مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الشراكة الاقتصادية وعملية السلام اهم محاور زيارة برودي إلى الشرق الاوسط

رئيس المفوضية الأوروبية، رومانو برودي swissinfo.ch

تكتسب زيارة رئيس المفوضية الأوروبية إلى المشرق العربي أهمية سياسية بالغة على اكثر من مستوى. إذ تاتي جولته إلى كل من الأردن و لبنان و سورية في ظرف حرج بالنسبة لمستقبل العملية السلمية و هي تواجه العديد من المخاطر بعد فوز ارييل شارون ، مهندس غزو لبنان و مذابح صبرا و شاتيلا في عام اثنين و ثمانين في انتخابات رئاسة الوزراء في إسرائيل.

تحظى زيارة الرئيس برودي باهتمام سياسي خاص من وجهة النظر العربية لأنه يزور المنطقة من أجل تشجيع قيادات البلدان الثلاثة على إقامة تعاون دون إقليمي و وضع مشاريع ثنائية و ثلاثية قد يساهم الاتحاد الأوروبي في تمويلها. و تلك الرسالة السياسية نفسها التي كان حملها برودي إلى زعامات المغرب العربي في منتصف الشهر الماضي.

فعلى صعيد الشرق الأوسط، يسود القلق الأوساط الأوروبية لأن رئيس الوزراء الاسرائيلي قد لا يتردد عن تأجيل استحقاقات مفاوضات السلام و يزيد تبعا لذلك في مضاعفة حدة المواجهات مع الفلسطينيين و درجات التوتر على جنوب لبنان و الجبهة السورية. و قال الرئيس برودي بوجوب المحافظة على المكتسبات التي تحققت في الجولات التفاوضية الأخيرة. و على افتراض قيام ارييل شارون بمغامرة وقف العملية السلمية فانه سيضع المنطقة ككل على شفا حفرة البركان و انعدام الاستقرار السياسي وقد يجر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحده إلى المخاطرة بمصالحهم.

وكانت البلدان العربية التي شاركت في اجتماعات المنتدى البرلماني الأوروبي المتوسطي في بروكسيل قد سارعت إلى دعوة الاتحاد الأوروبي و بشكل خاص البرلمان إلى استخدام ورقة الضغط والعقوبات الاقتصادية ضد الدولة العبرية في حال تنصل شارون من مقتضيات مفاوضات السلام والاتفاقات المبرمة. وأصدر المنتدى البرلماني بيانا اعتبر في مثابة رسالة سياسية إلى ارييل شارون و يؤكد فيها على ضرورة التقيد بتنفيذ الاتفاقات المبرمه و استئناف مفاوضات السلام استنادا إلى النتائج التي تحققت في الفترة السابقة و البحث عن حل عادل يستند إلى قرارات مجلس الأمن و مرجعية مؤتمر مدريد و اتفاقات اسلو.

و قد وجد رئيس المفوضية رومانو برودي خلال جولته الشرق اوسطية جيلا من القيادات الشابة في كل من الأردن و سورية و يتطلع إلى تحقيق سلام عادل على اسس الشرعية الدولية و يطمح أيضا إلى إقامة شراكة حقيقية مع الاتحاد الأوروبي على الصعيدين الثنائي و المتعدد الأطراف غير أن إحلال السلام سيبقى المحك الرئيسي لهذه الشراكة.

و تقترح الدوائر الأوروبية على البلدان العربية في المشرق او في المغرب العربيين البدء بإقامة تعاون إقليمي في ما بينها من أجل مضاعفة فوائد الشراكة. فالمنطقة المغاربية تبدو اليوم مثل منطقة المشرق العربي مجزأة إلى اسواق صغرى تفتقد لعناصر الجاذبية بالنسبة للمستثمرين الأوروبيين. و هؤلاء يفضلون التوجه نحو أسواق وسط و شرق اوروبا لأنها ستكون بعد أعوام قليلة امتدادا للسوق الأوروبية الواحده. و سيكون عنصر التعاون الاقليمي في مابين البلدان العربية الشرط الأساسي لاستفادة كل منها من آفاق التوسع الأوروبي. فهل يكون التوسع الأوروبي حافزا على الاندماج العربي في شمال افريقيا أو في المشرق؟.

نورالدين الرشيد – بروكسيل

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية