التبادل التجاري الحر مع واشنطن تحت المجهر

تعتبر الولايات المتحدة السوق الثانية من ناحية الأهمية بالنسبة للصادرات السويسرية Keystone

أفاد تقرير مستقل نُشر في واشنطن، أن اتفاقية للتبادل التجاري الحر بين سويسرا والولايات المتحدة قد تكون لها "إيجابيات مقدرة" للبلدين.

في الوقت نفسه، يعترف التقرير بأن اتفاقا من هذا القبيل سيكون له انعكاس “لا يعتد به” على نمو الإقتصاد السويسري.

يوم الثلاثاء 27 سبتمبر، كشف معهد الإقتصاديات الدولية – وهو مركز أبحاث مستقل يتخذ من واشنطن مقرا له – عن الخلاصات الأولية التي توصل إليها تقرير سوف ينشر قبل شهر يناير القادم وهو الموعد الذي سيقرر فيه وزير الإقتصاد السويسري جوزيف دايس ووزير التجارة الأمريكي روب بورتمان ما إذا كانت حكومتا بلديهما ستجريان مفاوضات من أجل التوصل إلى إبرام اتفاق للتبادل التجاري الحر.

النتائج الأولى التي توصل إليها التقرير عُـرضت أمام حشد من رجال الأعمال بحضور جون دانيال غربر، كاتب الدولة السويسري للشؤون الإقتصادية.

في البداية وجه غاري هوفباور، المحرر الرئيسي للتقرير، تحذيرا مفاده أنه “حتى عندما يتعلق الأمر ببلدين يتمتعان بمستوى نمو من قبيل سويسرا والولايات المتحدة فإن هناك العديد من الأوجه المعقدة لبلورة اتفاق للتبادل التجاري الحر”.

وبالمناسبة، أشار الباحث إلى أن فريقه قدم في عام 2001 تقريرا بخصوص مشروع اتفاق مماثل بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لكن وبعد مرور أربعة أعوام فإن هذا الإتفاق لم ير النور بعدُ.

في المقابل، يتوقع التقرير المتعلق بالمشروع السويسري الأمريكي أن تسير الأمور بشكل مغاير “بما أنهما من أكبر المؤيدين لرأسمالية السوق، فإن بإمكان سويسرا والولايات المتحدة أن يتوصلا إلى اتفاق يحمل طابعا تجديديا يمكن أن تستلهمه منظمة التجارة العالمية”.

مرحلة استكشافية

التقرير توصل إلى أن “الإيجابيات المحتملة” للإتفاق بالنسبة للبلدين “ذات قيمة كبيرة”. حيث يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع نسق انسياب البضائع بين البلدين بنسبة تتراوح بين 20 و100% وإلى نمو حجم الإستثمارات الأمريكية في سويسرا بحوالي 40%.

في المقابل، يعترف معهد الإقتصاديات الدولية بأن الإيجابيات الأخرى لاتفاق تبادل تجاري حر ستكون “متواضعة” إن لم تكن بسيطة جدا. وبالفعل، لا تتجاوز التقديرات المتعلقة بالإرتفاع المرتقب في تبادل الخدمات بـ 12%. وفي هذا الخصوص، يشير التقرير إلى أن اتفاقا من هذا القبيل سيؤدي إلى “تغييرات لا اعتبار لها في نسب النمو في سويسرا وفي الولايات المتحدة”.

أما في أفضل الحالات فإن “المكاسب المرتبطة بإجمالي الناتج الداخلي لكل طرف ستكون في حدود مليار ومائة مليون دولار في السنة وهو ما يعني بالنسبة لسويسرا حوالي 0،5% من الربح الدائم أي سنويا وفي كل عام”.

من جهته، شدد جون دانيال غربر، الذي أجرى على مدى يومين محادثات حول مشروع الإتفاق مع مسؤولين أمريكيين في وزارة الخارجية وفي مكتب كاتب الدولة للتجارة، على أنه “لم يحصل بعد على تكليف للتفاوض” وأشار إلى أن الملف “ما زال في مرحلة استكشافية”.

السيد غربر عبر عن تفاؤله بخصوص التوصل إلى اتفاق لكنه لم يُخف “وجود عقبات”. وعلى رأس هذه العقبات وضع كاتب الدولة السويسري والباحث غاري هوفباور الزراعة.

وفيما لا ينظر الأمريكيون بعين الرضى إلى أشكال الدعم المخصصة لحماية القطاع الفلاحي السويسري، يشير الخبير هوفباور إلى أنه ستبرز العديد من الحساسيات في الولايات المتحدة بخصوص أنواع الجبنة وبجميع المنتجات التي تحتوي على مادة السكر، وهما قطاعان يتمتعان بحماية شديدة في الولايات المتحدة”.

سويس إنفو

معطيات أساسية

صناعة الساعات وقطاع الأدوية والمواد الصيدلانية والصناعات الكيماوية هي أهم المستفيدين من اتفاق محتمل للتبادل التجاري الحر بين سويسرا والولايات المتحدة

في المقابل، سيكون القطاع الزراعي السويسري أكبر الخاسرين حيث سيكون متاحا للولايات المتحدة استيراد القموح ولحوم البقر بوجه خاص من السوق السويسرية بأسعار منخفضة جدا عما هو معمول به فيها

في الوقت الحاضر، لا ينظر الطرف الأمريكي بعين الرضا إلى أشكال الدعم التي تحمي الزراعة السويسرية

في بداية عام 2006 سوف تقرر سويسرا والولايات المتحدة ما إذا كانت حكوماتهما ستخوضان مفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق للتبادل التجاري الحر بين البلدين

باختصار

تعتبر الولايات المتحدة بحصة تصل إلى 10% السوق الثانية بالنسبة للصادرات السويسرية وراء ألمانيا (20،6%) وأمام فرنسا وإيطاليا

في عام 2004، بلغت قيمة الصادرات السويسرية من البضائع والخدمات 14،2 مليار من الفرنكات

أما الصادرات فوصلت قيمتها إلى 5،7 مليار فرنك