مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ارتياح في العالم بعد انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة

عبّـر الكينيون عن سعادة غامرة بفوز باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الأمريكية Keystone

لم تتوقّـف برقيات ورسائل التهاني القادمة من العالم أجمع، بعد الإعلان عن فوز باراك أوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكية، وجاءت إيجابية في أغلب الأحيان.

في سويسرا، عبّـرت ميشلين كالمي – ري، وزيرة الخارجية عن ارتياحها لـ “تغيّـر في الأساليب” مقبِـل في البيت الأبيض. وأشارت كالمي – ري إلى أن الرئيس الجديد للولايات المتحدة باراك أوباما “يتحدّث مثلنا”، مُـنوِّهة في تصريحات أدلت بها إلى إذاعة سويسرا الروماندية، الناطقة بالفرنسية، إلى أن أوباما “يتحدّث عن الحوار وعن حقوق الإنسان وعن التغيّـر المناخي”، وذهبت إلى أن قدومه سيؤدّي إلى “تغيّـر في الموقف”، مشدّدة على أن باراك أوباما يفضِّـل “السياسة المتعددة الأطراف والحلول الدبلوماسية للنزاعات”.

مع ذلك، ترى وزيرة الخارجية السويسرية أنه “لا مجال لنسج الأوهام”، حيث أن باراك أوباما، باعتباره رئيسا للولايات المتحدة، سيدافع عن مصالح بلاده قبل كل شيء، واعتبرت كالمي – ري أنه لن يكون هناك تغيّـر إستراتيجي في السياسة الخارجية الأمريكية.

“اختيار المستقبل”

من جهته، اعتبر باسكال كوشبان، رئيس الكنفدرالية أن “انتخاب باراك أوباما لرئاسة الولايات المتحدة، هو اختيار المستقبل”، ووصفه بـ “اختيار ضروري”.

وفي تصريحات أدلى بها صباح الأربعاء، إلى الإذاعة السويسرية الناطقة بالفرنسية، اعتبر كوشبان أن أمريكا – بانتخابها رئيسا أسودَ ونائب رئيس كاثوليكي – أظهرت بأنها “قادرة على فتح آفاق جديدة”.

وبعد أن وصف سنّ المرشح الجمهوري جون ماكين (72 عاما) بأنه “حساس شيئا ما لشغل منصب رئيس الولايات المتحدة”، اعتبر عضو الحكومة الفدرالية أنه “كان من الواضح أن باراك أوباما سينتصر”. وحسب رأيه، فإن “الرئيس الجديد قادر على أخذ مصالح البلدان الأخرى بعين الاعتبار”، بشكل أفضل من الإدارة الحالية.

ولدى سؤاله عن مستقبل الملف الجبائي بين برن وواشنطن، اعتبر رئيس الكنفدرالية أن “الضغوطات لن تقل” عما هي عليه الآن، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تدافع عن مصالحها قبل كل شيء، وأضاف بأن باراك أوباما قادر على انتهاج “أساليب شديدة الفعالية”، على حد تعبيره.

أمريكا منفتحة

في بقية أنحاء العالم، جاءت ردود الفعل إيجابية. وبشكل عام، رحّـب المسؤولون في مختلف الدول بالمعطى الجديد القادم من واشنطن.

الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بعث برسالة إلى باراك أوباما جاء فيها “في الوقت الذي يجب علينا أن نواجه فيه جميعا تحدّيات هائلة، يثير انتخابكم في فرنسا وفي أوروبا وفي بقية العالم، أملا عظيما. الأمل في أمريكا منفتحة ومتضامنة وقوية، ستُـعطي مجددا وِجهة المسير مع شركائها، عبر قوة القّـدوة والتمسّـك بمبادئها”.

الاتحاد الأوروبي ذهب في نفس الاتجاه، حيث صرّح خوزي مانويل بارّوزو، رئيس المفوضية الأوروبية “يجب علينا أن نحوِّل الأزمة الحالية إلى فرصة جديدة. إننا بحاجة إلى (وِفاق جديد) في عالم جديد. إنني أؤمِّـل مخلِـصا بأن الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس أوباما، ستضم جهودها إلى أوروبا، لقيادة هذا (الوفاق الجديد)، لمصلحة مجتمعاتنا ولفائدة العالم”.

أمل في إفريقيا

مثلما كان متوقّـعا، وبحكم الأصول الإفريقية للرئيس المقبل للولايات المتحدة، أثار انتخابه ردود فعل متحمِّـسة في القارة السمراء. الرئيس الكيني مواي كيباكي، عبّـر عن ابتهاجه ووجّـه رسالة إلى أوباما قال فيها: “نحن الكينيون فخورون جدا بجذوركم الكينية. إن انتصاركم ليس مصدر إلهام لملايين البشر في شتى أنحاء العالم فحسب، بل إن له صدى خاصا بالنسبة لنا هنا في كينيا”.

أما رئيس جنوب إفريقيا كغاليما موتلانتي، فصرّح بأن “إفريقيا، الفخورة اليوم بما أنجزتموه، لا يمكنها إلا أن تنتظر بفارغ الصبر الانخراط في علاقة عمل مثمرة معكم على المستوى الثنائي والمتعدد الأطراف (…)، من أجل خلق عالم أفضل للجميع. إننا نعبِّـر عن الأمل في أن يلقى الفقر والتخلّـف في إفريقيا، اللذان يظلان تحدّيا للإنسانية، اهتماما متزايدا من طرف الإدارة الجديدة”.

العالم الإسلامي بين الفرحة والتحفّـظ

في إسرائيل، صرّح إيغال بالمور، المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة مرشحة لـ “مستقبل زاهر”، بعد انتصار باراك أوباما. أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فقد هنّـأ باراك أوباما ودعاه إلى “تسريع الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى السلام” في الشرق الأوسط.

من جهتها، دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس، التي تُـسيطر على قطاع غزة، باراك أوباما إلى “استخلاص الدرس من أخطاء” الإدارات السابقة، و”خاصة إدارة بوش” تجاه العالم العربي الإسلامي.

في طهران، صرّح علي آغامحمدي، المستشار المقرب من مرشد الثورة الإسلامية في إيران، آية الله علي خامنئي، أن “الرئيس المنتخب وعد بتغييرات في السياسة. هناك وسيلة لتحسين العلاقات بين أمريكا وإيران، إذا وضع أوباما وعود حملته موضع التنفيذ، بما في ذلك رفض المواجهة مع البلدان الأخرى، على عكس ما فعله بوش في العراق وفي أفغانستان، والأولوية الممنوحة للمسائل التي تخُـص أمريكا”.

من ناحية أخرى، جاء رد فعل وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، مشوبا بالتحفّـظ، حيث صرّح “نحن نحترم اختيار الأمريكيين ولا نعتقد بأنه سيكون هناك تغيّـر سياسي مفاجئ، كما أنه لم يكون هناك انسحاب أمريكي سريع من العراق، لأن ما يحدُث هنا، أمر مهمّ”.

سويس انفو مع الوكالات

بلغت نسبة المشاركة في انتخابات 4 نوفمبر 2008، مستوى “غير مسبوق” في العديد من الولايات الحاسمة. ويقدّر بعض الخبراء بأن عدد الناخبين، الذين أدلوا بأصواتهم، يتراوح ما بين 130 و135 مليون شخص، مقابل 120 مليون في عام 2004.

لم ينجح أوباما في الاحتفاظ بالولايات التي فاز فيها جون كيري قبل أربعة أعوام فحسب، بل تمكّـن من افتكاك العديد من قِـلاع الجمهوريين مثل ولايتي أوهايو وفلوريدا، اللتان صوتتا لفائدة جورج بوش في 2000 و2004، إضافة إلى ولاية فيرجينيا، التي لم تُـصوّت لفائدة مرشح ديمقراطي منذ عام 1964.

كما تمكّـن باراك أوباما من كسب السباق في ولايات نيومكسيكو وكولورادو وأيوا، التي فاز فيها الجمهوري جورج بوش في عام 2004.

المرشح الجمهوري جون ماكين، فاز في ولايات كانتاكي وساوث كارولاينا وتينيسي وأوكلاهوما وأركنساس وألاباما وجورجيا ونورث داكوتا ولويزيانا وويست فيرجينيا وتكساس وميسيسيبي وميسوري وأوتاه ونبراسكا وكانساس.

swissinfo.ch

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية