مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

العملية التركية شمال سوريا.. محاربة للإرهاب أم أطماع توسعية؟

حوار رفيع المستوى بين تركيا والولايات المتحدة
نائب الرئيس الامريكي مايك بينس يلتقي مع الرئيس التركي رجب طيب أوردغان بالقصر الرئاسي لإجراء محادثات بشأن العملية العسكرية التركية شمال سوريا يوم 17 أكتوبر 2019. Keystone / Jacquelyn Martin

طوال الأسبوع الجاري، خصصت الصحف السويسرية مجددا مساحات هامة من تغطياتها الإخبارية لنشر حوارات وتحليلات لمجريات العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، ومآلات الوضع هناك قدمت فيها مختلف وجهات نظر الاطراف المشاركة في النزاع وختمت هذه التغطية بتحليل آخر مستجدات هذه التطوّرات والمتمثلة في قبول الجانب التركي مساء الخميس 17 أكتوبر الجاري بوقف إطلاق النار بشكل مؤقت وبشروط. 

“اليأس يتملّك الأكراد”

تحت عنوان “الأكراد المحاصرون يطلبون المساعدة من دمشق”، كتبت صحيفة “لوتون”رابط خارجي  يوم 15 أكتوبر “اضطرت القوات الديمقراطية السورية إلى ابرام اتفاق مع النظام السوري للتصدي للهجوم التركي على أراضيها. خمسة أيام كانت كافية لانهيار عالمهم”.

المقال عبارة عن تقرير ميداني من مدينة القامشلي بشمال سوريا، والزمن، خمسة أيام بعد بداية الهجوم التركي، والوضع السائد حالة من اليأس التي تلبست الأكراد، إزاء عجز حلفائهم الغربيين عن الدفاع عنهم ضد تركيا العضو في الناتو وقوات المعارضة السورية المتحالفة معها”. هذا اليأس الذي تكشف عنه الخطوة التي أقدمت عليها قوات سوريا الديمقراطية التي طلبت المساعدة من النظام السوري. وهكذا يرى صاحب المقال أن “كماشة قد أغلقت على الأكراد من كل الجهات”.

رغم ذلك، ينقل المقال عن أحد الزعماء الكبار للمليشيات الكردية بأن “الحرب لم تنته، لقد أعددنا أنفسنا لهذا اليوم”. اليأس الذي تلبّس بالأكراد السوريين مردّه أيضا “كثرة القتلى الذين قضوا خلال حروب عدة من اجل الدفاع عن استقلال الاكراد، وأيضا رؤيتهم لشبكة المؤسسات التي بنوها، ونصبوا على رأسها كوادر الحزب الكردي، وصنعوا لها شخصية سلطوية حلمت بتغيير العالم، تتهاوى كجبل من ورق، وهو يأس ثالث، للخيانة التي شعروا بها، فقبل بضعة أشهر وربما سنوات كانت القوى الكبرى تغازلهم، وهي اليوم تشيح بوجهها عنهم”.

وينقل المقال عن مسؤولة كردية قولها: “الحرب بالزي الرسمي، والمكاتب الرسمية، انتهى وقته، نحن الآن في وضع حرب عصابات ضد تركيا”.

فرصة على طبق من ذهب

“تحت عنوان “دمشق تسعى إلى تثبيت أقدامها”، نشرت صحيفة لاليبرتي رابط خارجي يوم 15 أكتوبر حوارا أجرته مع جورديل تيجيل، أستاذ معهد التاريخ التابع لجامعة نوشاتيل، والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط، حول مغزى توجه الأكراد لطلب المساعدة من النظام السوري لمواجهة الهجوم التركي، فكان جواب الخبير “الاكراد في حاجة إلى حليف قوي، ولم يبق لهم خيار بعد انسحاب القوات الامريكية، غير اللجوء إلى دمشق لمواجهة ثاني أقوى دولة في الحلف الأطلسي”.

وحول الأهداف الحقيقية للنظام السوري من إبرام هذا الاتفاق مع الأكراد، يجيب الخبير السويسري “لا شك النظام السوري يريد انتهاز فرصة انسحاب الأمريكيين، لتثبيت أقدامه في المنطقة، حتى وان كان الاتفاق مع الأكراد ذي طبيعة عسكرية وليس سياسيا”.

وحول طبيعة العلاقة بين نظام دمشق والتحالف الكردي، يوضّح الجامعي السويسري بأن “الأكراد إذا ما خيّروا بين تركيا والنظام السوري، فإنهم سيفضلون النظام السوري، لأنه بالإمكان في النهاية إيجاد اتفاق بين الاكراد والنظام لإدارة مشتركة لشمال سوريا، وهذا ما حصل بالفعل في الماضي القريب. إذ عندما شعر النظام بصعوبة السيطرة على كل الأراضي السورية انسحب من الشمال ليترك المساحة لتمدد التحالف الكردي مقابل تخلي الأكراد عن دعم الثورة السورية”، وعلى حد قول الخبير “يمكن لدمشق أن تقبل بدور للأكراد شبيها بدور حزب الله”.

وحول حقيقة الموقف الروسي من العملية التركية، يقول: “لا أعتقد انه بإمكان الأتراك القيام بهذه العملية لو لم يتلقوا ضوءً أخضر من روسيا. وقد يبدو الامر متناقضا، ولكن الروس قبلوا هذا الأمر لأنه برأيهم سيؤدي في المدى المتوسّط إلى تقوية حليفهم النظام السوري”.

“نحن نحارب الإرهاب”

في هذا الحوار الطويل مع إلهان سايجيلي، سفير تركيا لدى سويسرا، تقدّم  “لوتون”رابط خارجي 16 اكتوبر وجهة النظر التركية حول العملية العسكرية التي تقودها في شمال سوريا.

هذه العملية يرى السفير التركي أنها ببساطة “عملية نحارب فيها الإرهاب. لأنه يشكل تهديدا مباشرا لأمننا القومي، وخلال عاميْن، المجموعة المسلحة الرئيسية الكردية في سوريا نفّذت مائة هجوم على الأراضي التركية، ويحفرون الانفاق على الحدود للسماح للمقاتلين بالتسلل. نحن لا نحارب الأكراد بصفة عامة، لأننا نعيش جنبا إلى جنب معهم. ومن بين 3.7 مليون لاجئ سوري في تركيا، 300.000 نسمة من الاكراد. لقد فرّوا من وحدات حماية الشعب الكردي. من خلال تدخلنا نريد إنشاء منطقة آمنة يبلغ طولها 450 كيلومترا، وعرضها 30 كيلومترا. لقد اقترحناها دون جدوى على إدارة أوباما، ثم لم تنجح المفاوضات مع إدارة ترامب، وبدلا من ذلك وفروا أسلحة وشاحنات للإرهابيين هناك”.

ولكن هل يجوز لتركيا غزو أراضي جارتها، سوريا؟ يردّ السفير التركي “إنها 30 كيلومتر فقط، إنه حق قانوني في الملاحقة. بالإضافة إلى ذلك، وقعت أنقرة ودمشق اتفاقية في عام 1998، تنص على أنه إذا لم تتمكن سوريا من محاربة العناصر الإرهابية على أراضيها، فإن تركيا لها الحق في التدخل على الجانب السوري”. 

وعن الأهداف الحقيقية لهذه العملية، وإن كانت تركيا ستغيّر خططها بعد عودة الجيش السوري للسيطرة على المناطق الحدودية مع تركيا، أجاب السفير: “سيظل هدفنا انشاء منطقة آمنة، والعودة الطوعية لمليونيْ لاجئ سوري من هذه المنطقة. وندعو شركائنا الغربيين لمساعدتنا في تحقيق ذلك”.

“بمجرد دخوله شمال سوريا، انتصر أوردغان”

أعادت صحيفة “لا ليبرتي”رابط خارجي السويسرية 16 أكتوبر نشر حوار ظهر أوّل مرة في صحيفة “لا ليبيراسيون” الفرنسية، مع المحلل السياسي بيرم بالتشي، متخصص في الشؤون التركية. وفي هذا الحوار بين المحلل كيف “نجح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تحقيق أهدافه بمجرد دخول جيشه إلى شمال سوريا. وبرأيه دخول الجيش السوري في المعركة بعد استنجاد الاكراد به لن يغيّر من تلك الحقيقة شيئا”.

يقول المحلل السياسي “الأتراك كانوا يعلمون أن الأكراد سيطلبون المساعدة من النظام السوي، ولكنهم اعتبروا ذلك أخفّ الضرريْن. كان الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لهم هو طرد قوات حماية الشعب الكردية بعيدا عن حدودهم واستبعاد أي احتمال لقيام كيان كردي مستقل في سوريا. والشيء الأهم بالنسبة لأردوغان هو إظهار تصميمه على بدء العملية العسكرية. ومن وجهة نظره العملية حققت كل أهدافها: لقد وجّه ضربة قاسمة للأكراد، الذين ظهروا كأبطال عظماء في الحرب في سوريا. ثم هو تحدى الولايات المتحدة من خلال شن حملة أجبرتهم على سحب قواتهم. كما أظهر هجومه عجز الأوروبيين في الدفاع عن حلفائهم الاكراد الذين حاربوا داعش. وتمكّن قبل كل شيء من إرضاء رأيه العام الداخلي من خلال اظهار أنه يستطيع فرض قراره على القوى العظمى، وانه يعمل من أجل عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم”.

أما قدرة العقوبات الغربية في إجبار تركيا على إيقاف هذه العملية العسكرية، فيقول المحلل: “التنديد والعقوبات الرمزية وإيقاف بيع الأسلحة إلى تركيا لا يمكن أن تؤثّر على أردوغان. فهو يجد نفسه مجبرا على التدخّل في سوريا من أجل أن يحافظ على مصداقيته، ثم إن الغربيين لم يسعوا لأخذ المبادرة، على الرغم من أن هذه العملية كانت تركيا تستعد لها منذ فترة طويلة، والجميع يعلم أن ترامب كان يريد الانسحاب”. ويختم المحلل بأن “ما حصل أفضل دليل على غياب استراتيجية غربية منذ بدء النزاع في سوريا”. 

تحت قصف مجلس النواب

خصصت صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ الصادرة بالألمانية ليوم الجمعة 18 أكتوبر صفحة كاملة لآخر مستجدات الوضع في شمال سوريا بعد الهجمات التركية على المنطقة، وتناول فيها ثلاث صحفيين الموضوع من زوايا مختلفة، ابتداء من ردود مجلس النواب الأمريكي على قرارات ترامب الأخيرة بسحب قواته من شمال سوريا وتداعياته على المنطقة وذلك بقلم مراسل الصحيفة من واشنطن رنتسو روف. ومن القدس تناولت إنغا روغ الجانب الكردي من المعادة، أمّا مراسل الصحيفة من إسطنبول فولكير بابست، فقد اهتم بالاتفاق الذي تمّ بين الرئيس التركي أردوغان ومايك بنس نائب الرئيس الأمريكي بوفق العمليات لمدة 120 ساعة.

يستهل روف تحليلهرابط خارجي بذكر توصية توصل غير ملزمة إليه مجلس النواب الأمريكي بإدانة قرار ترامب بسحب قواته من شمال سوريا، بالإضافة إلى طلب 225 من الديمقراطيين و129 من الجمهوريين من رئيسهم أن يستمر في دعم الأكراد هناك. أمّا ترامب فلا يبدو عليه الرغبة في تغيير سياسته الخارجية بعد تلك الانتقادات والتوصيات، حيث يصر على أنّ أمريكا لست “شرطي على العالم، وليس لها دخل بما يحدث في سوريا”، كما ينقل عنه الصحفي. بل ويذهب ترامب في دفاعه عن قراره إلى أبعد من ذلك ويتهم الديمقراطيين “بأنّهم يرغبون بمساندة الأكراد لأنهم شيوعيون”، كما حمّل سلفه في الرئاسة باراك أوباما ووزير الدفاع السابق جيمس ماتيس مسؤولية “الوضع المرتبك في سوريا”. ولا ينسى ترامب أن يرجع الفضل لنفسه في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، كما ينقل عنه روف.

ترامب يفسح الطريق لموسكو

أمّا إنغا روغ فتتناول في مقالتها رابط خارجيتداعيات الانسحاب الأمريكي على الأكراد ونتائجه على المنطقة، وتلخص رأيها بعنوان المقالة، ومفاده “الحكومة الامريكية لا تخذل فق الأكراد، انسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا يصدم الشرق الأوسط بكامله”. فلأول مرة منذ 7 سنوات، تقول الصحفية، يدخل جنود النظام السوري مدينة كوباني، ولا تنسى روغ أن تأتي بذكر أهمية هذه المدينة في المعركة ضدّ تنظيم الدولة. أمّا بالنسبة للأكراد كان لديهم أحد الخيارين، إما القتال على جبهتين، ضد النظام من جهة وتركيا من جهة أخرى، وإما الوصول إلى اتفاق مع دمشق، وذلك بعد “إعطاء ترامب تركيا الضوء الأخضر لمهاجمة المنطقة”. ثمّ تأتي الصحفية على ذكر ما خلفته الهجمات التركية من موت وإصابة الكثير من المدنيين وتهجير ما يقارب 170 ألف شخص.

بالنسبة لدخول قوات النظام السوري إلى المنطقة، فترى فيه روغ بداية نهاية الحكم الذاتي للأكراد هناك، رغم أنّ دوره يقتصرعلى العزل بين الأطراف المتصارعة، بالإضافة إلى كون تلك “القوات منهكة” ولا تستطيع التحرك إلّا بمساندة من القوات الجوية الروسية، حيث تسعى روسيا منذ مفاوضات أستانا إلى دفع أردوغان إلى التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري، كما تقول الصحفية، التي ترى أنّ ذلك كله يلعب في مصلحة روسيا، فهي تستطيع الآن الوقوف في وجه الهجوم التركي وفي نفس الوقت زيادة الضغط على قوات المعارضة في إدلب، وذلك يظهر جليّاً في تكثيف الهجمات في الأيام الأخيرة على المدينة.

سجادة حمراء من أجل بوتين

لا تقتصر ردود الأفعال على قرار ترامب على سوريا والأكراد وإنّما تتجاوزها إلى المملكة السعودية وإسرائيل، التي ترى أنّه “لم يعد من الممكن الاعتماد على الأمريكيين”، بحسب تعبير روغ. هكذا وتساءلت صحف إسرائيلية، ما إذا كانت إسرائيل الحليف المقبل التي ستخذله أمريكا. كما أدانت دول الخليج العربية باستثناء دولة قطر الحليفة لتركيا، هجوم الأخيرة على شمال سوريا وأظهروا دعمهم للأكراد هناك. بالنسبة لروغ يعود السبب في ذلك إلى خوفهم من إيران، التي حافظت على حضورها القوي في سوريا بعد فشل الروس في الحد منه، كما “أظهرت مؤخراً أنيابها من خلال الهجمات على حقول النفط السعودية”. بالنسبة لرئيس مخابرات الجيش الإسرائيلي لن تعاني بلاده من مشاكل في الدفاع عن نفسها بسبب الانسحاب الأمريكي، ولكن ستخسر الولايات المتحدة الأمريكية وزنها كقوة عظمى في الشرق الأوسط. وتتطرق روغ إلى ذكر بعض الزيارات المنتظرة للرئيس الروسي بوتن للرياض وأبو ظبي هذا الأسبوع، وكذلك زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للقدس لتبديد المخاوف الإسرائيلية، ولكن الصحفية ترى أنّه سيكون من الصعب عليه النجاح في ذلك.

وقف لإطلاق النار لمدة 5 أيام 

وفي مقالة لمراسل الصحيفة من إسطنبول فولكير بابسترابط خارجي، نجد تحليلاً للاتفاق الذي توصل إليه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، بوفق الهجمات التركية على شمال سوريا لمدة خمسة أيام. وقد أعلن بنس من السفارة الأمريكية في أنقرة أنّ تلك الهدنة تأتي للسماح لقوات الحكم الذاتي الكردية بالانسحاب من المنطقة الحدودية وفي حال تمّ تأمين منطقة عازلة تصل إلى 20 ميل سيتمّ الإعلان عن وقف دائم للهجمات هناك، وهذا ما أكده وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في تصريح له من القصر الرئاسي في أنقرة.  

بالنسبة لتركيا بقي طرد وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها حليفة لحزب العمال الكردستاني المحظور في البلاد، أولوّية في المفاوضات، كما يؤكد الصحفي، الذي يضيف أنّ تركيا لمّحت بأنّه لن يكون لديها مانع بأنّ تسيطر سوريا وحليفتها روسيا على أقسام من المنطقة العازلة في حال ضمان انسحاب قوات حماية الشعب الكردي من هناك. أمّا بالنسبة لترامب فلا بدّ أنّه سعيد بهذا الاتفاق الذي يخفف على الأقل من العواقب وزوبعة الانتقادات التي سببها قراره بسحب قواته من شمال سوريا، كما يقول بابست، الذي ينتهي إلى القول إنّه لا يزال هناك بعض الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة، كتلك التي تتعلق بقوات حماية الشعب الكردي، حيث يستنتج أنّ بنس لا بدّ وأنّه قد تحدث معهم قبل عقده للاتفاق وأطلعهم على تفاصيله وأهمها الانسحاب من المنطقة الحدودية، ولكن يعود الصحفي ويؤكّد أنّ الاكراد قد فقدو كل ثقة بالولايات المتحدة الأمريكية، وبالنسبة له ستظهر الأيام القليلة المقبلة ما إذا كان الاكراد سيتعاونون لتنفيذ بنود الاتفاق أم لا.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية