مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ازدهار ملاهي القمار رغم الكساد!

تدُرّ الكازينوهات مبالغ طائلة على خزينة الدولة تستغلها في عدد من المؤسسات الاجتماعية Keystone

منذ رفع الحظر على ملاهي القُمار(كازينو) في الخريف الماضي، تمّ افتتاح 21 دارا للعب والمقامرة في مختلف أنحاء سويسرا تحت إشراف لجنة فدرالية خاصة.

وتتوقع هذه الملاهي في عامها الأول دخلا يناهز 900 مليون فرنك، تذهب منها 400 للخزانة الفدرالية و70 لخزائن الكانتونات.

لم تعرف المدن السويسرية الرئيسية حتى خريف العام الماضي، سوى ملاهي القمار البدائية البسيطة التي لا يزيد حجم المجازفة في كل سحب من ألعابها المختلفة على خمسة فرنكات سويسرية أو ما عادلها في الغالب.

ولهذا، كان المغرمون أو المدمنون على المجازفة والبحث عن الربح اليسير ينزحون جماعات للعب في ملاهي القمار التي ترعرعت مع مرور الزمن في البلدان المجاورة على مشارف الحدود السويسرية.

لكن هؤلاء لم يعودوا منذ الخريف الماضي في حاجة لعبور الحدود كي يشبعوا هذه الهواية التي قد تنزلق بهم عاجلا إلى الإدمان، كما يؤكد علماء النفس والاجتماع، وكما توحي الخبرة أو طلبات المساعدة الاجتماعية أو النفسانية لمدمني القمار والتي تتصاعد منذ مدة.

وينسب الباحثون ظاهرة الإدمان على اللعب والقمار لمغريات تحدي النجوم وللتعطش للمغامرة أو الإثارة بين الإيمان بالنفس تارة، وبالأقدار تارة أخرى. ويؤكدون أن مشاعر السيطرة التامة على طاولة القمار أحيانا والقناعة الشخصية بإمكانية التأثير على سير اللعبة والرهان تارة أخرى، هي من العوامل التي قد تحمل صاحبها على الإدمان.

قيود صارمة على زيارة ملاهي القمار

ولهذه الأسباب، فرضت اللجنة الفدرالية لمراقبة ملاهي القمار شروطا صارمة على أصحاب هذه الملاهي، بهدف التقليل إلى أبعد ما يمكن من المآسي الإنسانية والاجتماعية التي قد تترتب على زيارة هذه الملاهي.

ومن بين هذه الشروط أن لا يقل سن الزائر على 18 عاما، وأن يكون حاملا لجواز السفر أو لهوية شخصية أخرى، وأن يكون في حالة نفسانية وعصبية طبيعية وفي ثياب لائقة.

لكن الخبراء ينصحون أيضا بحمل مبلغ من المال يستطيع الزائر
الاستغناء عنه تماما في حالة لم يكن الحظ حليفه خلال زيارته للكازينو، كما ينصحون بترك البطاقات الائتمانية الشخصية في المنزل تهربا من مغريات الانكباب على اللعب طمعا في تحقيق الربح رغم الخسائر التي قد تتعاقب باستثناء صدف نادرة.

فهذه الصدف، كما يقول الخبراء المجرّبون، لا تخضع لأية قاعدة معيّنة أو لأي أسلوب محدّد، حتى وإن سخّرت لهذه الغاية أحدث نظريات حساب الفرص والاحتمالات أو العقول الإلكترونية المتطورة. وينصح هؤلاء زائري ملاهي القمار أيضا بعدم الدخول في أية مقامرة، إلا إذا كانوا يلمون تماما بقواعد اللعبة.

إباحة القمار..للخير العام!

وتبين الإحصائيات التي أجريت في أحد ملاهي القمار الرئيسية، أن متوسط المبالغ المالية الذي يأتي بها الزائر للكازينو يبلغ حوالي 200 فرنك سويسري للشخص الواحد، وأن عدد الزائرين يقع بحدود 1300 شخص في السهرة الواحدة، من بينهم 35% من الأجانب المقيمين أو القادمين من الخارج.

وتجدر الإشارة إلى أن رفع الحظر الذي كان مفروضا حتى العام الماضي على ملاهي اللعب والقمار في سويسرا، قد تم بعد جدل شعبي واسع النطاق، كانت الغلبة فيه لأنصار الفلسفة القائلة بأنه لا فارق في نهاية الأمر بالنسبة لعشاق القمار، سواء أفرغوا محافظ نقودهم في الملاهي الداخلية أو الحدودية.

وقد رجحت كفة هؤلاء، خاصة وأن العوائد التي تجنيها السلطات الفدرالية من دور الكازينو تذهب بالكامل لخزانة التأمينات الفدرالية الإجبارية للمسنين والمعوقين، وتسد ثغرة لا تنكر في تلك الخزانة التي تواجه صعوبات مالية منذ سنوات، بسبب الزيادة المتصاعدة في نسبة المعمّرين والمتقاعدين في سويسرا.

جورج انضوني – سويس إنفو

سجلت كثافة ملاهي القمار أي دور الكازينو في سويسرا رقما قياسيا بالمقارنة الدولية، منذ رفع الحظر العام في خريف العام الماضي على اللعب والمقامرة. فقد منحت اللجنة الفدرالية الخاصة بهذه المنشاءات 21 تصريحا بافتتاح مثل هذه الملاهي في مختلف أنحاء البلاد ولا تزال تنظر في عدد آخر من الطلبات.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية