رغم وجودهم في 192 دولة… السويسريون غائبون تمامًا عن هذه البلدان

يوجد السويسريون والسويسريات في معظم أنحاء العالم تقريباً، باستثناء خمس دول فقط، على الأقل بشكل رسمي. وفي ما يلي إحصائيات جديدة عن المواطنين السويسريين الذين يعيشون في الخارج.
أصدر المكتب الفدرالي للإحصاء مؤخرًا، أحدث الإحصائيات المتعلقة بسويسرا الخامسة. وتظهر هذه البيانات الاتجاه العام في السنوات الأخيرة، إذ يتزايد عدد السويسريين والسويسريات من جميع الأعمار، المقيمين في الخارج والمقيمات، بشكل مستمر. فمقارنةً بعام 2023، ارتفع عدد هؤلاء بمقدار 13،300 شخص، ما يعادل زيادة بنسبة 1،6%.

وباستثناء عام 2017، شهد عدد السويسريين المقيمين خارج البلاد زيادة مستمرة منذ عام 2002، إذ ارتفع من 598،000 إلى 826،700 في عام 2024. وبهذا العدد من السكان، تصبح الجالية السويسرية في المهجر، من الناحية النظرية، رابع أكبر كانتون في البلاد بعد كانتون فو مباشرة.
فهل يكفي هذا للقول إنّ السويسريين والسويسريّات شعبٌ من المهاجرين والمهاجرات؟ تؤكّد الأرقام ذلك. فوفقًا لأحدث الإحصائياترابط خارجي، يعيش المواطنون السويسريون والمواطنات السويسريات في 192 بلدا من أصل 197 دولة معترف بوجودها. وهكذا، تخلو خمس دول فقط من الرعايا السويسريين.
وتشمل هذه الإحصائيات المواطنين السويسريين الذين ليس لديهم إقامة في سويسرا، والذين يُسجَّلون ضمن سجلات السويسريين في الخارج، المودعة لدى السفارة أو القنصلية المختصة وفقًا للقانونرابط خارجي. كما تتضمن هذه الفئة أيضًا المواطنين السويسريين العاملين في الخارج لصالح وزارة الخارجية، مثل السفراء، والقناصل، والموظفين الإداريين.

المزيد
ارتفاع مستمرّ في عدد السويسريين والسويسريات في الخارج… فما هي الأسباب؟
بلد لم تطأه قدم سويسرية
ومنذ أن بدأ المكتب الفدرالي السويسري للإحصاء في جمع البيانات قبل 31 عامًا، لم تستقبل ناورو، الدولة الجزرية الصغيرة الواقعة في المحيط الهادئ على بعد 14،473 كيلومترًا من برن، أي مقيم ذي أصول سويسرية.
وتبلغ مساحة ناورو 21 كيلومترًا مربعًا، مما يجعلها ثالث أصغر دولة في العالم. وتُعتبر هذه الجزيرة، التي يقدَّر عدد سكانها اليوم بحوالي 12،000 نسمة، واحدة من أغنى الدول في السبعينات بفضل استغلال الفوسفات. ومع نفاد احتياطي هذه المادة، أصبحت ناورو اليوم من أفقر الدول في العالم. كما أنها استضافت مخيمًا للاجئين مموّلًا من أستراليا، وسجّلت أحد أعلى معدلات الإصابة بمرض السكري عالميًا.
نزوح جماعي دائم
كذلك شهدت توفالو، دولة جزرية في المحيط الهادئ ويبلغ عدد سكانها أقل من 10،000 نسمة، نزوحا كاملا للرعايا السويسريين. فمنذ عام 2003، لم يسكنها سوى سويسري واحد بين عامي 1995 و2002.

وفي آسيا الوسطى، وبالتحديد في تركمانستان، لم يُسجَّل أي مقيم سويسري منذ عام 2016. فهذه الجمهورية الاستبدادية، التي يحدّها بحر قزوين، وإيران، وأفغانستان، وأوزبكستان، وكازاخستان، معروفة باحتياطاتها الهائلة من الغاز الطبيعي. وفي عام 2010، كان لا يزال ثمانية مواطنين سويسريين (من الذكور والإناث) مسجّلين هناك. ولم تفتح الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (DDC) مكتبًا لها هناك.
تأثير الجائحة
وحتى عام 2020، كان عدد قليل جدًا من الرعايا السويسريين مسجلين في جزر مارشال وبالاو، الدولتين الجزريتين في المحيط الهادئ، وكذلك في كوريا الشمالية.
ففي جزر مارشال، الواقعة بين هاواي والفلبين، كان هناك مواطن أو مواطنان سويسريان مسجّلان حتى عام 2020. ومنذ عام 2021، لم يعُد أي مواطن سويسري هناك.
أما في بالاو، فكان هناك ثلاثة مواطنين سويسريين (من الذكور والإناث) مقيمين حتى نهاية عام 2020 قبل مغادرتها. وتحدثت إحداهن، عالمة الأحياء البحرية فانيسا جايته، لموقع سويس إنفو (SWI swissinfo.ch) عن رحلتها قائلة: “بعد ’الهروب‘ بسبب كوفيد-19، من أستراليا أولًا ثم من غانا، نحن الآن مستقرون في سويسرا.” وتحدّثت إلينا من بالاو، حيث كانت تقضي عطلتها قائلة: “كنّا نريد أن يعرف أبناؤنا وبناتنا منزلهم الأوّل.” أما الآن، فتعيش الأسرة في أوبرلاند بيرنيز المطلّة على بحيرة تون.
ومنذ عام 2023، حل مواطن سويسري جديد بهذه الجزيرة. ولا تعرف فانيسا جايتيه هوية هذا الشخص، فقالت: ”لم يخبرني أيٌّ من أصدقائي هنا عن سويسري آخر يعيش هنا“
الانسحاب من كوريا الشمالية
وفي كوريا الشمالية، لم يعد هناك أي مواطن سويسري (أنثى أو ذكر) مدرج في إحصائيات سويسرا الخامسة، مع أنه تم إحصاء مواطنين سويسريين ومواطنات سويسريّات هناك منذ بدء جمع البيانات.
وقد سجلت سويسرا حضورهارابط خارجي في كوريا الشمالية منذ عام 1995، ولا سيما من خلال وكالة التنمية والتعاون، التي قامت بأنشطة إنسانية هناك في إطار محاربة المجاعة التي حلّت بهذا البلد في التسعينات. وقد زوّدت سويسرا، من بين مشاريع أخرى، برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بالحليب المجفّف.
ولكن بعد إغلاق مكتب التعاون التابع للوكالة السويسرية للتنمية والتعاون في بيونغ يانغ، غادر جميع مواطنيها كوريا الشمالية. وعلقت سويسرا مشاريعها في البلاد، بعد أن أغلقت حدودها بسبب الجائحة. ومنذ مارس 2020، أصبح الدخول إلى البلاد محظورًا، بأي حال من الأحوال. وكتبت الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون على موقعها الإلكتروني: ”سيتم البت في استمرار أنشطة سويسرا في كوريا الشمالية، بمجرد السماح لموظفي الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون بدخول البلاد مرّة أخرى“.
تحرير: بالتس ريغيندينغر
ترجمة: موسى آشرشور
مراجعة: عبد الحفيظ العبدلي
التدقيق اللغوي: لمياء الواد

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.