مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

موسكو والشرق الأوسط ، ومصر والمونديال، والأكراد واليمن ..

صورة للصحف السويسرية
اهتمت الصحف السويسرية هذا الأسبوع بالتقارب بين السعودية وروسيا وتأهل مصر للمونديال 2018 و التحديات الحائلة دون تحقيق حلم الانفصال الكردي. swissinfo.ch

اهتمت العديد من الصحف السويسرية هذا الأسبوع بدلالات التقارب السعودي الروسي وتبعاته والعقبات أمام أكراد العراق على طريق الاستقرار وإعادة إحياء الكرة المصرية، وكذلك الأوضاع المزرية في اليمن، وقضية تاجر لبناني متهم بتهريب الآثار السورية والتعامل مع “تنظيم الدولة الإسلامية” هناك.. 

موسم الحج إلى الكرملين

تناولت صحيفة “طاغس انتسايغر” الصادرة بتاريخ 7 أكتوبر 2017 الزيارة التاريخية للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى موسكو ورأت فيها تعزيز للنفوذ الروسي في المنطقة، ومؤشرا على تشكيل تحالفات جديدة رغم التباينات السياسية بين الطرفين.

 وأضافت الصحيفة أن “السعودية ليست الطرف الوحيد، الذي يشد الرحال إلى الكرملين الروسي، فهناك دول أخرى كمصر وتركيا والمعروفة بانتمائها إلى المعسكر الأمريكي، أصبحت تسعى لعقد صفقات واتفاقيات مع الطرف الروسي”، مشيرا إلى تعدد الأسباب التي تقف وراء ذلك.

وذكّرت الصحيفة بأنه على المستوى الإقتصادي: “تعد روسيا أكبر منتج للنفط من خارج منظمة الأوبك وبالتالي جاءت الحاجة لعقد اتفاق بين الرياض وموسكو للحفاظ على استقرار سعر البرميل حتى لا يهبط إلى أقل من 60 دولارا في تحد للطموح الأمريكي بتسويق النفط الصخري في الولايات المتحدة”.

 “وعلى الصعيد الجيوسياسي تأتي محاولة التقارب السعودي لتعكس انتهاج الرياض سياسة أكثر براغماتية مع موسكو بعد نجاح سياسات الأخيرة في سوريا والعراق وليبيا وحتى اليمن”، وفق الصحيفة السويسرية. وتأمل السعودية، دائما بحسب نفس الصحيفة في “تهميش العدو الشيعي إيران ولا سيما في سوريا عبر هذا التقارب مع موسكو والوصول إلى تفاهمات جديدة لإنهاء الحرب السورية وتشكيل حكومة انتقالية في البلاد وحتى ابقاء الأسد في سدة الحكم ولو لفترة انتقالية طويلة”.

  وختمت الصحيفة أن الركب السعودي إلى موسكو سبقته وفود إسرائيلية وتركية للوصول إلى تفاهمات حول الأوضاع في سوريا وتحديد خطوط التماس ومواقع الجبهات في سوريا. وجاء التقارب التركي بعد استياء انقرة من دعم واشنطن للميلشيات الكردية في الشمال السوري المتاخمة للحدود التركية. أما مصر فتسعى إلى إقامة علاقة أكثر استقلالية مع الكرملين والخروج من عباءة الهيمنة الأميركية. ونوهت الصحيفة أن تضارب مصالح القوى الإقليمية المختلفة ورهانها على الدب الروسي، يضع الأخير أمام تحدي  تحقيق التوازن بين المصالح المتضاربة للشركاء القدامى (وأهمهم إيران وسوريا) والجدد، خاصة السعودية وتركيا”.

 الحلم الكردي قد يتحول إلى كابوس

 قالت صحيفة “نويه تسرخر تسايتونغ” الصادرة بتاريخ 6 أكتوبر 2017 أن الربيع العربي أثار صراعات على تقسيم السلطة والموارد ونزاعا محتدما لإعادة رسم الحدود في المنطقة.

 وأوضحت الصحيفة أن سعي الأكراد في شمال العراق لتأسيس دولة مستقلة حلقة في سلسلة الصراعات الدائرة، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن الأكراد هم أكبر أقلية في العالم بدون دولة وتعيش غالبيتهم في أربع دول، حيث وقعوا مرارا وتكرارا ضحايا الإقصاء السياسي والاقتصادي والثقافي ولا يزال عدد منهم ضحية للقمع.

 وأوضحت الصحيفة أن: “قمع الأكراد في العراق وصل إلى حد استخدام الرئيس العراقي صدام حسين الأسلحة الكيماوية ضدهم، وفي سوريا حاول النظام قمع الأقلية الكردية عبر سحب الجنسية والاعتقالات التعسفية والتعذيب وفرض العزلة الثقافية. من جهة أخرى مارست أنقرة لفترة طويلة سياسات تمييزية ضد الأكراد، حيث تعرضوا للاستبعاد الثقافي والحرمان السياسي والاقتصادي وحظر اللغة الكردية.  فيما لا يختلف الوضع كثيرا في إيران. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار هذا الماضي، فإن رغبة الأكراد في إقامة دولة وطنية مستقلة أكثر من مفهوم”.  

 وأوضحت الصحيفة السويسرية الناطقة بالالمانية أن “اللحظة تبدو مواتية للأكراد لإعلان دولتهم في شمال العراق ولا سيما في ظل فوضي الصراعات الحالية الدائرة في المنطقة على النفوذ والموارد والحدود ومع الأخذ بعين الاعتبار الدور الهام الذي لعبه الأكراد في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في مناطق مختلفة في سوريا والعراق”.         

 لكن الظروف الراهنة قد تكون أيضا سببا في تحويل الحلم الكردي إلى كابوس، فحالة عدم الاستقرار السياسي في المنطقة بسبب الصراع على السلطة بين دول الخليج وصعود الجماعات الجهادية وتضارب المصالح السياسية لبغداد وطهران وأنقرة ودمشق، لا تدع مجالا لصعود قوة إقليمية جديدة تنافسها على النفوذ والموارد. ولذلك لم يكن من المستغرب رفض القوى السياسية الفاعلة في المنطقة نتائج الاستفتاء على الانفصال ووصمه بالرفض التام.

  ربيع الكرة المصرية

نفس الصحيفة أي “نويه تسرخر تسايتونغ” الصادرة بتاريخ 9 أكتوبر 2017 رأت أن تأهل المنتخب المصري لمونديال روسيا 2018 “جعل المصريين في حالة نشوة جماعية”، مشيرة إلى أن الربيع العربي وحالة عدم الاستقرار دفع العديد من لاعبي كرة القدم المصريين للخروج من البلاد للاحتراف في الخارج وفي النهاية استفاد المنتخب الوطني من خبرات اللاعبين المحترفين في الأندية العالمية وساهم ذلك في تأهل مصر للمونديال.

وذهبت الصحيفة إلى أن الكرة المصرية “طالما كانت طرفا في المعادلة السياسية وحالها مرآة تعكس أوضاع البلاد”. وأوضحت أن “اندلاع الربيع العربي وجه ضربة قاصمة للكرة المصرية، التي أصبحت طرفا على الساحة السياسية وكانت نقطة التحول الأخرى حادثة بورسعيد التي راح ضحيتها 74 شخصا، ليتم بعدها استبعاد الجماهير من الملاعب. كما أٌحرق مبنى الاتحاد وفشل المنتخب الوطني ليس فقط في التأهل لكأس العالم 2014، لكنه غاب أيضا عن الكؤوس الأفريقية الثلاث لعام 2012 و2013 و2015. ” 

الأوضاع في اليمن

 في خانة “حقيقة اليوم”، تطرّقت صحيفة “لا ليبرتي” الصادرة باللغة الفرنسية في فريبورغ، إلى الأوضاع المزرية في اليمن وكتبت في عددها الصادر يوم الأربعاء 11 أكتوبر “منذ 2015، يعاني اليمن من ويلات الحرب، وما انجرّ عنها من مجاعة وكوليرا”. وبالنسبة لكاتبة المقال “كيسّافا باكيري، “الوضع في اليمن كارثي”، والأمم المتحدة تقول إن هذا البلد الفقير يشهد “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، وتؤكّد ذلك لولاندا جاكيمات الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط: “هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 29 مليون نسمة، يعاني الثلثان منهما من انعدام الامن الغذائي، وتنتشر فيه أعلى نسبة للإصابة بمرض الكوليرا التي ظهرت في البلاد في شهر أبريل الماضي. وبلغ عدد المصابين في اليمن خلال خمسة أشهر نسبة الإصابة التي سجلت في هايتي خلال خمس سنوات”. بل إن الأخطر من ذلك، تشير صاحبة المقال أن رئيس بعثة أطباء بلا حدود في اليمن يقول إنّه “ليس هناك أي مؤشّر على تحسّن الأوضاع في المستقبل المنظور”. 

والسيناريو الأسوأ في ضوء هذه الحقائق، تحذّر اللجنة الدولية للصليب الأحمر والعديد من المنظمات الإنسانية الأخرى من “أن يصل عدد المصابين بالكوليرا بحلول نهاية هذا العام إلى 900.000 حالة، وربما مليون حالة”. وما يعقّد الأوضاع أكثر، يذكّر التقرير أن “55% فقط من المستشفيات والعيادات في البلاد لا تزال تشتغل، ولم يتم دفع أجور موظفيها لأكثر من عام الآن”. 

ولتحديد الجهة المسؤولة في المقام الاوّل عن هذه الأوضاع، أجرت يومية “لا ليبرتي” حوارا مع الخبير السياسي حسني عبيدي، مدير معهد الدراسات العالمية بجامعة جنيف، وهو أيضا مدير مركز الدراسات والبحوث حول العالم العربي والبلدان المتوسّطية، والذي برأيه السبب الرئيسي في استمرار هذه الازمة “يكمن في الإحتكار الذي تمارسه المملكة العربية السعودية في إدارة هذه الأزمة”. وللمفارقة، فهذا الخبير السياسي، لا يمكنه تصوّر حلّ لهذه الأزمة من دون المملكة العربية السعودية. وردّا عن سؤال : ما المنتظر لكي يتم إطلاق مفاوضات لتحقيق السلام؟، أجاب: “كل شيء يتوقّف على إرادة الرياض والمجتمع الدولي. فالنظام السعودي يمرّ بمرحلة انتقالية معقّدة تتعلّق بخلافة الملك الحالي، والمملكة تمرّ بأزمة اقتصادية لم يسبق لها مثيل، وهذه الحرب باهضة الثمن. فضلا عن الضغوط الغربية على الرياض. كل هذا من شأنه أن يدفع النظام السعودي إلى إظهار نوعا من الانفتاح، وأن يكون مستعدا لتقديم تنازلات بشرط ضمان الأمن على حدوده”.

“رفض طريق دمشق”

في صحيفة أخرى، وحول موضوع ثاني، توقّفت صحيفة “لوتون”، الصادرة في جنيف في عددها ليوم السبت 7 أكتوبر، وفي خانة” قصة السبت” عند شخصية التاجر اللبناني في مجال الآثار، “علي أبو طام”، والذي تمت مصادرة جميع القطع الفنية التي بحوزته للإشتباه بكونها من مصادر غير مشروعة. وتعد القطع المصادرة 15000 قطعة فنية. تقدّر قيمتها بعدة مئات من ملايين الفرنكات السويسرية. 

وتعود الأحداث إلى شهر فيفري 2017، عندما أقدمت الشرطة على اقتحام منزل هذا التاجر اللبناني، واصطحبت معها إلى السجن زوجته وأحد مساعديها، وقد سبق أن أوقفتهما الشرطة وهما ينقلان مصباحا بيزنطيا غير مصرّح به إلى مستودع في ضواحي جنيف، وبالتحديد في مدينة فيرنيي. هناك اكتشفت الشرطة مستودعا يحتوي على الكثير من القطع الفنية المقتناة في الثمانينات من طرف أبيه، وبما قيمته 50 مليون فرنك سويسري”. 

ومنذ ذلك الحين توجد القضية تحت أنظار القضاء، والطرفان المتنازعان يدعيان أن القضية حسمت لصالحه. لكن الأكيد أن أبو طام لم يسترد حتى الآن سوى أعداد قليلة من القطع المحجوزة، ولا تزال تحوم حوله شائعات بكونه يوجد على رأس شبكة لتهريب الكنوز الأثرية من سوريا ويتعاون في ذلك مع تجار يعملون لصالح “تنظيم الدولة الإسلامية”/ داعش في سوريا. 

في المقابل يرد التاجر اللبناني بأنه “لا يوجد بين القطع التي بحوزته أي واحدة مقتناة من داعش”. “وقبل أن تظهر داعش إلى الوجود كنت أتعامل مع تجار بالجملة أغلبهم من المسيحيين اللبنانيين. وكل القطع التي بحوزتي اقتنيتها قبل 2005″، يضيف التاجر اللبناني المقيم بجنيف.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية