مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تنامي الرقابة الذاتية لمُستخدمي الإنترنت وسط مخاوف تتعلق بخصوصية البيانات

جهاز آيباد
يستخدم حوالي 92% من الأشخاص بشكل عام في سويسرا الإنترنت، وتقول دراسة جديدة إن جميع السكان الذين تقل أعمارهم عن 55 عامًا من مُستخدمي الشبكة. . © Keystone / Gaetan Bally

يستخدم السويسريون الانترنت أكثر من أي وقت مضى، لكنهم يُظهرون قلقاً واضحاً تجاه بعض موفري الخدمة خوفاً من انتهاكات الخصوصية. والنتيجة هي اتجاه متزايد للرقابة الذاتية كعدم البحث عن معلومات معينة أو الإحجام عن التعبير عن الرأي في الفضاء الإفتراضي.

تضاعف متوسط ​​الوقت الذي يقضيه السويسريون على الإنترنت منذ عام 2011 ليصل إلى 25 ساعة في الأسبوع، وفقًا لنتائج الدراسة الخامسة حول استخدام الانترنترابط خارجي من قبل جامعة زيورخ التي نشرت يوم الخميس 24 أكتوبر الجاري. ومن جانب آخر، انخفض عدد الأشخاص الذين لا يستخدمون الشبكة العنكبوتية أصلا إلى أكثر من النصف في السنوات الثماني الأخيرة، ومعظمهم من الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا.

وفي الوقت الذي ازدادت فيه نسبة الأشخاص الذين يتثبتون من المعلومات عن طريق استخدام الانترنت بشكل كبير بين عامي 2013 و2017، ووصلت إلى 71% حسب نتائج أحدث استطلاع أجري في هذا الإطار، اتضح أنّ الثقة في تلك المعلومات القادمة من الانترنت استمرت في الانخفاض، ذلك أن 60% من مستخدمي الانترنت في سويسرا يعتقدون أن نصف المعلومات المتاحة على الانترنت موثوقة.

الرقابة الذاتية

على صعيد آخر، أعرب ما يقرب من نصف مستخدمي الانترنت في سويسرا (45%) عن قلقهم بشأن انتهاك بعض الشركات مثل فيسبوك لخصوصيتهم. ويترتب عن ذلك، إقدامهم على الحدّ من نشاطهم على شبكة الانترنت، ويقول أكثر من نصفهم (59%) إن المراقبة المحتملة تثنيهم عن البحث بحرية عن معلومات ذات محتوى سياسي حساس على سبيل المثال أو تحول دون قيامهم بالتعبير عن آرائهم.

في هذا الصدد، يُشير ميخائيل لاتسر، الذي أشرف على إعداد الدراسة في جامعة زيورخ إلى أن “الآثار الرادعة بسبب الشعور بالمراقبة مثيرة للقلق من وجهة نظر تأخذ الديمقراطية بعين الاعتبار، حيث يهدد ذلك المقدرة على ممارسة الحقوق الأساسية والمشاركة الاجتماعية عبر الانترنت”.

من جهة أخرى، تكشف نتائج الدراسة المعنية أيضًا أن العديد من السويسريين لا يعتقدون أن الانترنت يؤدي إلى تحسين الجودة الديمقراطية للنظام السياسي في البلاد. في حين ترى أقلية فقط بأن استخدام الانترنت يمنح المواطنين امكانية أكبر للتعبير عن آرائهم (21%) وتزيد من قوة تأثيرهم (27%).

تعتقد أقلية أيضًا أن الإنترنت يساعد على فهم السياسة بشكل أفضل (40%) أو أن السياسيين والحكومة أكثر اهتمامًا بما يفكرون فيه بسبب الإنترنت (27%).

على الرغم من ذلك، أعرب عدد أكبر من الناس (51%) عن ترحيبهم بالتصويت الإلكتروني، مع وجود أكبر قدر من الشك في هذه المنظومة من طرف الأجيال الأكبر سناً.

البالوعة الرقمية

بالنسبة لأولئك الذين يستخدمون الإنترنت، فإن الإدمان والإفراط في الاستهلاك تمثل مشاكل متنامية، حيث يعتقد حوالي ربع (26%) من المستخدمين أنهم يهدرون الوقت الذي يُمكن استخدامه للقيام بأشياء مهمة على الانترنت؛ وأفاد 24% أنهم يقضون وقتًا أكثر مما يريدون في التصفح.

عموما، يشعر حوالي 38% بالتعرض للضغط في حياتهم الشخصية للردّ بسرعة على الرسائل الألأكترونية، وترتفع هذه النسبة بشكل كبير في السياق المهني، حيث يشعر حوالي ثلاثة أرباع المستخدمين (73%) بضغط مماثل.

يُشار إلى أن الدراسة الجديدة شملت 1.112 شخصًا ممّن تجاوزت أعمارهم 14 عامًا، وهي جزء من مشروع الإنترنت العالميرابط خارجي الذي يبحث في استخدام الإنترنت في 30 دولة.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية