مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إيفلين فيدمر – شلومبف: “نحن بحاجة للعمال الأجانب”

Keystone

احتضنت مدينة لوتسرن السويسرية يومي 8 و9 أكتوبر الجاري مؤتمراَ دولياَ حول موضوع "التنوع والإندماج". وقد ألقت وزيرة العدل والشرطة إيفلين فيدمر-شلومبف خطاباً في هذا المؤتمر، اعتبرت فيه الإندماج فرصة بالنسبة للإقتصاد السويسري.

وفي مقابلة مع سويس انفو، تحدثت السيدة شلومبف، التي تقوم في الوقت الحالي بمهام وزير المالية أيضاً (بسبب المشاكل الصحية لوزير المالية هانس-رودولف ميرتس)، عن سياسة سويسرا في مجال اللجوء، وعن أهمية إتقان إحدى اللغات السويسرية كمفتاح لِلإندماج في المُجتمع السويسري، بالإضافة إلى تَطَرّقها إلى الأزمة المالية.

سويس انفو: كما ذكرتم في خطابكم في مؤتمر لوتسرن للسلام والأمن، تُسهم العمالة الأجنبية إسهاماً كبيراً في تحقيق الإزدهار في بلدنا. هل الإندماج هنا لمصلحة سويسرا الذاتية؟

إيفلين فيدمر – شلومبف: يشكّل الأجانب حالياً نسبة الخُمس من السكان المقيمين في سويسرا. ومن مَصلحة الإقتصاد – من منظور التطور الديموغرافي أيضاً – أن تمْتَلَكَ سويسرا مثل هذه الأيدي العاملة.

كما يُمكن الإستفادة من هذه التعددية الموجودة في بلدنا. ويَنبغي أن نَعترف بأنه بإمكان الناس من ذوي الخلفيات المُتنوعة، المُساهمة كثيراً في تَنْمِيَة المُجتمع.

سويس انفو : فيما يخص سياسة الإندماج والتكامل، تشدد الحكومة السويسرية على أهميّة تعلم لُغة من لُغات سويسرا. هل يكفي هذا؟

إيفلين فيدمر- شلومبف: اللغة ليست الوسيلة للإندماج، لكنها المفتاح لذلك. فإذا كان باستطاعة الشخص أن يُعَبّر عن نفسِه، وإذا كان مَفهوماً من قِبَل الآخرين، فستكون لديه الفُرصة – سواء كان في العَمل أو في النادي الرياضي – أن يتَدَبّر أمرهَ في المجتمع. سواء شِئنا أم أبينا – اللغة ضرورية لذلك.

سويس انفو: و ماذا عن المُدراء الأجانب في دوائر الأعمال والذين كثيراً ما يتكلمون الإنجليزية فقط؟

إيفلين فيدمر- شلومبف: هنا تدخل مسألة الإندماج والتكامل أيضاً. إنّ أيّة مجموعة سكانية لا تستطيع التواصل مع محيطها، سوف تَعزل نفسها عن بقية المجتمع.

في أنحاء سويسرا عموماً، يدور الحديث حول اندماج الأشخاص ذوي المهارات المنخفضة من دول العالم الثالث أو من دُوَل البلقان، ولكن في نهاية المطاف، فإن الإندماج يعني إندماج جميع المجموعات السكّانية من الأجانب في سويسرا.

سويس انفو: متى تَعْتبرون الشخص مُندَمِجا؟

إيفلين فيدمر – شلومبف: حين يتعامل الشخص مع الأحداث والوقائع الثقافية والروحية، ويَعرِف أسلوب الحياة في المكان الذي يعيش فيه. كذلك عندما يعرف قيَمِنا ويتقَبَّلها، ويكون قادراًعلى التواصل. وبعبارة اُخرى، عندما يُمكن إعتبار الشخص جُزءً من المجتمع.

سويس انفو: أنتم تتبعون سياسة متشددة فيما يخص قوانين اللجوء مثل سلفكم كريستوف بلوخر. لكن عندما يتعلق الأمر بالقوة العاملة الأجنبية القادمة من دول الاتحاد الأوروبي، فموقفكم مُنْفَتِح للغاية. ألا يَكمُن هنا خَطر سياسة الكيل بمكيالين؟

إيفلين فيدمر – شلومبف: سياستنا ليست مُتشددة بل ثابتة على مبدأ، ونحن نتمسك بالأحكام القانونية.

سويسرا دولة ذات تراث إنساني، ونحن متمسكون بذلك أيضاً. ولو نظرنا إلى المعدلات العالية لطلبات اللجوء المقبولة في سويسرا، لا يمكن القول بأن سويسرا تبرز كبلد مُفرط الشدة. وبنسبة أكثر من 25%، نرى أن سويسرا هي واحدة من البلدان التي تَملُك أعلى معدل قبول للاجئين.

أنا مُقتَنعة بأن طريقة تعامُلنا تتفق تماماً مع تقاليدنا الإنسانية، ومع ذلك، فنحن نحارب بشدّة أيّ نوع من أنواع الإستغلال أو سوء الاستخدام، لان هذا سيؤدي في نهاية المطاف إلى إلحاق الضرر بالذين يمتلكون الحق في التقدم بطلب للجوء.

وفيما يتعلّق بالعمّال الأجانب فنحن بحاجة لهم، حيث نجد أن نحو ربع ساعات العمل في سويسرا تُنْجَز من قِبَل عمّال أجانب.

سويس انفو: حسب صحيفة “نويه تسورخر تسايتونغ آم زونتاغ” (تصدر بالألمانية في زيورخ)، تم إقتراح المزيد من التشدد من جانبكم في مشروع تعديل قانون اللجوء والأجانب…

إيفلين فيدمر- شلومبف: لا يتعلق الأمر باتخاذ إجراءات أكثر صَرامة، بل بِبَلورة وتنفيذ التدابير القائمة حالياً وفْقاً لقانون اللجوء والأجانب. أحياناً، نرى بعض الأحكام القانونية غير مُحددة بصورة كافية.

سويس انفو: ارتفع عدد طلبات اللجوء في عام 2008 بشكل ملحوظ بسبب الظروف الحرجة في اريتريا، وسريلانكا ونيجيريا والصومال. هل لا يزال يتعيّن إعادة الفارّين من الخدمة العسكرية والذين امتنعوا عن أداء هذه الخدمة؟

إيفلين فيدمر- شلومبف: لا تزال الحالة في إريتريا متوترة للغاية، وسوف يتم النظر في كل طلب لجوء على حِدة ويُفحص بدقة. إذا كان بإمكان الشخص تقديم أسباب مقنعة لطلبه، فسوف يتم الإعتراف به كلاجئ. أما إذا لم تتوفر أسباب مقنعة لطلب اللجو، فتُدرس في خطوة لاحقة إمكانية وجواز عودة هذا الشخص إلى بلده بأمان، وهذا ينطبق على جميع البلدان التي قَدِم منها طالبو اللجوء.

لذا لا يُمكن القول بأننا سوف نقبل أو نرفض أشخاصا من بلد معَيّن. سوف تتم دراسة كل حالة على حِدة. وإذا لم يكن بالإمكان إعادة شخص لم يُعترف به كلاجئ إلى بلدهِ بسبب ظروف الحرب على سبيل المثال، فسيتم القبول به لفترة مؤقتة في سويسرا.

سويس انفو – كورين بوخسر – لوتسرن

رداً على الإنتقادات التي وُجِهَت الى الحكومة السويسرية حول الصمت الطويل فيما يتعلق بالأزمة المالية العالمية، أجابت الوزيرة شلومبف في تصريحات لسويس إنفو: “نحن لا نقوم بالتهدئة. واقع الأمر أن الإقتصاد السويسري قوي ومتنوع بصورة جيدة جداً. ونحن نملك في القطاع المصرفي بصورة خاصة، بُنية أكثر تنوعاً من الدول الأخرى”.

سويسرا تواجه بطبيعة الحال مشاكل أيضاً، إلإ أنّ الحكومة الفدرالية أعدتّ تدابيراً لمواجهة هذه المشاكل، وسيتم الإعلان عن هذه التدابير عندما تقرر الحكومة ذلك.

صرحت الوزيرة شلومبف التي تقوم حاليا بأعمال وزير المالية أيضاً في لقاء مع صحيفة تاغس آنتسايغر (تصدر بالألمانية في مدينة زيورخ) أنها سوف تدعو إلى توفير حماية أفضل لأرصدة الإدخار، وستعرض هذا الموضوع في اجتماع الحكومة الفدرالية.

ويبقى السؤال مفتوحاً حول أيّة إعتمادات مالية يتوجب التأمين عليها والى اي حَد. ومِن المُفترض أن تَتَمَخَضْ المناقشات السياسية عن إجابة خلال الأسابيع القادمة.

استمر المؤتمر الدولي الثالث للسلام والأمن في لوتسرن من 8 حتى 9 أكتوبر 2008، وتناول موضوع “التنوع والإندماج – على مستوى الدولة والاقتصاد والمجتمع”.

اهتم المؤتمر بصورة أساسية بـ”إدارة التنوع” كعامل نجاح وميزة تنافسية. والأمر يتعلق بهَيْكَلِة مؤسسة تراهن على التنوع الثقافي.

قام بتنظيم هذا المؤتمر “بادرة للسلام والأمن” (LIPS)التابعة لمدينة لوتسرن.

تم تقديم 10,351 طلب لجوء من يناير إلى سبتمبر 2008، وتمثل هذه زيادة بمقدار 2351 طلب عن نفس الفترة في السنة الماضية. وقد تم قبول 1705 طلب.

سبب زيادة الطلبات هو الوضع السيء في بلدان مثل أرتريا والصومال ونيجيريا وسريلانكا.

ارتفع معدل قبول الطلبات من 18.4 ٪ إلى 25.2 ٪.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية