مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“نريد أن نضع أيدينا بأيدي بعض ونُكوِّن قوة تبحث عن حلول”

مارتن لاندولت، رئيس الحزب البورجوازي الديمقراطي. Keystone

الحفاظ على الإتفاقيات الثنائية مع الإتحاد الأوروبي ومواصلة تطوير إستراتيجية الطاقة وتطبيق برنامجها، هما إحدى أولويات الحزب البورجوازي الديمقراطي خلال الدورة التشريعية المقبلة. ولمزيد من المعلومات حول الموضوع، أجرت swissinfo.ch هذه المقابلة مع رئيس الحزب مارتن لاندولت.

“لقد بدأنا عام الإنتخابات بداية غيْر مُوفّقة”، هذا اعتراف صريح من مارتن لاندولت، بعد الهزائم التي مُنِيَ بها حزبه في الإنتخابات على مستوى الكانتونات، لكنه مع ذلك، لا يزال متفائلا بشأن الإنتخابات الفدرالية، ويقول بأن معايير تصويت الناخبين على الصعيد الوطني تختلِف، وأن الحزب البورجوازي الديمقراطي رابط خارجيسيخرج منها أقوى، وكذلك الشأن بالنسبة لأحزاب الوسط.

swissinfo.ch: ما هي أهَـم أولوياتكم خلال الفترة المقبلة؟

مارتن لاندولت: أولا وقبل كل شيء، المحافظة على الاتفاقيات الثنائيةرابط خارجي والدِّفاع عنها، وأن نوضّح طبيعة علاقتنا مع أوروبا ونُعجّل بقَـدْر الإمكان في إزالة اللّبس الذي اعترى تلك القضية، وتنفيذ مبادرة الحد من الهجرة الجماعية.رابط خارجي

والأولوية الثانية بالنسبة لنا، هي تطوير وتنفيذ، بشكل مُنظّم ومُمَنهج، ثورة على مستوى الطاقة، ولابد من الاستفادة من الفرصة الإقتصادية التي تُـتِيحها هذه الإستراتيجية. وحاليا، يعمل البرلمان على إنجاز الرُّزمة الأولى من الإجراءات. وأما الرزمة الثانية، والتي تهدِف إلى تحقيق إصلاح ضريبي وبيئي بالإستناد إلى نظام حوافز، فستكون محلّ اهتمام بالغ من جانبنا وسنعمَل على إنجازها.

swissinfo.ch: أنتم في الحزب البورجوازي الديمقراطي تقولون بأنكم تريدون إنقاذ الإتفاقيات الثنائية مع بروكسل، فما هو مدى استعدادكم؟

مارتن لاندولت: أمام علاقتنا بالإتحاد الأوروبي ثلاثة احتمالات، الإتفاقيات الثنائية، وهي بالنسبة لنا ضرورية، ومن ثَـم هناك القطيعة أو العُضوية، وهما ما لا نريد.

فالحلّ الوحيد إذن، هو المسار الثنائي، ولذلك نرغب بكتابته في الدستور، حتى تُصبِح المسألة واضحة تماما، ونعتقد بأن هذا الأمر يحترم إرادة الشعب، لاسيما بعد الإستفتاء الذي حصل يوم 9 فبراير 2014 وقبول “مبادرة الحدّ من الهجرة الجماعية“، فقد عبّر الشعب عن موقِفه المُؤيّد لكبْح جِماح الهجرة.

حتى الآن، نحن الحزب الوحيد الذي أوضح كيف وبأيّ طُـرق يمكن تحقيق رغبة الشعب في الحد من الهجرة وتعزيز توظيف القِوى العاملة الوطنية، من دون المساس بالإتفاقيات الثنائية.

المزيد

المزيد

الحزب البورجوازي الديمقراطي والسويسريون في الخارج

تم نشر هذا المحتوى على يعرض رئيس الحزب البورجوازي الديمقراطي رؤيته لدور سويسرا في العالم ولما يُمثله السويسريون المقيمون في الخارج بالنسبة لحزبه.

طالع المزيدالحزب البورجوازي الديمقراطي والسويسريون في الخارج

swissinfo.ch: ما هي الحلول التي يطرحها الحزب البورجوازي الديمقراطي للحد من سلبيات الفرنك القوي؟

مارتن لاندولت: أكون معك صادِقا، لا شيء، وصحيح بأن ظاهرة الفرنك القوي قد برزت إلى السَّطح ووضعتنا أمام تحديات في غاية الصعوبة، ولكن هذا الحال ليس جديدا، وقد صار لنا عشرات السنين بعُملة قوية، ومع ذلك فإن تصدير الصناعة لدينا ناجح.

وأما ما لا ينبغي علينا فعله، فهو الإستسلام للإنتهازية السياسية والسَّعي لاستغلال الفرنك القوي في طرح مشاريع سياسية لا تحظى بشعبية، ونحن مستعدّون، وهو ما نقوم به فعلا، أن ندعم القيام بإجراءات محدَّدة، مردودها سريع ومكانها صحيح، ولكننا على غير استعداد لأن ننضمّ إلى جوقة أولئك الذين يُطالبون برفع القيود والقضاء على البيروقراطية، لأنها مَطالب غير واقعية وهي مُدرجة منذ عقود على برامج جميع الأحزاب.

swissinfo.ch: منذ سنوات، والجدل محتدم حول الحِجاب والتطرف والإرهاب،… ما هي المكانة التي يمكن أن يتبوَّأها الإسلام في المجتمع السويسري؟

مارتن لاندولت: إذا كُنا نريد أن نفصل بحق بين الدِّين والدولة، فيجب أن يكون للإسلام مكانته في سويسرا، ولكن ليس كما للكاثوليكية والبروتستانتية، المشمولتان ضِمن التعليم المدرسي. وطالما أننا نعتبِر أن مجتمعنا ليبرالي جدا، وكذلك بالنسبة للحزب البورجوازي الديمقراطي، فيجب علينا أن نُتيح المجال للإسلام وأن نسمح للناس بتديُّنهم، بشرط أن يحترموا المبادِئ التي تحكم التعايُش المشترك وتلك التي يقوم عليها مجتمعنا.

swissinfo.ch: في الآونة الأخيرة، خرج حزبكم مهزوما من الإنتخابات في بعض الكانتونات، كيف يمكن قراءة هذه النتائج في ضوء الإنتخابات الفدرالية؟

مارتن لاندولت: في كانتونيْن. ليس لدينا ما نُخفيه، لقد وقعت لنا هزيمتان مُؤلمتان في برن وريف بازل، وقُمنا بتحليل نتائجهما، واستخلصنا من كِلتا الحالتيْن جُملة تفسيرات، غير أنهما لا تمُتّان للإنتخابات الفدرالية بصِلة، وإن كان من وِجهة نظر الرأي العام، يصعُب القول بأن الهزيمة شيء والإنتخابات الفدرالية شيء آخر.

لقد بدأنا السَّنة الإنتخابية بشكل سيِّء، لكننا نعتقد بأن ثمّة معايير أخرى يستنِد إليها المواطنون في الإنتخابات الفدرالية، وسيكون الحُكم علينا وِفقا لقضايا وطنية. ووجودنا كحزب في الحكومة، يمنحنا فرصةً أكبر للمشاركة في إيجاد حلول، مقارنة مع ما هو مُتاح على مستوى الكانتونات.

swissinfo.ch: في الوقت الرّاهن، يبدو أن الحزب البورجوازي الديمقراطي ظلّ قويا فقط في الكانتونات التي شهِدت انطلاقته (غراوبوندن وغلاروس وبرن). فكيف هي رغبتكم في التغلغل في جميع أنحاء الوطن، خاصة في الغربية منها؟

مارتن لاندولت: لدينا ثلاث مجموعات من الكانتونات، الأولى، كانتونات المنشإ الثلاثة، غلاروس وبرن وغراوبوندن، حيث أننا فيها قوة مركزية، ولدينا ممثلين في حكوماتها، ثم هناك كانتونات ليس لدينا فيها أشخاصا مُنتَخَبين، وبالتالي، من الصعب علينا أن يكون لنا فيها حضور سياسي، مع أن لدينا أعضاء نشطين جدا فيها.

ثم هناك كانتونات بين بين، أي أننا ممثلون في برلمانات تلك الكانتونات، وأحيانا بأعداد أتاحت لنا تشكيل مجموعات برلمانية، ومن خلال الدراسة التي أجريناها بعد الإنتخابات في ريف بازل، تبيّن لنا بأننا لم نتمكّن من استِخدام تلك الساحة، بما يحقق لنا حضورا بارزا على المستوى الكانتوني.

ولهذا السبب، رأينا بأن من المفروض علينا أن ننطلق بحملة الإنتخابات الفدرالية من الآن، لاسيما وأن الحزب البورجوازي الديمقراطي قد نجح خلال السنوات الأخيرة في تحقيق العديد من الإنجازات على الصعيد الوطني، وسيُواصل هذا النهْج مستقبلا، وإذا ما جعل المواطنون هذه النجاحات وهذا الإلتزام مرجعا في اختيارهم، فأعتقد بأن عملنا سيُكافأ.

الحزب البورجوازي الديمقراطي

تمّ إنشاء الحزب بانشِقاق مؤسِّسيه عن حزب الشعب السويسري (يمين شعبوي)، إثر الفشل في إعادة انتخاب الوزير كريستوف بلوخر في ديسمبر 2007، وقد عُقد الإجتماع لتأسيس الحزب البورجوازي الديمقراطي في نوفمبر 2008 في غلاروس.

ومنذ ذلك الحين، يحظى الحزب بمقعد في الحكومة الفدرالية، وتشغله وزيرة المالية الحاليةرابط خارجي إيفلين فيدمر – شلومبف، التي تمّ انتخابها خلَفا لكريستوف بلوخر، وكانت تمثِّل فرع حزب الشعب في غراوبوندن، وقبِلت بالانتخابات التي أطاحت ببلوخر، فما كان من حزب الشعبرابط خارجي إلا أن فصلها، الأمر الذي دفع أنصارها إلى إنشاء تشكيلة جديدة.

يتواجد الحزب البورجوازي الديمقراطي بشكل رئيسي في ثلاثة كانتونات، هي برن وغراوبوندن وغلاروس، وهي تحديدا الكانتونات التي شهِدت وِلادة حزب الشعب في عام 1971، ويوجد حاليا لدى الحزب 17 فرعا على مستوى الكانتونات.

في الإنتخابات البرلمانية الفائتة (أكتوبر 2011)، كان الحزب البورجوازي الديمقراطي من بين الفائزين، حيث حصل على نسبة 5,4٪ من الأصوات، وأحرز بذلك على تِسعة مقاعد في مجلس النواب (الغرفة السفلى) وعلى مقعد واحد في مجلس الشيوخ (الغرفة العليا).

swissinfo.ch: يصِف البعض الحزب البورجوازي الديمقراطي بأنه “حزب صغير يتبوأ مقعدا في الحكومة الفدرالية”، فما هي فرص نجاحكم في الإحتفاظ بهذا المقعد في الإنتخابات القائمة؟ وهل سيكون ذلك مُمكنا بينما قوّتكم الانتخابية الحالية بالكاد تزيد عن 5٪؟

مارتن لاندولت: نحن أصغر حزب في الحكومة، لا ننكر ذلك، ولا نريد أن نتظاهر بأننا أكبر مما نحن عليه، ونهجنا ليس من اختيارنا، وإنما له صلة وثيقة بتاريخ الحزب البورجوازي الديمقراطي، الذي ينمو من أعلى إلى أسفل، وليس العكس.

مع ذلك، نريد أن نضع أيدينا بأيدي بعض ونكوِّن قوة تبحث عن حلول سويا مع شركائنا في الحكومة الفدراليةرابط خارجي، وأيضا بشكل مستقل، ونحن على قناعة بأن القِوى التي تسعى إلى إيجاد حلول، ستكون الإنتخابات لصالحها وتعزِّز من قوَّتها، وعندها ستتحقّق لنا مكانتنا في تشكيل الأغلبية في البرلمانرابط خارجي وفي الحكومة.

وزيرتنا تلعب دورا مُهِما في الحكومة الفدرالية، وهي إلى جانب عملها المتميِّز، تضمن تكوين أغلبية تسمح بالاستمرار في المشاريع والسياسات طويلة الأجل، مثل التحوّل إلى مصادر الطاقة المتجدِّدة وإصلاح النظام الضريبي الخاص بالشركات، وإصلاح النظام المالي والمحافظة على الإتفاقيات الثنائية مع الإتحاد الأوروبي، ولن يكون من المناسِب أن تتشكّل داخل الحكومة الفدرالية أغلبية أخرى تغيّر المسار 180 درجة.

swissinfo.ch: هل يعني هذا أن حِزبكم سيحتفظ بمقعده في الحكومة الفدرالية لعام 2016؟

مارتن لاندولت: أعتقد بأنه سيكون لنا في عام 2016 مقعدٌ في الحكومة الفدرالية، وسيجد وزيرنا الدعم من الوسط السياسي ومن الحزب البورجوازي الديمقراطي الذي تعزّزت قوته.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية