مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الامم المتحدة تدعو لانهاء حرب اليمن قبل شهر من محادثات سلام محتملة

مارة أمام سيارات متضررة بعد غارة على الحديدة في اليمن في الثاني من آب/اغسطس 2018 afp_tickers

اعتبرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن الجمعة ان الهجمات التي شهدتها مدينة الحديدة اليمنية وراح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى “أمر مروع” ولا يمكن تبريرها، مطالبة بإنهاء الصراع في البلد الفقير.

وصدرت الدعوة هذه بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أنّ الامم المتحدة تعتزم دعوة الأطراف المتحاربين إلى جنيف في 6 أيلول/سبتمبر، للبحث في إطار عمل لمفاوضات السلام المتوقفة منذ 2016.

وقتل عشرون شخصا على الاقل وأصيب 60 بجروح الخميس في مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين في غارة جوية أمام مستشفى الثورة وفي قصف استهدف سوق السمك، وفق أطباء وشهود عيان.

لكن المتمردين تحدثوا عن غارتين جويتين على المستشفى وسوق السمك، وقالوا عبر قناة “المسيرة” المتحدثة باسمهم إنهما أديتا الى مقتل 55 شخصا وإصابة 124 بجروح، متهمين التحالف العسكري بقيادة السعودية بتنفيذهما.

ورد المتحدث باسم بالتحالف خلال مؤتمر صحافي في الرياض الجمعة باتهام الحوثيين، قائلا ان “الاستهداف تم من قبل الميليشيات الحوثيات باطلاق القذائف على المستشفى وسوق السمك”.

وقال تركي المالكي ان التحالف لم ينفذ الضربات وان “أقرب هدف استهدفه التحالف الأربعاء والخميس يقع على بعد 2,5 كلم من المستشفى وسوق السمك”.

وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ليزا غراندي في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه إن أعمال العنف هذه “أمٌر مروع”، مضيفة ان “المستشفيات محمية بموجب القانون الدولي الانساني. وليس من الممكن أبداً تبرير هذه الخسائر في الأرواح”.

وأضافت ان مستشفى الثورة الذي تعرض للغارة “هو الأكبر في اليمن وأحد المرافق الطبية القليلة العاملة في المنطقة. ويوجد به واحد من أفضل مراكز علاج الكوليرا في المدينة”.

وتابعت “يعتمد مئات الآلاف على هذا المستشفى من أجل بقائهم على قيد الحياة”.

– جثث وسيارات محترقة –

وتضم مدينة الحديدة ميناء رئيسيا تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجّهة إلى ملايين السكان. لكن التحالف العسكري يعتبر الميناء ممرا لتهريب الأسلحة ولمهاجمة سفن في البحر الأحمر.

وكان التحالف بدأ في 13 حزيران/يونيو هجوما على المدينة الساحلية على البحر الاحمر، بقيادة الإمارات الشريك الرئيسي في التحالف، وبمشاركة قوات موالية للرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي.

وفي مطلع تموز/يوليو، أعلنت الإمارات تعليق الهجوم على مدينة الحديدة نفسها لإفساح المجال أمام وساطة للأمم المتحدة، مطالبة بانسحاب الحوثيين من المدينة والميناء.

ويندر أن شنت طائرات التحالف ضربات جوية ضد مواقع داخل مدينة الحديدة.

وبعيد هجمات الخميس، كتبت الممثلة المقيمة لمنظمة الامم المتحدة للطفولة “يونيسف” ميريتشل ريلانيو في حسابها بتويتر “دمر قصفٌ آخر في الحديدة العائلات والأحلام والآمال بمستقبل أفضل.”

وتقدّمت من جهتها منظمة الصحة العالمية “بالتعازي لأهالي الضحايا” بعد الهجوم على مستشفى الثورة الذي قالت إنه “أحد أكبر المستشفيات التي نقدم لها الدعم في اليمن”.

كما قالت جوليان فيلدويجك، نائبة مدير منظمة “كير” العالمية في اليمن في بيان “نخشى من تدهور محتمل (…) بعد ان منحت التهدئة السكان الفرصة لالتقاط أنفاسهم”.

وأظهرت صور التقطها مصور فرانس برس سيارات محترقة وبقع دماء وجثث ضحايا ومصابين يتلقون العلاج.

أوقعت الحرب في اليمن اكثر من عشرة آلاف قتيل منذ تدخل التحالف العسكري في 2015 في النزاع بين المتمردين الحوثيين الشيعة والقوات الموالية للحكومة المستمر منذ 2014. ويسيطر المتمردون على مناطق واسعة بينها العاصمة صنعاء.

– “يجب ان يتوقف” –

وتقول الامم المتحدة ان 9500 من بين مجموع قتلى النزاع مدنيون، ومن بينهم أكثر من 2200 طفل، مشيرة الى ان الغارات الجوية “هي المتسببة في غالبية الضحايا المدنيين”.

وتسببت الحرب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم حيث تهدد المجاعة أكثر من ثمانية ملايين من سكان البلد الأفقر في شبه الجزيرة العربية.

وقالت غراندي في بيانها “لقد فقد الكثير من الناس حياتهم في اليمن، ويجب أن يتوقف هذا الصراع”.

وجاءت الدعوة بعدما اعلن غريفيث أمام مجلس الامن عن دعوة الأطراف المتحاربين إلى جنيف في 6 أيلول/سبتمبر للبحث في إطار عمل لمفاوضات سلام.

وقال غريفيث أمام مجلس الأمن الدولي ان “هذه المشاورات ستوفّر الفرصة للأطراف، بين أمور أخرى، لمناقشة إطار عمل للتفاوض، والإجراءات المتصلة ببناء الثقة وخطط محددة لتحريك العملية قدماً”.

وتوقفّت المحادثات السياسية التي رعتها الأمم المتحدة حول اليمن في العام 2016.

وأكد مسؤول في الحكومة اليمنية لوكالة فرانس برس الجمعة ان السلطة المعترف بها دوليا ستشارك في محادثات جنيف. لكن المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته قال “سنذهب ولكننا غير متفائلين”.

واضاف “الجانب الحكومي غير متفائل بهذه المشاورات في ظل عدم وضوح الموقف وعدم نجاح المبعوث الأممي في اقناع الميليشيات بالانسحاب من (مدينة) الحديدة ومينائها دون قتال”.

ذكر غريفيث الذي عُيّن العام الماضي لقيادة جهود السلام، إنه “لا يزال يحاول” التفاوض توصّلاً إلى اتفاق لتفادي اندلاع معركة واسعة داخل مدينة الحديدة، لكنه أشار إلى أنّ الحل في المدينة يجب أن يكون جزءاً من “حل سياسي شامل”.

وعبّر غريفيث عن قلقه لأنّ الحديدة قد تكون “نقطة ساخنة” تُقوّض جهود عقد محادثات في أيلول/سبتمبر، ودعا المجلس إلى دعم جهود خفض التوتر في المدينة.

وأضاف أنه تم تسجيل تقدّم في المحادثات المتصلة بنقل السيطرة على الميناء من الحوثيين إلى الأمم المتحدة “لكنّ الهوة لم يتم ردمها” بين الأطراف.

من جهتها أعربت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هالي عن دعمها لجهود الأمم المتحدة لدفع الطرفين للمجيء إلى جنيف والجلوس الى طاولة المفاوضات.

ودعمت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا التحالف بقيادة السعودية في حملته العسكرية في اليمن، لكنها أعربت عن قلقها إزاء الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين.

وقالت هالي “المدنيون في خطر، البنية التحتية في خطر، وعلينا بصفتنا مجتمعًا دوليًا المطالبة بأن يجتمع الطرفان سويًا وأن يفهما خطورة ذلك”.

بور-جج-فوم-مع/ص ك/اع

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية