مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الاعـتداءُ على الإمام كان “مُـتعـمّـدا”

عمال الإغاثة يسعفون الإمام موفق الرفاعي إثر تعرضه لطعنة بالسكين أثناء خطبة الجمعة 8 أكتوبر الجاري في المركز الإسلامي في لوزان Keystone

أعرب المتحدث باسم المركز الإسلامي في لوزان يوم الإثنين عن اعتقاده بأن المعتدي على إمام المركز يوم الجمعة الماضي كان يهدف بوضوح إلى قتله.

ومازالت سلطات مدينة لوزان تواصل التحقيق لتحديد ظروف وملابسات الحادث الذي أسفر عن إصابة الإمام وأحد المصلين بجروح خطيرة، بينما أصيب مصلون آخرون والجاني بجروح طفيفة.

“من الواضح أن الجاني كان يرغب في قتل الإمام”. هذه هي قناعة المتحدث باسم المركز الإسلامي في لوزان توفيق المالكي الذي أكد أن حياة الإمام لم تعد في خطر وأن صحته تتحسن رغم شعوره بالتعب الشديد.

السيد المالكي أوضح في تصريح لوكالة الأنباء السويسرية يوم الإثنين 11 أكتوبر الجاري أن المعتدي على الإمام موفق الرفاعي كان قد زار المركز في مناسبتين قبل أسبوعين، لكن تم طرده بعد أن رفض خلع حذاءه في قاعة الصلاة. فعاد للمرة الثانية يوم سبت ودخل لمعاينة المكان.

ويوم الاعتداء، أي الجمعة الماضي 8 أكتوبر، كان حوالي 260 مصليا يحضرون خطبة الإمام موفق الرفاعي التي تناول فيها حلول شهر رمضان. وأوضح المتحدث باسم المركز الإسلامي في لوزان أن المعتدي انتظر الوقت المناسب، أي لحظة الخشوع، لطعن الإمام.

الجاني، وهو من أصل مغاربي يبلغ من العمر 45 عاما، تقدم نحو الإمام وهو يحمل صحيفة تخفي السكين الذي كان مثَبـتا على ساعده بشريط لاصق، ثم غرس السكين في بطنه. ويعتقد المتحدث باسم المركز الإسلامي في لوزان أن الجاني كان قد خطط لفعلته حيث قال: “إن الاستعدادات توضح أن ذلك (الاعتداء) كان متعمدا”.

وبعد طعن الإمام، تهجم المعتدي على سبعة مصلين من بينهم سويسري معتنق للإسلام يبلغ من العمر 65 عاما أصيب بجروح خطيرة ومازالت حالته الصحية تدعو للقلق.

وإثر تنفيذ الاعتداء، صرخ الجاني في وجه المصلين “لستم مسلمين صالحين”. ولا يستبعد المتحدث باسم المركز الإسلامي في لوزان أن يكون الاعتداء من تنفيذ “متطرف”.

أما بعض المصلين فوجهوا أصابع الاتهام للوهابيين. لكن بعض الأشخاص كانوا قد وجهوا نفس الاتهام للإمام السني المُعتدى عليه موفق الرفاعي.

المعتدي يقر باعتداءه

وكانت شرطة مدينة لوزان قد أعلنت في بيان صدر يوم الأحد 10 أكتوبر الجاري أن الحالة الصحية للإمام موفق الرفاعي مستقرة.

وورد في البيان أن المعتدي، الذي ألقي عليه القبض في قاعة الصلاة من قبل المصلين، فر في منتصف سبتمبر الماضي من مستشفى حيث كان سيخضع لتقييم وفحص لحالته النفسية.

وقد وصلت دوريات الشرطة والإغاثة إلى مكان الاعتداء بعد دقيقتين من تلقي مركز الشرطة للبلاغ. وهرعت خمس سيارات إسعاف وطبيب لإغاثة المصابين.

وتمكن 25 من رجال الشرطة والإسعاف ومحققين من الشرطة القضائية من تجميع العناصر الأولى في عين المكان ومحاصرة المركز. بينما فتح قاضي التحقيق في دائرة لوزان تحقيقا لتحديد أسباب وظروف القضية بالتفصيل.

المتحدث باسم شرطة لوزان كريستيان سيشو، أوضح أن الإمام الرفاعي والمصلي السويسري أصيبا بجروح خطيرة في البطن وخضعا لعمليات جراحية مساء الجمعة. وبينما بدأت الحالة الصحية للإمام تتحسن تدريجيا، مازال المصلي السويسري داخل دائرة الخطر، خاصة وأنه كان في المستشفى قبل أيام من وقوع الحادث بسبب مرض في القلب. أما المصابون الستة الآخرين فيعانون من جروح طفيفة وغادروا المستشفى.

وأضاف السيد سيشو أنه “لم يتم بعد تحديد جنسية المعتدي ومازال التحقيق جاريا لأنه لم تكن لديه أوراق هوية”.

وجاء في البيان الصادرة عن الشرطة السويسرية أن منفذ الاعتداء أقر لدى سماع أقواله يوم السبت الماضي أمام قاضي التحقيق بعملته وتم وضعه رهن الاحتجاز بتهمة محاولة القتل. كما أدلى بمعلومات وفيرة عن مشواره الخاص.

وتتصدر لائحة الاتهامات الموجهة للمعتدي محاولة الاغتيال وإلحاق جروح جسدية خطيرة وأخرى بسيطة بالضحايا، وتعريض حياة الغير للخطر. وقد استأنفت عمليات التحقيق يوم الإثنين لتحديد الدوافع الحقيقية للمعتدي.

تنديد مشترك

ويذكر أن 11 جمعية مسلمة من كانتون فو أدانت يوم الأحد الاعتداء. وقالت في بيان مشترك: “هذا العمل الشنيع والمتوحش أصابنا بصدمة عميقة”.

وشدد البيان الموقع من رؤساء الجمعيات ونائب رئيس إحداها على أن “وقوع الاعتداء خلال خطبة الجمعة يزيد من ذعرنا وسخطنا”، مؤكدين أن “لا شيء يمكن أن يبرر أو يجد عذرا لهذا العمل الإجرامي”.

ويأمل موقعو البيان أن تتم محاكمة المعتدي قريبا في المحاكم، كما أعربوا عن قلقهم من القدح وأصابع الاتهام التي وُجهت لمراكز إسلامية أخرى إثر الحادث.

وقالوا في هذا السياق إن “أعمال واستفزازات شخص مختل نفسيا لا يجب أن تؤدي إلى إثارة الكراهية وسط الجالية المسلمة أو المساهمة في خلق خلط مشبوه بين سكان كانتون فو”.

ورغم غياب الإمام، واصل المركز الإسلامي في لوزان -الذي أنشأ عام 1979- نشاطاته بصفة عادية عشية شهر رمضان الذي سيحل قبل نهاية الأسبوع الجاري. وتم تعويض الإمام كما جرت العادة عندما يذهب في عطلة.

ويذكر أن الإمام موفق الرفاعي البالغ من العمر 38 عاما والأب لأربعة أطفال، يرأس المركز الإسلامي في لوزان منذ 1992. ويُعرف الإمام اللبناني الأصل، حسب المركز، بدعواته للاعتدال وإدانته للمتطرفين.

سويس انفو مع الوكالات

وقع الاعتداء على الإمام موفق الرفاعي أثناء خطبة الجمعة 8 أكتوبر 2004
الإمام (38 عاما) من أًصل لبناني وأب لـ4 أطفال، ويرأس المركز الإٍسلامي في لوزان منذ 1992
المعتدي (45 عاما) من أصل مغاربي مجهول الهوية ويعاني على ما يبدو من اضطرابات نفسية.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية