مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

البلدان المغاربية تتطلّـع لرؤية أوباما مُحقِّـقا أمانيها المُـتضاربة

الرئيس باراك أوباما يُصافح وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون في مقر الوزارة بواشنطن يوم 22 يناير 2009 Keystone

تنطلِـق الأماني المغاربية، المُعلّـقة على عهد الرئيس الجديد باراك حسين أوباما، في اتجاهات مختلفة، بل ومتعارضة، لأن كُـلاّ منها يسعى لاجتذاب الموقف الأمريكي إلى صفِّـه في الصراع الإقليمي.

وإذا كان الجزائريون يؤمَـلون بأن تُعزّز الإدارة الجديدة موقِـفهم الدبلوماسي في مواجهة الرباط، بما يُحقق ضمّ الجمهورية الصحراوية التي تحتضِـنها الجزائر إلى الأمم المتحدة، يُـراهن المغرب على الشراكة التقليدية مع واشنطن لتسجيل نِـقاط جديدة، إن على صعيد نزاع الصحراء أم على صعيد تطوير التعاون الثنائي، وخاصة في المجال الاقتصادي.

أما في ليبيا وتونس وموريتانيا، فتطغى الأجندات المحلية على رُؤية النُّـخب الحاكمة للعهد الجديد، الذي دشّـنه أوباما وطاقمه المخضرم، والذي حمل معه وعودا كثيرة بالتغيير، ممّـا أشاع نوعا من التوجّـس من احتمال مُـمارسة ضغوط عليها لدفع مسار الإصلاحات السياسية والاقتصادية أو لمعاودة التطبيع مع إسرائيل، خاصة بالنسبة لموريتانيا.

ورأى الدكتور أحمد الأطرش، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الفاتح، بالعاصمة الليبية طرابلس ردّا على سؤال لسويس أنفو في شأن قراءته لمستقبل العلاقات الليبية الأمريكية في عهد أوباما، أن “ليبيا يهمّـها أن تكون العلاقات أفضل وأن تتلقّـى دُفعة إلى الأمام”.

وشرح قائلا “نحن الآن ما زلنا في مرحلة إعادة بناء الثقة. فالبَـلَـدان كانا في حالة خِـصام وصراع طيلة عقدين من الزمن، وعلاقاتهما ظلّـت مقطوعة بشكل شبه كامل، أما إذا تكلّـمنا عن العلاقات مع الولايات المتحدة، من وجهة نظر الشارع الليبي، فالناس يحتاجون إلى أمور ملموسة، مثل تسهيل منح التأشيرات للطلاّب الليبيين للدراسة في أمريكا، وهي الآن صعبة، وكذلك تكثيف المبادلات التجارية مع القطاع الخاص…”.

واعتبر الأطرش أن الأمريكيين “استفادوا من التقارب مع ليبيا أكثر من الليبيين، وأنا أتحدّث عن المواطنين. فالدولة لها حساباتها ومصالحها، وهذا موضوع آخر، لكن الناس يحتاجون إلى تجسيد هذه العلاقة الجديدة على الأرض. فنحن لدينا مشاكل على صعيد البنية الأساسية والإدارة، وأعتقد أن الولايات المتحدة قادرة على مساعدتِـنا في هذه المجالات، لأن هذا ليس بالأمر الصعب”، مع ذلك، عكس كلام هذا الأكاديمي خَـيبة أمل ليبية من حَـصاد المصالحة مع الولايات المتحدة، التي جسَّـدتها زيارة وزيرة الخارجية المتخلية كوندوليزا رايس لطرابلس في شهر سبتمبر الماضي، إذ اعتبر أن “نسَـق المصالحة الليبية الأمريكية، ما زال بطيئا أكثر من اللازم. فنحن اليوم في السنة الخامسة من المصالحة، غير أن العلاقات لم تتوضّـح ولم يتبلْـور الفَـهم المتبادل، على رغم أن مجلس الشيوخ وافق على تعيين سفير في ليبيا وباشر السفير مؤخّـرا مهامه”.

وأشار إلى الإمكانات المتوافرة لدى دولته مؤكِّـدا أن “هناك بُـلدانا تستخدم السياحة لتطوير العلاقات الثنائية، مثل تونس، وليبيا لديها أيضا ورقة مهمة هي النفط”، وتابع مؤكِّـدا أن “أوباما لديه ملفات صعبة، لكن لابدّ من الاستفادة من عهده، لإعطاء دفعة للعلاقات الأمريكية الليبية والأمريكية العربية”.

وتطرّق الدكتور أحمد الأطرش، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الفاتح بطرابلس لخطاب الرئيس الجديد بعد أداء القسم والمختلف عن الإدارة السابقة تُـجاه العالم الإسلامي، فأكَّـد أنه سعِـد “مثلما سعد كثير من الليبيين بتأكيد الرئيس الجديد أن سياسته تُـجاه العالم الإسلامي ستكون مبنِـية على الحوار والمصالح المشتركة، وهذا تفكير رزين، لأنه ينظر إلى بعيد. فالولايات المتحدة قوّة عُـظمى حاليا، لكن العالم يسير نحو تعدّدية قُـطبية مع البروز التّدريجي للبرازيل والصين والهند والإتحاد الأوروبي. أما على الصعيد الإقليمي المغاربي، فضمان متانة العلاقات في المستقبل يحتاج إلى حلّ مشكل الصحراء، إذا كانت هناك نية صادقة، فبذلك، ستصبح هناك انسيابية في العلاقات بين بلدان المنطقة”.

نزاع الصحراء.. تدافع الأطراف

هل يجوز توقّـع مثل هذه الانسيابية في ظل الاحتقان الذي أشار إليه التعاطي المُـتباين في الجزائر والرباط، مع مهمة الموفّـد الأمريكي الأممي الجديد إلى الصحراء؟ الأرجح أن كِـلا من العاصمتين المعنِـيتين بالنزاع، ستمارس أقصى الضغوط للحصول على دعم من الإدارة الأمريكية لموقفها.

وتجلّـى ذلك من خلال التعاليق التي وشت بما في الصّدور من نوايا وانتظارات من الإدارة الجديدة، فالمعلِّـقون الجزائريون توقّـفوا عند تأكيد أوباما على تفضيل لُـغة الحوار على الحرب، وإعلان ديفيد اكسلرود، أحد كبار مستشاريه، أن الرئيس الجديد سيبذُل في أسرع وقت، جهودا دبلوماسية مكثّـفة عبر العالم، مُرجّـحين أن الصراع في الصحراء الغربية، الذي يُعتبر من أقدم النزاعات في العالم، سيكون من ضمنها.

وفي هذا السياق، أبدى محمد عبد العزيز، رئيس الجمهورية الصحراوية، التي تُؤيِّـدها الجزائر، في تصريحات نقلتها صحيفة “الفجر” الجزائرية، تفاؤله بتسوية هذا النزاع خلال ولاية الرئيس الأمريكي المنتخب، وقال في هذا الإطار “يخالِـجنا شعور بأنه سيتِـم الاعتراف باستقلال الصحراء الغربية وتسجيل انضمامها إلى منظمة الأمم المتحدة خلال رئاسة باراك أوباما”. وعزا عبد العزيز هذا التفاؤل إلى أسباب عدة، أهمها أن إدارة الرئيس الجديد ستتميّـز باحترامها للقانون الدولي، ومن ضمنه الحق في تقرير المصير الذي أقرّته منظمة الأمم المتحدة.

ويُراهن الجزائريون في هذا السياق، على مبادرة أطلقتها أخيرا هيئة تُدْعى “التنسيقية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي”، والتي اجتمعت في شهر نوفمبر الماضي في مدينة بلنسيا الإسبانية وأشعرت كتابيا الرئيس أوباما بموقفها من النزاع في الصحراء قبل تسلّـمه مقاليد الرئاسة، داعية إياه إلى “الدّفع داخل المجموعة الدولية نحو بلورة حلول، تمكِّـن الشعب الصحراوي من ممارسة حقّـه في تقرير مصيره بكل حرية”.

وفي هذا السياق، باشرت الأحزاب المشاركة في الأكثرية الرئاسية الحاكمة في الجزائر، اتصالات مع السفير الأمريكي المُـعتمد حديثا في البلد ديفيد بيرس، شملت التساؤل عن الموقف الذي ستعتمده الإدارة الجديدة من نزاع الصحراء، وإن كان المحور الرئيسي للاتصالات يتعلّـق باستقراء مواقف الأحزاب من الانتخابات الرئاسية المقرّرة في شهر أبريل المقبل.

لكن مصدرا مطَّـلِـعا، فضّـل عدم الكشف عن هويته، أفاد سويس أنفو، أن السفير بيرس تطرّق مُـطوّلا في محادثته مع أمين عام حزب جبهة التحرير عبد العزيز بلخادم لمسألة السماح لمراقبين دوليين بمتابعة الانتخابات المقبلة. وأكّـد المصدر أن بلخادم نقل للسفير الأمريكي موافقة الرئيس بوتفليقة على استقدام مراقبين أجانب، بمن فيهم الأمريكيين، لمتابعة سير الانتخابات.

هذا الاهتمام الرسمي الشّديد بتوجّهات الإدارة الجديدة، يُقابله تريُّـث لدى بعض المراقبين الجزائريين الذين يُحذِّرون من الإفراط في الحماسة والتفاؤل، على غرار المعلِّـق السياسي مرزاق تقرين، الذي شبَّـه التعاطي مع أوباما بـ “المسيح العائد حاملا بين يديه حلاّ سحريا لإرجاع العالم إلى السكّة الطبيعية وعلاج أمراض أمريكا والإنسانية قاطبة”، ونبّـه تقرين إلى دور اللوبيات القوية في الولايات المتحدة، التي ستجعل الرئيس الجديد غير حرّ في مبادرته وحركته السياسية، على رغم سيطرة حزبه الديمقراطي على مجلسي، النواب والشيوخ.

شراكة متميزة مع المغرب

على خلاف هذا الرأي المُتحفّـظ وفي الأقل المتريِّـث، نلحظ في المغرب تفاؤلا بالإدارة الديمقراطية الجديدة، خصوصا أن وزيرة الخارجية التي خلفت رايس في قيادة الدبلوماسية الأمريكية تحتفِـظ بذكريات جيِّـدة عن زيارتها للمغرب أثناء الولاية الثانية لزوجها بيل كلينتون، في إطار جولة لم تشمل الجزائر. وينظر كثير من المغاربة إلى أوباما على أنه رئيس لدولة تشكِّـل حليفا دائما لبلدهم.

وفي هذا الإطار، اعتبر عبد الله البقالي، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ورئيس تحرير صحيفة “العلم” الناطقة باسم الحزب الذي يقوده رئيس الحكومة عباس الفاسي، أن “للولايات المتحدة دورا أساسيا في قضية الصحراء”، مُذكِّـرا بأن “المغرب بنى سياسته الخارجية على أساس التوافق مع توجّهات السياسة الأمريكية، خصوصا في مجال الموقف من الإرهاب والمدّ المتطرّف في العالم، وانخرط في كافة الجهود وعلى كل المستويات في هذا المضمار”.

وقال لسويس أنفو، “أملنا أن تسير وزيرة الخارجية الجديدة السيدة هيلاري كلينتون على خُـطى الإدارات السابقة، في إسناد موقف المغرب من الصحراء، خاصة أن زوجها عارف بتفاصيل الملف”.

وأضاف “نحن نتطلّـع أيضا في المجال الاقتصادي، وهو جانب مهِـمّ في علاقاتنا الثنائية، إلى تسريع خطوات تطبيق اتِّـفاق التجارة الحرّة، الذي توصلت له البلدان ونُعوِّل على الإدارة الجديدة في إسناد النموّ الاقتصادي المغربي”.

وأوضح البقالي لسويس انفو أنه “من مُـقتضيات اتِّـفاق التجارة الحرّة، أن تنفيذه يتمّ على مراحل، وبالتالي، فمراهنتنا تنصَبّ على تسريع النّسق لضمان دخوله حيِّـز التطبيق في القريب”، لكنه لم يغفَـل البُـعدين، الإقليمي والدولي في سياسة الإدارة الجديدة، فأكّـد أن المغرب “جزء من المجموعة المغاربية، والعربية بشكل أعم، ولذلك، نتقاسم معها الرّغبة في تغيير السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط نحو التوازن ومراجعة النظرة السلبية للإسلام، كي نُعزّز فرص التفاهم بين حضارتينا”.

بحث عن استثمارات.. وتوجس من ضغوط

وتتطلع الأوساط الرسمية في تونس إلى إدارة أوباما بروح لا تختلف كثيرا عن المغاربة في الملفات الثنائية، إذ تأمل بتذليل العَـقبات التي حالت في عهد الإدارة السابقة، دون التوقيع على اتفاق للتبادل الحر مُقتبس من الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه مع المغرب.

كما تأمل تونس استقطاب مزيد من الاستثمارات الأمريكية في الفترة المقبلة، لتعديل الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية في اقتصاد مُـنفتح على الخارج بنسبة 80%.

وتحاشت مصادر رسمية، الخوض الآن في الآمال المعلّـقة على أوباما في المجالات السياسية، غير أن مصدرا حسن الإطلاع، أوضح لسويس أنفو، أن “ملف الإصلاحات قد يُشكِّـل مصدر سوء تفاهم بين الجانبين، إذا ما ارتأت الإدارة الجديدة مُـمارسة ضغوط على الحكّـام العرب، لدفع نسَـق الديمقراطية إلى الأمام”.

أما موريتانيا، فتخشى من ممارسة ضغوط عليها من نوع آخر، إذ أن رئيس المجلس العسكري الحاكم الجنرال ولد عبد العزيز شارك في قمة الدوحة العربية الطارئة، تماشيا مع ضغط الشارع الموريتاني وللخروج من عُـزلته الإفريقية والدولية، فوجد نفسه مُوَرَّطا في الالتزام بقرار تجميد التطبيع مع الدولة العبرية، الذي اتّـخذته القمة. ونفّـذت موريتانيا وقطر، الدولتان الوحيدتان المعنِـيتان بتطبيق القرار، ما تمّ الاتفاق عليه وسط مخاوِف أعضاء المجلس العسكري من ضغوط أمريكية وأوروبية عليه لإلغاء القرار.

وأوضح مُحلِّـلون موريتانيون أن الحكومة الحالية، التي تواجه صعوبات اجتماعية بسبب غلاء الأسعار واتساع الغضب من تدهور الأوضاع المعيشية، تخشى من استخدام الدّول المانحة الأساسية، أي الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي، ورقة المساعدات للضّغط عليها وحملها على التراجع عن قرار تجميد التطبيع.

الخلافات.. والفرصة المهدورة؟

من هذا المشهد، يبدو الإتحاد المغاربي، الذي ما زال يُـناقش مدى وجاهة الانضمام إلى الإتحاد من أجل المتوسط، الذي ترأسه فرنسا، بعد المواقف الأوروبية الأخيرة المؤيِّـدة لإسرائيل، يتساءل أيضا عن مستقبل علاقاته بالحليف الآخر الولايات المتحدة. والثابت، أن خيمة اتحاد المغرب العربي المشلول منذ خمسة عشر عاما، لم تتّـسع لبلورة موقِـف موحّـد من أجندة الإدارة الأمريكية الجديدة.

صحيح أن النّخب المغاربية تتّـفق تقريبا في توسم الخير خلال الأيام الأولى لأوباما، والتي وصفها أحدهم بـ “شهر العسل”، وتأمل أن يمنح اهتماما أكبر لقضايا العرب بروح حِـوارية ووِفاقية، تقطع مع منطق الغطرسة الذي انتهجه سلفه.

ورأى الأكاديمي الليبي الدكتور الأطرش، مؤشرات على ذلك في “الخطوات الصغيرة، التي أقدم عليها في اليومين التاليين لتنصيبه، مثل إقفال معتقل “غوانتنامو” وقرار الإبقاء على القوات القتالية فقط في العراق”، إلا أنه اعتبر هذا المصطلح غامِـضا مُتسائلا “ما معنى “قوات قتالية: وأخرى غير قتالية؟”

ونلحظ المشاعر المتردِّدة نفسها في ردود الفعل، التي تعكسها أبرز المواقع الإلكترونية المغاربية في تعاليقها على بدايات الرئيس الجديد. مع ذلك، تمسك الأطرش بإمكان الوصول إلى تسوية للصِّـراع في الصحراء “مثلما تمّ حل مشكل “لوكربي” بين ليبيا وأمريكا”، على حد تعبيره. غير أن الخلافات المغاربية والتي طفت على السطح بشكل صارخ خلال الحرب على غزّة، تجعل الصفوف مشتَّـتة وتُقلِّـل من احتمال الاستفادة من الفرصة التي يمثلها مجيء إدارة جديدة للبيت الأبيض، مثلما رأى كثير من المراقبين للأوضاع المغاربية، “التي يطغى عليها التفكّـك والتجزئة”، كما لاحظ الأطرش.

رشيد خشانة – تونس

الرباط (رويترز) – قال أول سفير للولايات المتحدة لدى طرابلس منذ 36 عام، ان الولايات المتحدة قد تقيم علاقة عسكرية مع ليبيا اذا لم يعترض الحرس القديم طريق تحسين العلاقات. وكان وصول السفير الامريكي جين كريتز الى طرابلس الشهر الماضي تتويجا لحوار حذِر استمر على مدى عشر سنوات بين الولايات المتحدة وليبيا، التي سعى زعيمها معمر القذافي لسنوات الى احباط المصالح الامريكية.

وحققت العلاقات تقدما كبيرا في عام 2003، عندما تخلت ليبيا عن برامج الاسلحة المحظورة ثم سجلت قفزة اخرى الى الامام العام الماضي عندما اتفق الجانبان على تسوية مطالب التعويضات المتعلقة بتفجيرات، من بينها تفجير طائرة ركاب فوق لوكربي في عام 1988، ألقى الغرب المسؤولية عنه على ليبيا.

وقال كريتز في حديث هاتفي “من الواضح أن الليبيين يفكرون في علاقة عسكرية محتملة مع الولايات المتحدة، وذلك أمر قد ندرسه”، وأضاف “فيما يتعلق بالارتباط العسكري، نحن نتخذ خطوات صغيرة في هذه المرحلة”. وقال انها ستبدأ بارسال جنود وضباط ليبيين الى الولايات المتحدة للتدريب في اطار البرنامج الدولي للتعليم والتدريب العسكريين، وهو برنامج يمنح للدول الحليفة والصديقة، وكذلك بأشكال أخرى من التعاملات، بين القوات المسلحة للدولتين، وتابع أن هذه الجهود المشتركة قد تسمح بتعزيز الثقة المتبادلة بين الدولتين.

وقال كريتز لرويترز، دون أن يخوض في تفاصيل “بعد أن ننتهي من ذلك ونثق في أن بامكاننا ان نقيم هذا النوع من العلاقات، ربما يمكننا الانتقال الى نوع أكثر تركيزا”.

وتتعاون الدولتان بالفعل في محاربة الارهاب، حيث أمضت السلطات الليبية سنوات في التصدي لاسلاميين متشددين يسعون للاطاحة بنظام القذافي “الاشتراكي الاسلامي” واقامة نظام ديني. وتحرص الدولتان على منع جناح تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا من توسيع نطاق حملة الهجمات والتفجيرات، التي يقوم بها خارج قاعدته في الجزائر.

وقال كريتز “نأمل في أن نعمل مع الليبيين كما نعمل مع دول أخرى، لضمان عدم حصول الجماعة على النفوذ الذي تسعى لتحقيقه في المنطقة”.

وهون خبراء في العلاقات الامريكية الليبية من امكانية قيام صداقة حقيقية بين الدولتين، قائلين ان لليبيا حلفاء علاقتها بهم أكثر منطقية، لكنها مضطرة للتودد لواشنطن، لانهاء العقوبات التي هددت بتدمير اقتصادها.

وسحبت الولايات المتحدة سفيرها السابق من طرابلس في عام 1972 وغادر جميع الدبلوماسيين الامريكيين البلاد، بعدما اقتحم حشد السفارة الامريكية في طرابلس وأشعلوا فيها النار عام 1979.

ومنذ رفع العقوبات الامريكية، قبل خمسة أعوام تقريبا، فضلت ليبيا شركات أغلبها أوروبية وآسيوية في صفقات لمشروعات للبنية الاساسية قيمتها مليارات الدولارات.

وقال كريتز إن جزءا من مهامه سيكون تسهيل اجراءات الحصول على تأشيرات الدخول والسعي لضمان حصول الشركات الامريكية على فرص مساوية لغيرها من الشركات للعمل في ليبيا، وتابع “من واقع خبرتي التي لم تتجاوز أسبوعين، هناك مجموعة محددة ترغب في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة”. ونفى السفير ما تردد عن استقباله بفتور في طرابلس، وقال “لم ألق هنا غير الحفاوة”، ومضى يقول “قدمت أوراق اعتمادي في أسبوعين وهي فترة سريعة جدا.. ثمة اخرون انتظروا لشهور”. ولكنه قال، ان هناك حرسا قديما في طرابلس يعارض المضي قدما بسرعة نحو علاقات قوية مع واشنطن. وقال “كما يدرك الجميع، فالعلاقات مع الولايات المتحدة تتضمن قدرا كبيرا من الالتزامات من الطرفين، وسنرى مدى استعدادهم لتحمل تلك الالتزامات”، وأضاف أن حقوق الانسان ستظل جزءا من حوار يقوم على الاحترام المتبادل وأن قضايا رشاد الحكم، يجب أن تدرج أيضا على جدول الاعمال.

واستبعد القذافي اصلاح الساحة السياسية الليبية. فالاحزاب السياسية لا تزال محظورة والمعارضة تجرم، ولكن هناك نقاشا حذرا يدور. ودعا سيف الاسلام ابن القذافي، الذي يتمتع بنفوذ قوي، الليبيين الى التحدث صراحة عما تعرضوا له من سوء معاملة في الماضي. واعتبر كريتز السماح للمعارض الليبي ادريس بوفايد بالسفر الى الخارج للعلاج أمرا “ايجابيا”. وقال “نطالب أيضا بالافراج غير المشروط عن كل السجناء السياسيين، بما في ذلك مجموعة الدكتور بوفايد، الذين ما زالوا محتجزين”.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 14 يناير 2009)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية