تقدُّما، ولكنها تحتاج إلى مُـتابعة وجولات أخرى من الحِـوار.

وإلى حدّ ما يُـمكن النظر إلى الاتفاق بأنه قلّـل من المخاوف التي سادت مُـعظم شهر سبتمبر الماضي، حول احتمال حدوث ضربة عسكرية ضدّ البرنامج النووي الإيراني والتي ردّت عليها إيران، عمليا، قبل ثلاثة أيام من اجتماع جنيف بإجراء مناورة عسكرية تدريية باسم الرسول الأعظم ـ 4، وإجراء تجارب صاروخية أرض جَـو بعيدة المدى، شملت طُـرزا عدّة، من بينها صواريخ من طِـراز شهاب 3 ومداها 2000 كلم ويُـمكنها أن تصِـل إلى إسرائيل والقواعد الأمريكية فى الخليج، وهي المناورات التي اعتبرها الجنرال حسين سلامي، قائد القوات الجوية للحرس الثوري الإيراني، دليلا على قُـدرة بلاده لمُـواجهة أي عدوان عبْـر الرّدع الدِّفاعي الدائم.

الخيار العسكري رهن بالتعاون الإيراني

بيد أن استبعاد خِـيار الضربة العسكرية تماما، ما زال مرهونا بمدى التعاون الإيراني، سواء مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو في الاتفاق المفصّـل على تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج، ومِـن ثَـمَّ، إدماج الغرب في صُـلب خطوات القُـدرات النووية، وهما أمران بحاجة إلى عدّة أشهر، حدّدها الرئيس الأمريكي بثلاثة أشهر، لاختبار النوايا الإيرانية عبْـر الحوار، وبعدها، سيكون لكلِّ حادِث حديث.

وإلى حدّ ما يُـمكن النظر إلى نتائج اجتماع جنيف بأنها نجاح جزئي، لاستراتيجية أوباما في الحوار مع إيران بشأن برنامجها النووي لإزالة الغيوم والشكوك عنه، وإلى حدّ ما أيضا يُـمكن اعتبار النتائج نفسها بمثابة مزيج من الانتصار الجزئي والفشل الجزئي معا. فمن ناحية، الانتصار الجزئي لإيران. فاجتماع جنيف فتح باب الحِـوار المباشِـر مع الولايات المتحدة، وهو ما ركَّـزت عليه الصحافة الإيرانية كثيرا، إذ اعتبرته اختِـراقا دبلوماسيا مُـهمّـا يُحسب لإيران.

أما ناحية الفشل الجُـزئي، فهناك قبول بمبدإ التخصيب في الخارج، وهو الامر الذي عارضته إيران طويلا وكانت تنظر إليه كوسيلة لإفشال برنامجها النووي ووضعه تحت رحمة الغرب المُـستكبر. وفي تفسير ذلك، تبدو الضغوط السياسية التي مارستها موسكو على طهران بعد اتِّـفاقها مع واشنطن على وقف برنامج الدّرع الصاروخي، كسبب مباشر في تغيير وِجهة نظر إيران، فضلا عن استمرار التأكيدات الأمريكية والإسرائيلية، بأن الخِـيار العسكري لم تُـغلق أبوابه بعدُ، ناهيك عن أن العقوبات المشدّدة التي أنذر بها الغرب وقبِـلت بها موسكو، من حيث المبدإ، من شأنها أن تضع إيران في مأزق كبير قد يُـطيح بالعديد من المكاسِـب العِـلمية والإستراتيجية، التي حقّـقتها بالفعل في المجال النووي.

صفقة شاملة في الطريق.. ولكن!

ويظل التساؤُل مطروحا، هل تفتح اجتماعات جنيف بابا للتوصّـل إلى صفقة شامِـلة بين إيران والغرب، تنطوي على الاعتراف بدور إقليمى لإيران؟ السؤال كما هو معروف، مطروح منذ فترة طويلة تقترِب من العام، لاسيما منذ أن طُـرحت صيف 2008 صيغة الحوافِـز الشاملة من قِـبل الغرب والولايات المتحدة، مقابل وضع البرنامج النووي الإيراني برُمّـته تحت رقابة دولية صارِمة، ووَقف إيران للتّـخصيب على أراضيها، وهو ما رفضته إيران بشدّة، خاصة مطلَـب وقْـف التّـخصيب، وطالبت من جانبها أن يكون أي حوار مع الغرب شاملا لقضايا دولية وإقليمية، ولا يقتصِـر على البرنامج النووي الإيراني فحسب.

والمفهوم، أن اجتماعات جنيف، وإن ركّـزت على الشقّ النووي في أزمة الغرب مع إيران، لكنها تفتح أيضا نافِـذة تدريجية أمام البحث فى قضايا إقليمية ودولية أخرى. لكن المفهوم أيضا، أن البحث في مثل هذه القضايا سيظَـل مؤجّـلا إلى أن يطمئِـن الغرب، والولايات المتحدة تحديدا، على مستوى التعاون الإيراني النووي، وأن الدّور الإيراني قابِـل لأن يكون شريكا في قضايا أخرى.

أولويات مُـتعارضة

ومن المنظور الإيراني، فإن هذه الاجتماعات لابدّ أن تُـصاحبها اجتماعات أخرى، سياسية واقتصادية وأمنية وتِـقنية، وعبّـر عن ذلك الرئيس نجاد بقوله: “إنهم يريدون منّـا أن نتدخّـل مَـثلا في أفغانستان؟ ونحن لا نعرف ماذا يُـريدون مِـنا؟ إذ يجب الحوار حول ذلك”.

فى حين ركّـز مسؤول في الخارجية الإيرانية على أن بلاده ترى أولوية البحث في مُـجمل القضايا التي تعيشها المنطقة، وليس فقط البرنامج النووي الإيراني، لأن هناك ترابُـطا بينها جميعا، ولأن إيران لديها في كل ملف إقليمي مصالح حيوية، وهو أمر لم يُقبَـل بصورة جماعية من الأعضاء الستة الغربيين حتى اللحظة، إذ تمِـيل الولايات المتحدة إلى التركيز على الشقّ النووي وإحداث اختِـراق كبير فيه، ثمّ بعد ذلك، يأتى الدّور على الجوانب الأخرى تباعا.

أما روسيا والصين، وإلى حدٍّ ما ألمانيا وبريطانيا، فيميلون إلى إحداث دمْـج جُـزئي بين التطوّر في الجانب النووي والجوانِـب الأخرى، التي ستتضمّـنها أيّـة صفقة مع إيران لاحقا.

طموحات إيرانية وردْع عربي غائِـب

وليس جديدا طُـموح إيران أن تـقايض برنامجها النووي مع دور إقليمي عالمي في آن واحد، يقبل به الغرب والشرق على السواء، ولكن دون أن تخسِـر قاعدتها العِـلمية والتقنية النووية، التى جاهدت في إنشائها لسنوات طويلة مضت وتحمّـلت من أجلها الكثير من الضغوط والعقوبات والتّـهديدات.

وليس جديدا أيضا، أن هذا الدّور الإقليمي لإيران يُـواجَـه بعقبات حقيقية وكُـبرى من قِـبل الفاعلين الكِـبار في المنطقة، الذين وإن شعروا بالقلق ورفضوا التّـعامل العسكري مع إيران وطالبوا أن يُـعالج هذا الملف دبلوماسيا، لكنهم يرفُـضون أيضا أن يأتي الحل على حساب مصالِـحهم الوطنية والقومية.

ففي الوقت الذي يطالب فيه وزير خارجية عمّـان بأن يُـعطى الوقت الكافي للجهد الدبلوماسي لحل أزمة إيران مع الغرب، يصرِّح وزير خارجية مصر بأنه، “في حالة قبول إيران نووية إلى جانب القُـدرات النووية الإسرائيلية المسكُـوت عنها دوليا، سيؤدّي بالعرب إلى البحث عن قوّة ردْع، أو درع لن تكون غربية أو أطلسية، وإنما عربية بالأساس، مُؤكِّـدا أن معالجة ملف إيران النووي، يجب أن يتبعه البحث في ملف إسرائيل النووي والقُـدرات النووية الإسرائيلية”، وهو ما نعلم تماما صعوبة حدوثه، إن لم يكن استحالة ذلك، خاصة في ظل استمرار التعهّـد الأمريكي بحَـصانة القُـدرات النووية الإسرائيلية تُـجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

إذن، هناك بداية تغيّـر إستراتيجي في المنطقة، ربّـما يأخذ عدّة أشهر ويُـواجه بعض العقبات والصّـعوبات، لكنه سيفرِض نفسَـه على الجميع تدريجيا. وإن لم يفكِّـر العرب في صورة الرّدع والدّرع المُـناسب من الآن، فقد يأتي اليوم الذي يُقال فيه “آسفون، فقد نفَـذ رصيدكم منذ زمن بعيد”.

د. حسن أبوطالب – القاهرة – swissinfo.ch

طهران (رويترز) – قال علي أكبر صالحي، رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية في تصريحات نشرت يوم الثلاثاء 6 أكتوبر، ان بلاده تنوي استخدام جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي في منشأة تخصيب اليورانيوم، التي كشفت عنها أخيرا. وأحاطت إيران منشأة التخصيب التي تقيمها تحت الأرض قرب مدينة قُـم بالسرية، الى أن أعلنت عن وجودها الشهر الماضي. ويقول دبلوماسيون إنها لم تعلن عن وجود المنشأة، إلا بعد ان علِـمت بان أجهزة مخابرات غربية اكتشفت الموقع.

واتفقت ايران مع ست من القِـوى العالمية، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في محادثات في جنيف في أول أكتوبر على السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للامم المتحدة، بتفتيش الموقع. وستجري محادثات لاحقة في أواخر اكتوبر الجاري. وقال صالحي “ركّـزنا جهودنا في بحث وتطوير آلات جديدة في الشهرين أو الاشهر الثلاثة الاخيرة، حتى نتمكن من انتاج آلات تتمتع بكفاءة عالية وتكون وطنية تماما”.

ونشرت صحيفة “كيهان” نصا لمقابلة أجراها التلفزيون الايراني مع صالحي، أشار فيها الى المنشأة الجديدة قائلا “نأمل في استخدام جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي في موقع فوردو (في منطقة قم)”. ويعتقد خبراء نوويون ان الجيل الجديد من أجهزة الطرد المركزي، يمكن ان تعطي مثلي معدل الانتاج الحالي او ثلاثة أمثاله. وتوصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الى اتفاق مع ايران يوم الاحد 4 أكتوبر على السماح للمفتشين بزيارة الموقع يوم 25 اكتوبر. وسيكون الموقع بعد اكتمال انشائه ثاني منشأة ايرانية لتخصيب اليورانيوم، بعد محطة “نظنز” التي تخضع لرقابة الوكالة الدولية.

ويشتبه الغرب في أن ايران تسعى سرّا لصنع أسلحة نووية، وتنفي طهران هذا، لكنها رفضت وقف البرنامج او السماح لوكالة الطاقة الذرية بالقيام دون قيود بعمليات التفتيش اللازمة للتحقق من أن أغراضه سلمية. ويتوقع أن تعفي محادثات الخميس الماضي في جنيف ايران من تشديد العقوبات الدولية المفروضة عليها في المستقبل القريب. لكن هذا الاحتمال قد يعود من جديد اذا لم تتجاوز ايران في المحادثات المقبلة تعهدات الشفافية المحدودة التي اتفق عليها في جنيف، وحاولت بدلا من ذلك إطالة الحوار، لتكسب وقتا من أجل تطوير قدرات لصنع قنبلة ذرية. ويستخدم اليورانيوم المخصب كوقود للمحطات النووية، واذا خصب لمستويات أعلى، فقد يستخدم في صنع القنابل النووية. وقالت إيران، ان منشأة التخصيب الجديدة التي تتسع لنحو ثلاثة الاف جهاز للطرد المركزي، أمامها حوالي 18 شهرا حتى يبدأ تشغيلها. وقال صالحي الشهر الماضي، ان ايران صنعت جيلا جديدا من أجهزة الطرد المركزي واختبرتها، مضيفا انها اقوى واسرع من الاجهزة طراز (بي – 1) المستخدمة في “نطنز”، والتي ترجع الى السبعينات.

وقال دبلوماسيون غربيون، ان ايران وافقت من حيث المبدإ في جنيف، على ارسال حوالي 80% من مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى روسيا وفرنسا لمزيد من المعالجة، ثم اعادته الى طهران لتعويض مخزون الوقود الذي يقل بسرعة والمخصص لمفاعل ينتج نظائر لعلاج السرطان.

وقال بعض الخبراء، ان الهدف من هذا الاتفاق فيما يخص منع الانتشار – وهو خفض ما يتراكم لدى ايران من اليورانيوم المخصب الذي يحتمل استخدامه سرا لصنع اسلحة – لن يعني شيئا إذا سرّعت ايران معدّل التخصيب باستخدام أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، ودون وضع حد للبرنامج ككل.

وقال دبلوماسي اوروبي كبير، ملمحا الى اجهزة الطرد الجديدة “علينا ان نكون حذرين بشأن الانشطة الاخرى التي يمكن ان تنتقص من الامكانيات الايجابية (لاتفاق معالجة) اليورانيوم”. وقال ديفيد اولبرايت، مدير معهد العلوم والامن الدولي في واشنطن، الذي يتقصى الانتشار النووي “اقتراح نقل اليورانيوم المنخفض التخصيب، هو في افضل الاحوال إجراء مؤقت سيصبح بلا معنى، ما لم تعلق ايران برنامج التخصيب”. وتهدف القوى العالمية في الجولة القادمة من المحادثات الى الضغط على ايران لتجميد التوسع في التخصيب كخطوة مؤقتة نحو التعليق الكامل الذي سيمنحها مزايا تجارية كبيرة.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 6 أكتوبر 2009)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية