مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الأجانب يحصلون على أعلى الأجور و.. أدناها!

هل يعني الحصول على أجور مرتفعة، مزيدا من الأموال في الجيوب؟ Keystone

يحصل الموظفون الأجانب من ذوي المهارات العالية على أجور تفوق ما يتلقاه كبار المسؤولين السويسريين، لكن العمال غير المؤهلين الوافدين من الخارج، يُـصنّـفون ضمن أصحاب أدنى الأجور، مثلما تُـظهر أحدث الإحصائيات.

في المقابل، لا تدعم هذه النتائج الأفكار السائدة عن افتكاك الأجانب للوظائف القيادية أو تعزيزهم لظاهرة المنافسة غير الشريفة في مجال الأجور، حسب تصريحات رئيس الغرفة التجارية السويسرية الأمريكية.

يتواصل عدد الأجانب القادمين للعمل في سويسرا في الارتفاع، وقد أصبحوا يشكِّـلون جزءًا لا بأس به من المسيِّـرين والمسؤولين التنفيذيين في العديد من الشركات والمصارف والمؤسسات السويسرية.

وفي المعدل، يكسب كبار المدراء والمسيِّـرين الأجانب، حوالي 10968 فرنك في الشهر، مقابل 10335 فرنك يحصل عليها نظراؤهم السويسريون، حسبما كشفت عنه أحدث الأرقام الصادرة عن المكتب الفدرالي للإحصاء.

وفي تصريحات لسويس انفو، أشار مارتان نافيل، رئيس الغرفة التجارية السويسرية الأمريكية، إلى أن الاقتصار على النظر إلى أصل الشخص يؤدّي إلى مغالطة، ويقول “يجب عليك أن تنظر أيضا إلى جنسية الشركة التي يعمل هؤلاء الأشخاص لفائدتها”.

وأضاف نافيل قائلا “إن شركة متعددة الجنسيات يوجد مقرها في سويسرا، تنتدب عددا أكبر من الأجانب مقارنة بشركة محلية، كما أنها ستواجه منافسة أكبر للعثور على الأشخاص المناسبين، وعلى سبيل المثال، هناك عدد أكبر من الوظائف، ذات الكفاءة العالية جدا والمرتبات الأرفع، في المقر الأوروبي لشركة دولية”.

وعلى عكس المدراء التنفيذيين وكبار المسؤولين، يقِـل متوسط أجور الأجانب العاملين في المِـهن اليدوية بـ 350 فرنك في الشهر عما يتلقاه السويسريون، الذين يقومون بنفس المهام.

تكلفة المعيشة

منذ أن فتحت سويسرا حدودها في عام 2004 بوجه العمال القادمين من البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وجّـهت النقابات تحذيرات دورية من مخاطر الإغراق الاجتماعي لسوق العمل وتأثيراته السلبية المحتملة على مستوى الأجور في البلاد، لكن نافيل يعتقد بوجود تفسير مغاير للإحصائيات الجديدة، ويشير إلى أن السويسريين لا يرغبون في القيام بالأعمال الشاقة والمتدنية، كما أنهم “سعداء بترك الوظائف ذات الأجور الضعيفة جدا للأجانب”.

ويضيف أن “السويسريين المتحصلين على كفاءات ضعيفة، يتمتّـعون بأفضلية لُـغوية طبيعية مقارنة بالأجانب، وهو ما يسمح لهم بالحصول على الأعمال الأفضل أجرا”.

من جهته، يقول طوماس داوم، مدير اتحاد أرباب العمل السويسريين، “إن فارق أجور المسيِّـرين الأجانب مقارنة بنظرائهم السويسريين، يقيم الدليل على أنه لا وجود لتمييز شامل في مجال الأجور تجاه العاملين القادمين من الخارج”.

التقرير الجديد الصادر عن المكتب الفدرالي للإحصاء أظهر أن متوسط الأجور في سويسرا قد سجّـل ارتفاعا بـ 2،2%، ليستقر في حدود 5674 فرنك في الشهر ما بين عامي 2004 و2006، لكن نقابات العمال تعتقد بأن هذا الارتفاع قد تبدّد بسبب ارتفاع تكاليف التأمين الصحي والعقارات والإيجار والمواد الخام، لتكون النتيجة انخفاضا بـ 0،1% في جيوب العمال بالأسعار الحقيقية.

في هذا السياق، كان كبار المسؤولين والمدراء في القطاع المالي، أكبر الفائزين، حيث بلغت نسبة ارتفاع معدل أجورهم 20% لتصل إلى 40000 فرنك، في حين جاء تصنيف العاملين في صناعة إعداد الأطعمة وتوزيعها في أدنى سُـلّـم الأجور بمعدل 3902 فرنك شهريا.

تمييز بين الجنسين

في العام الماضي، تراجع عدد الأشخاص العالمين مقابل مرتبات شهرية تقِـل عن 3500 فرنك، من 284 ألف شخص في عام 2000 إلى 200 ألف، لكن الهوّة القائمة بين أعلى الأجور وأدناها ازدادت تفاقما.

وقد عبّـر أكبر اتحاد نقابي في سويسرا UNIA عن استيائه الشديد للتراجع الضئيل جدا في الفارق القائم بين أجور النساء والرجال، حيث لا زالت أجور العاملات في سويسرا تقِـل في المعدل بـ 18،9% عن الرجال.

وقال أندرياس ريغر، الرئيس المشارك لاتحاد نقابات UNIA، “إذا ما استمرت أجور النساء في التحرك بمثل هذه الخطوة البطيئة في المستقبل، فسنحتاج إلى 30 عاما للوصول إلى المساواة في الأجور”.

سويس انفو – ماتيو ألّـن – مع الوكالات

(ترجمه من الإنجليزية وعالجه كمال الضيف)

عند إجراء مقارنة مع عدد من البلدان الأوروبية، يُـعتبر متوسط الرواتب الشهرية السويسرية، الذي يناهز 5674 فرنك، مرتفعا نسبيا، لكن يجب وضع هذا الرقم في إطاره في ظل الارتفاع الشديد لتكلفة المعيشة في سويسرا.

تذهب حوالي 10% من الأجور الخام إلى التأمينات الاجتماعية والتأمين على البطالة.

يبلغ معدل تكلفة إيجار شقّـة بغرفتين أو ثلاثة في معظم أنحاء البلاد حوالي 1000 فرنك شهريا، فيما تُـقدر تكاليف رسوم إجبارية على الراديو والتلفزيون بـ 40 فرنك في الشهر.

إجمالا، تذهب حوالي 60% من متوسط الأجر الخام في سويسرا لتسديد نفقات ثابتة.

في سياق إعداد تقريره، استجوب المكتب الفدرالي للإحصاء أكثر من 46 ألف شركة تشغِّـل 1،5 مليون موظف.
توصل التقرير أيضا إلى أن أعلى الأجور في عام 2006، كانت في زيورخ (6154 فرنك)، في حين أدنى الرواتب كانت في منطقة التيتشينو الجنوبية (4899 فرنك).
بالنسبة لحوالي رُبع الموظفين، شكّـلت الحوافز جزءً من الرواتب، التي تحصّـلوا عليها، كما ارتفعت النسبة المتوسطة للأجور المدفوعة بهذه الطريقة من 3،7% إلى 4،8% في عام 2006.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية