مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الخلافُ مازال قائما، ولهجةٌ جديدة في الحوار

امام لجهة المساومة التي اعتمدها الاتحاد الاروبي، يبقى على سويسرا اتخاذ القرار بشأن مقاومتها لمطالب بروكسيل وبأي ثمن swissinfo.ch

لم تتمكن الجولةُ الرابعة من المفاوضات بين سويسرا والاتحاد لأوربي حول اتفاقية مُكافحة التهرب الجمركي من تقريب وجهات النظر بين الجانبين. ورغم الخلافات القائمة، وصفت برن اللقاء في بروكسيل يوم الخميس بـ"البناء".

التهرب الجُمركي هُو من بين الملفات المطرُوحة للنقاش بين سويسرا والاتحاد الأوربي بهدف إبرام الرُّزمة الثانية من الاتفاقيات القطاعية بين الجانبين. ويبدو أن هذا الملف هو الأكثر تعقيدا حيث خلق متاعب حقيقية للطرفين بلغ درجة المُساومة.

تغيير في اللهجة

وبلهجة تهديد ومُساومة غير مسبوقة، لم يتردد كبيرُ مفاوضي الاتحاد الأوروبي السويدي Percy Westerlund في إبلاغ سويسرا بضرورة قبول مُقترحات بروكسيل حول كيفية تطبيق اتفاقية مكافحة التهرب الجمركي إذا كانت ترغب في تقدم المفاوضات حول الملفات المتبقية.

وتتعلقُ هذه الملفات بالسرية المصرفية والضرائب وخوصصة قطاع الخدمات واتفاقية “شينغين” الخاصة بحرية تنقل الأشخاص ومعاهدة “دَبْلين” المُتعلقة بسياسة اللجوء بالإضافة إلى مجالات أخرى تشمل على سبيل المثال التعليم والتكوين ووسائل الإعلام والإحصائيات والبيئة والمُنتجات الزراعية المُصنعة.

وأوضحت اللهجةُ الجديدةُ التي اعتمدتها بروكسيل تجاه بيرن إرادة قوية للاتحاد الأوروبي لفرض معاييره على سويسرا وكذا نظرته الشاملة لكافة الملفات المطروحة على طاولة المفاوضات.

ومنذ انطلاق هذه المفاوضات قبل ستة اشهر، بدأ يظهر تغيير نوعي في موقف الاتحاد الأوربي إزاء سويسرا، موقف تميز بتصميم وتصلب قد يدفعان الحكومة الفدرالية إلى التفكير بعض الشيء في سير المفاوضات وحتى علاقاتها بالاتحاد.

اتفاق على المبدأ وخلاف حول التنفيذ

وفيما يتعلق بنقطة الخلاف الرئيسية بين الجانبين حول ملف التهرب الجمركي، يعتقد الوفدُ السويسري أن مُشكلة تهرب بعض مواطني الاتحاد الأوربي من سداد الضرائب في بلادهم من خلال حسابات مصرفية لهم في سويسرا هي العائق الأساسي في عدم تقدم المفاوضات بين الطرفين.

هذا الاتفاق الذي يسعى إليه الطرفان سيعمل على التخلص من مشكلة الرسوم الجمركية على بعض السلع الاستهلاكية ومن أهمها التبغ والمشروبات الكحولية.

سويسرا كانت قد رفضت من قبل الربط بين الملفين: مُراقبة الحسابات التي يتهرب أصحابها من تسديد الضرائب من ناحية والتعريفة الجمركية على التبغ والمشروبات، كما رفضت أيضا جميع المقترحات التي قدمتها بروكسيل في مشكلة تهرب مواطنيها من الضرائب على الأرباح. ورأت برن أن الحلول الأوروبية تتعارض مع القوانين المصرفية وأهمها سرية البيانات المتعلقة بأصحاب الودائع والحسابات.

ويريد الاتحاد الأوربي وضع حد للاحتيال والتهرب الجمركي من خلال تدوين كافة النشاطات غير الشرعية التي تضر بالمصالح المالية للاتحاد وللدول الأعضاء فيه في بند عام يوافق عليه الجانبان. لكن سويسرا تشترط التعامل مع المخالفات كل واحدة على حدة بحيث تريد وضع قائمة تتضمن الجرائم التي تتطلب مساعدة إدارية وتعاونا قضائيا بين برن وبروكسيل.

وحسب رئيس الإدارة الفدرالية للجمارك رودولف ديتريش Rudolph Dietrich الذي أكد أن لقاء بروكسيل سمح بـ”فهم وجهة نظر الطرف الآخر بطريقة افضل”، فانه من الممكن التوصل تِقنيا إلى حل وسط بحث يتم التفاوض حول البند العام الذي تطالب به بروكسيل مع ضم لائحة المخالفات التي تشترطها برن كملحق للبند العام.

وتزامن لقاء الوفدين السويسري والأوربي في بروكسيل مع زيارة العمل التي قام بها وزير الخارجية السويسري جوزيف دايس إلى إسبانيا يوم الخميس. وكانت مدريد محطة ناقش خلالها الوزير السويسري مع نظيره الاسباني جوزيب بيكو العلاقات الثنائية بين البلدين غير أن علاقة سويسرا مع الاتحاد الأوربي كان لها نصيب الأسد في المحادثات.

سويس انفو مع الوكالات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية