مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الأزمة المالية تـُخيـم على أجواء معرض الساعات الفاخرة في جنيف

Keystone Archive

تنتظم الدورة التاسعة عشرة للمعرض الدولي للساعات الفاخرة بجنيف وسط تخوف من تأثيرات الأزمة المالية. وإذا كان التراجع على الطلب متوقعا في حدود 50% بالنسبة لأمريكا الشمالية واليابان، فإن القطاع يراهن على الزبائن من أوروبا وروسيا ومنطقة الشرق الأوسط.

يستضيف قصر المعارض في جنيف ما بين 19 و23 يناير 2009 الدورة التاسعة عشرة للمعرض الدولي للساعات الفاخرة بمشاركة 17 مؤسسة من كبريات الشركات المتخصصة في صناعة الساعات الرفيعة. وإذا كان المعرض مقتصرا على المحترفين، فإن الجو الذي ينعقد فيه الذي تخيم عليه تأثيرات الأزمة المالية والاقتصادية يؤثر على عدد الزوار، بحيث تتوقع مديرته تراجعا في حدود 15% هذه السنة.

ضباب بعد الأرقام الخيالية

قطاع الساعات الفاخرة الذي عود الجمهور على أرقام خيالية، والذي كان البعض مطمئنا بأنه سوف لن يتأثر بسهولة بالأزمة المالية، يعرف اليوم سياسة تقشف بدت واضحة في معالم بعض أجنحة المعرض.

وحتى مديرة المعرض، فابيان لوبو، لم تتردد في التصريح في حفل الافتتاح بأنها تتوقع تراجعا في عدد الزوار من أمريكا الشمالية بحوالي 50%، ومن اليابان بزهاء 45%، إضافة إلى تراجع بحوالي 25% من البلدان الآسيوية الأخرى.

وعلى الرغم من تطمينات مديرة المعرض من أن صناعة الساعات الفاخرة “عرفت كيف تُكيـّف توجهها لكي تركز على قيم ثابتة مثل الأصالة والإرث الثقافي والخبرة”، فإن الأرقام التي أعلنت عنها بعض الشركات لا تترك مجالا للشك في أن تأثيرات الأزمة مست القطاع، وأن التساؤل المطروح فقط هو إلى متى ستستمر؟

فقد أعلنت عند افتتاح المعرض مجموعة “ريشمون”، التي تشارك بحوالي 12 شركة فرعية في معرض هذا العام، عن تسجيل تراجع بنسبة 7% في الفترة الممتدة من أكتوبر إلى ديسمبر 2008، أي بحوالي 2،31 مليار فرنك.

ونفس الشيء ينطبق على الشركات الأخرى التي فتح لها المعرض أبوابه للمرة الأولى مثل “رالف لاوران واتشز أند يوفلري”، و”أودمارس- بيغي”، و”جون ريشار”، و”جيرار بيريغو”، و”بارميجياني”.

ويـُقر رئيس الفدرالية السويسرية لصناعة الساعات، جون دانيال باش، بـ “الافتقار إلى وضوح الرؤيا بالنسبة للأشهر القادمة”، إذ تتوقع هذه الفدرالية أن يعرف القطاع تراجعا جديدا لم يسبق له مثيل في حجم المبيعات بعد الانخفاض المسجل في بداية الخريف. ويشار إلى أن صادرات صناعة الساعات السويسرية سجلت تراجعا بنسبة 15% في شهر نوفمبر الماضي.

الحل في البطالة الجزئية؟

أما الطريقة العملية التي تُعتبر الحل الأمثل لمواجهة الأزمة المالية بالنسبة لشركات صناعة الساعات الفاخرة، فتتمثل في إحالة جزء من اليد العاملة على البطالة الجزئية أو المؤقتة.

وهذا ما لجأت له مجموعة ريشمون في شركتها الفرعية “كارتيي” التي يوجد مقرها بدويلة فريبورغ السويسرية، والتي أحالت حوالي 60% من عمالها على البطالة الجزئية، أي 160 من أصل 200، وذلك ابتداء من شهر فبراير ولمدة ثلاثة أشهر.

حملة لمحاربة التزوير

وقد تزامن مع انعقاد المعرض إطلاق حملة لتوعية الجمهور فيما يتعلق بعمليات التزوير وما تخلفه من تأثيرات اقتصادية على القطاع.

وتهدف الحملة التي تقوم بها مؤسسة صناعة الساعات الفاخرة والفدرالية السويسرية لصناعة الساعات لتوعية الجمهور، عبر حضور الصحافة الدولية، بأبعاد تأثيرات تسويق أنواع مزيفة لماركات مشهورة من الساعات.

إذ أوضح رئيس الفدرالية السويسرية لصناعة الساعات جون دانيال باش أن “عدد الوحدات المزورة التي تـُصنع سنويا يفوق 40 مليون وحدة”.

وإذا كانت صناعة الساعات الفاخرة السويسرية قد صدّرت في العام 2007 أكثر من 26 مليون ساعة، فإن نسبة الساعات المزورة لأنواع سويسرية فاخرة تناهز 6%.

أما على المستوى العالمي، فإن تجارة التزوير تذر سنويا ما بين 200 إلى 300 مليار دولار أي ما بين 5% و7% من التجارة العالمية.

سويس إنفو مع الوكالات

المرتبة الثالثة: تُعتبر صناعة الساعات قطاع التصدير الثالث في سويسرا بعد الآلات والكيمياء، بحيث تصدر 95% من منتجاتها.

زيادة بـ 4 أضعاف: ارتفعت قيمة صادرات الساعات السويسرية إلى 16 مليار فرنك في عام 2007 مقابل 4,3 مليار عام 1986.

الوِجهات: تتصدر هونغ كونغ قائمة الأسواق الرئيسية لصناعة الساعات السويسرية متبوعة بالولايات المتحدة الأمريكية واليابان وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والصين وسنغفورا والإمارات العربية المتحدة.

الموظفون: من 90000 موظف قبل أزمة عقد السبعينات، انخفض عدد العاملين في القطاع إلى 30000 في منتصف عقد الثمانينات. واستقر عددهم في 48835 شخصا في عام 2007.

تراجع: في شهر نوفمبر 2008، الذي يعتبر عادة أهم شهر بالنسبة لصناعة الساعات، سجلت صادرات هذا القطاع تراجعا بنسبة 15,3%، وهو الانخفاض الأول منذ شهر مارس من عام 2005.

معرض الساعات الفاخرة ينظم ما بين 19 و23 يناير في جنيف، وهو معرض مفتوح للمحترفين فقط.

يتوقع أن تتراجع نسبة الزوار بحوالي 15% في هذا العام جراء الأزمة المالية.

يتوقع أن تصل نسبة التراجع بالنسبة للزوار من أمريكا الشمالية حوالي 50% وحوالي 45% بالنسبة لليابانيين.

تشارك فيه 17 شركة 12 عشر منها تابعة لمجموعة “ريشمون” التي تضم، مثلا، “بوم & ميرسيي” و”ييغر لوكولتر”، و”فاشرون كونستانتان”، و”مونبلان”.

في عام 2007، تجاوز حجم صادرات سويسرا من الساعات الفاخرة 26 مليون وحدة.

يتجاوز حجم التزوير بالنسبة للساعات السويسرية الفاخرة نسبة 6%.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية