مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

استجابة ضعيفة لـنـداء الأونروا لفائدة اللاجئين الفلسطينين

النداء العاجل الذي وجهته الأونروا لعام 2007 للحصول على حوالي 246 مليون دولار لم يحصل على أكثر من 11% Keystone Archive

لم تتجاوز نسبة الإستجابة للنداء الذي توجهت به منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) للعام الجاري 11 %، أي حوالي 28 مليون دولار من بين 246 مليون.

هذا الرقم يمثل أدنى مستوى من الإستجابة لندءات الأونروا منذ عام 2001 مما سيؤدي إلى تداعيات سلبية منها تقليص حجم المساعدات الغذائية حتى شهر يوليو القادم بحوالي خمسين بالمائة.

أصدرت منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في شهر نوفمبر 2006 نداء من أجل جمع 246 مليون دولار لفائدة اللاجئين الفلسطينيين للعام 2007، وهو أكبر نداء يتم توجيهه من قبل المنظمة الإنسانية منذ عام 2000.

لكن الاستجابة التي تمت لحد الآن لتمويل المبلغ المطلوب من خلال هذا النداء لم تتجاوز 11 % أي حوالي 28،2 مليون دولار، وهو ما قال عنه الناطق باسم الأونروا في جنيف ماتياس بوركهارت “إنه يمثل إحدى أقل نسبة استجابة منذ العام 2001”.

عواقب النقص في التمويل

من عواقب هذا النقص في تمويل ميزانية منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين عدد الناطق باسم الأنروا ما يلي:

– توقف برنامج الأنروا لإستحداث مواطن شغل في قطاع غزة بسبب نقص الميزانية من هنا الى منتصف شهر أبريل الجاري.

– المساعدات الغذائية الطارئة في قطاع غزة والضفة الغربية التي كانت مبرمجة لحوالي 1،4 مليون لاجئ ستقتصر على 1،26 مليون لاجئ وفي حدود 50% من الاحتياجات حتى منتصف شهر يوليو، كما أن استمرارها يظل مرهونا بما قد توفره الاتصالات من هنا حتى شهر مايو المقبل.

– توقف الدعم المالي المباشر للعائلات الأكثر فقرا في قطاع غزة والصفة الغربية.

– المساعدات الصحية العاجلة في الضفة الغربية على وشك التوقف بسبب الاحتياج للتمويل.

الأزمة المالية وحكومة حماس

أدت الأزمة المالية التي عرفتها أراضي السلطة الفلسطينية بعد تشكيل حكومة حماس ومقاطعة العديد من الدول الغربية للتمويل المباشر للحكومة الفلسطينية الى تراجع مستوى الدخل القومي بنسبة 9% عن مجموع التراجع الذي عرف خلال الخمس سنوات التي عقبت قيام الانتفاضة. وهو ما دفع البنك الدولي الى وصف العام 2006 بـ “أتعس سنة في تاريخ الاقتصاد الفلسطيني” بحيث تم تسجيل تراجع في الدخل القومي بحوالي 500 مليون دولار.

ومن عواقب هذه الأزمة المالية أن عجزت السلطة الفلسطينية عن دفع أجور أكثر من 165 الف موظف. كما كان من نتائجها تسريح الكثير من العمال والموظفين وهو ما جعل نسبة البطالة تتجاوز 38% في قطاع غزة و 24% في الضفة الغربية أي أكثر من 265 الف فلسطيني عاطل عن العمل.

وقد أصبح عدد الفلسطينيين الذين يعيشون دون مستوى الفقر 2،7 مليون شخص في منتصف العام 2006 وهو ما يمثل زيادة بحوالي 50% عما كان عليه في نهاية عام 2005.

وفي الوقت الحاضر، تعقد بعض الآمال على احتمالات استئناف الحوار الفلسطيني الإسرائيلي في أعقاب تشكيل حكومة الوحدة الوطنية من أجل دفع الدول المانحة التقليدية للعودة الى دعم المنظمة.

وفي رد على سؤال لسويس إنفو عما إذا كانت المساعدات الإنسانية المقدمة للفلسطينيين أصبحت مرتبطة بالمسار السلامي، اكتفى الناطق باسم الأونروا بالإجابة “نحن كمنظمة إنسانية نكتفي بالقيام بعملنا الإنساني ومحاولة تقديم إجابة إنسانية على معاناة الشعب الفلسطيني”.

وفي رده عن تساؤل آخر حول عدم تقديم الدول العربية لمساعدات للأونروا أوضح الناطق باسم المنظمة بأن الدول العربية تساهم في تمويل مشاريع محددة مثل إعادة بناء مخيم جنين من طرف دولة الإمارات العربية المتحدة.

تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الدول العربية فضلت دوما تقديم مساعدات مباشرة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني او للسلطة الفلسطينية مما يبقي هذه المبالغ والمعونات خارج نطاق الإحصائيات التي تقدمها المنظمات الدولية والأممية.

مساعدات طارئة في المنطقة المعزولة

على صعيد آخر، تواجه منظمة الأونروا إضافة الى مشاكلها الخاصة بالأراضي الفلسطينية، تواجد عدد من الفلسطينيين الفارين من العراق والمحاصرين على الحدود العراقية السورية والأردنية.

فقد أعلنت منظمة الأونروا تكفلها بحوالي 304 فلسطيني في مخيم الهول الى الشمال من سوريا وأكثر من 354 فلسطيني في مخيم الطنف على الحدود السورية العراقية.

ففي مخيم الطنف الذي يبعد بحوالي ساعتين ونصف عن اقرب مدينة، تقوم الأونروا بتوفير زيارات طبيب كل أسبوع، كما تسهر على تنظيم فصول دراسة للابتدائي والثانوي في مدارس تحت الخيام لحوالي تسعين طالب.

من جهتها، لا تتوفر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين على إحصائيات محددة عن عدد الفلسطينيين العائدين من العراق والذين دخلوا التراب السوري ولكنها تعتقد بأن غالبيتهم تعيش في ضواحي دمشق.

سويس إنفو – محمد شريف – جنيف

وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) هي وكالة إغاثة وتنمية بشرية تعنى بتوفير التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية والمعونة الطارئة لما يربو على أربعة ملايين لاجئ يعيشون في قطاع غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان والجمهورية العربية السورية.

تعد الأونروا إلى حد بعيد أكبر وكالة تابعة للأمم المتحدة تعمل في الشرق الأوسط حيث يبلغ عدد موظفيها 24000 موظف يكاد يكون معظمهم من اللاجئين الفلسطينيين أنفسهم الذين يعملون بشكل مباشر لمصلحة مجتمعاتهم في وظائف المدرسين والأطباء والممرضات والأخصائيين الاجتماعيين.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية