اكتشاف بصمات أجسام مضادة قد تكون المسببة لإصابات كوفيد طويلة الأمد

غالبًا ما يشكو مرضى كوفيد الطويل من أعراض مثل الارهاق وصعوبة التنفس والضعف الإدراكي وترهل العضلات بعد أكثر من أربعة أسابيع من الإصابة الأولية. Keystone / Alessandro Crinari

توصّل علماء المناعة في المستشفى الجامعي بزيورخ إلى اكتشاف رابط بين المرضى الذين طوّروا متلازمة كوفيد-19 الحادة، المعروفة باسم كوفيد طويل الأمد، وتدني مستوى نوعيْن من الغلوبولين المناعي لديهم.

في العادة، تزداد مستويات الأجسام المضادة من الغلوبولين المناعي IgM و IgG3، التي ينتجها الجهاز المناعي لمكافحة العدوى، عندما يُصاب الشخص بفيروس كورونا المستجد. لكن الباحثين في زيورخ اكتشفوا أن مستويات هذه الأجسام تكون متدنية عند مرضى كوفيد الذين ما زالوا يُبلّغون عن أعراضٍ بعد مرور أربعة أسابيع، خاصة عندما يكون المُصاب من الفئة المعرّضة للخطر، بسبب التقدم في العمر أو الإصابة بالربو، مثلا. وقد دفع هذا الاكتشاف الأطباء إلى الربط بين تطوير ما يُسمّى بمتلازمة كوفيد-19 الحادة وتواجد بصمات مميزة من الأجسام المضادة.

ارتكزت دراسة هؤلاء الباحثين التي نُشرت نتائجها هذا الأسبوع في مجلة العلوم الطبيعية Nature Communicationsرابط خارجي على تتبع 175 شخصا أُصيبوا بوباء كوفيد-19 خلال الموجة الأولى من الجائحة، بينما تم استخدام حالات أربعين آخرين لم يُصابوا بالمرض كمجموعة مراقبة.

وتتوقّع النتائج المتوصّل إليها أنه ربما من أسباب الإصابة بكوفيد طويل الأمد – وهي حالة محدودة الفهم ولا يُوجد لها تعريف أو علاج موحّد حتى الآن – هو حصول استجابة مناعية خاطئة. 

وأوضح أودور بويمان، قائد الفريق البحثي بزيورخ في حديث لوكالة أنباء Keystone-SDA السويسرية أن هذا العمل “يفتح الباب لإمكانية التوصّل لعلاجات محددة، مثل استخدام الغلوبولينات المناعية أو الأدوية المعدّلة للمناعة”.

وأضاف بويمان أن أفضل حماية ضد كوفيد طويل الأمد يظل التطعيم، لأنه يحد من خطر سرعة تكاثر الفيروس، وبالتالي من الاستجابة المناعية الخاطئة. 

في الوقت نفسه، استخدم الباحثون النتائج المُتوصّل إليها في تطوير نموذج جديد لقياس مخاطر الإصابة بكوفيد-19 يجمع في نفس الوقت بين بصمات الجسم المضاد من جهة وعامليْ التقدم في العمر وتاريخ الإصابة بالربو لدى المريض. ونتيجة لذلك يُصبح بالإمكان تحديد مستويات الغلوبولين المناعي للنموذج بسهولة ودون تكلفة كبيرة، وفقًا لبويمان.

وقد تم حتى الآن اختبار جدوى هذا النموذج على مجموعة أخرى من الأشخاص تتكون من 395 حالة سبق أن أُصيب أصحابها بكوفيد-19.